أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - الهجرة و الفصام الاجتماعي














المزيد.....

الهجرة و الفصام الاجتماعي


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 7 - 21:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الهجرة و الفصام الاجتماعي


الهجرة قضية مطروحة دائماً في عالمنا العربي ، و السبب في ذلك هو المستوى المعيشي المتردي الذي تكابده أغلب شعوب المنطقة العربية ...
لكن هذا النوع من الهجرة غالباً ما يكون باختيار المهاجر و ليس أمراً اجبارياً فرض عليه ، و إنما اختاره هو ليثور على وضعه المعيشي و يتغلب على لعنة الفقر الموروثة ...
وفي هذه الحالة قد يكون المهاجر (انسان الهجرة الاختيارية) أكثر قدرة على التأقلم مع البلد الذي ينتقل إليه ، و أكثر قدرة على تقبل عادات و تقاليد ذلك البلد و التي ربما تختلف مع عادات و تقاليد بلده الأصلي ، خاصة أنه غالباً ما يهاجر وحيداً بلا عائله و يبني لنفسه عائلة هناك في بلده الجديد
أما النوع الثاني من الهجرة ، الأصعب ربما ، و الأكثر انتشاراً في الآونة الأخيرة ... هو الهجرة الاجبارية المفروضة على الانسان العربي ، بسبب الحرب الدائرة في بلده و تردي اقتصادها ... و خطر التعرض للقتل لأسباب دينية أو طائفية أو سياسية ...
انسان الهجرة الاجبارية يواجه خيارين لا ثالث لهما ... إما البقاء و الانخراط في الحرب الأهلية التي تلتهم كلا الخصمين و لا تنتج إلا الخسارة ...
و إما اللجوء إلى بلدان أخرى ، عربية ربما أو أوروبية ...

المهاجر الذي يختار الدول العربية ، ربما لا يواجه الصعوبات التي قد يواجهها المهاجر إلى الدول الأوربية ، إلا إذا كان هذا المهاجر ذو خلفية ليبرالية و عقلية علمانية ، هنا قد يتعرض الى نوع خاص من الفصام ، قد يكون الأصعب ، لأنه يكون وحيداً في بلدان كمصر و الأردن و دول الخليج ... حيث يفتقد الدعم المعنوي من أبناء بلده الذين يندمجون بسهولة في هذه المجتمعات ذات الخلفية الاسلامية و العقلية الدينية ...
أما المهاجر الذي يلجأ الى الدول الأوربية ، فإنه يتعرض مرة ثانية لخيارين لا ثالث لهما ...
الأول : أن يتعلم لغة المجتمع و يندمج فيه ، و هذا ليس بالأمر السهل طبعاً ...
الثاني : أن يتقوقع على نفسه و ينخرط في تجمعات صغيرة تضم أبناء بلده و بلدان أخرى ربما ، تتفق معهم بالخلفية الثقافية الاسلامية ... كالأتراك مثلا ... حيث يتم لقاء الصنفين في الجوامع و تجمعات الذكر و الموائد الرمضانية ... الخ

انسان الهجرة الاجبارية للدول الاوربية يتعرض لصدمة ثقافية ربما ، فهو أمام صعوبات التأقلم مع الحرية الجنسية و الدينية ...
كذلك هو أمام خيارين آخرين : أن يربي أولاده على تقاليد و عادات بلده الأم ، و هذا يتطلب متابعة كبيرة و حثيثة و انعزال تام عن الوسط المحيط ... و هو ما قد ينتج عنه الفصام الاجتماعي الذي يكون له أحياناً عواقب خطيرة جداً كالتطرف الفكري الذي ينتج الشخص الارهابي ، أو ردة فعل عكسية كالانحلال الأخلاقي !!
الخيار الثاني هو أن يربي المهاجر أولاده تربية أوروبية تناسب المجتمع الذي يعيشون فيه و تجعلهم مؤهلين للتفاعل و الانتاج و الاستفادة من نعم الحرية و التقدم التي ينعم بها المجتمع الأوروبي ...
السلبية الوحيدة التي يتعرض لها المهاجر عندما يقرر الاندماج و الانصياع لعادات المجتمع الجديد .. هي القطيعة الثقافية بينه و بين أهله في الوطن ... و بينه و بين أبناء بلده المهاجرين الذين لم يتقبلوا الاندماج و تكتلوا في تجمعات صغيرة شاذة ...
هنا يصبح المهاجر بلا جذور، و عليه أن يواجه مشكلة تجاهل الماضي بآلامه و مشاكله و أفراحه و عاداته و تقاليده !!
هذا النوع أيضاً قد يواجه أزمة الفصام الاجتماعي لكن ربما في عمر متقدم ... أي بعد أن يكبر أولاده و يغادرون المنزل (على الطريقة الأوروبية) و يبقى لوحده بلا ماضٍ يملأ عليه فراغ الشيخوخة و يرطب قسوتها ...

MAHER RAZOUK



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بنكهة الروايات العظيمة
- قصيدة اسمها : أبواب الجحيم
- الصراع الشيعي السني في سوريا


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - الهجرة و الفصام الاجتماعي