أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماهر رزوق - شيزوفرينيا المرأة العربية














المزيد.....

شيزوفرينيا المرأة العربية


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5519 - 2017 / 5 / 13 - 03:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بدايةً أودّ أن أقول ، أنه ليس من السهل أبداً ، أن يكتب شخصٌ ما عن المرأة ... ربما لأننا قد نحتاج إلى دراساتٍ عميقةٍ و ضخمةٍ جداً ، حتى نفهم جزء يسير من الشخصية الغريبة للمرأة عامة ... و العربية خاصة !!
لكنني سأحاول هنا أن أشرح التناقض في شخصية المرأة العربية ، معتمداً على مشاهداتٍ و قراءاتٍ و تجارب شخصية فقط لا غير !!

أولاً ما الذي دفعني إلى كتابة هذا المقال ؟؟

من خلال قراءات كثيرة لكاتبات عربيات ، و جدالات أكثر بيني و بين العديد من النساء على مواقع التواصل الاجتماعي ... اكتشفت للأسف ، التناقض الكبير في شخصية المرأة العربية ...
فالمرأة العربية التي تبحث عن حريتها منذ الأزل ، و عن المساواة مع رجل أنقصها قدرها و قيمتها ، مدعوماً بالدين و القانون ... تجدها من ناحية أخرى تتخلى عن هذه المطالب ، بل و تدافع أحياناً عن جلادها الذي يلتهم حقها و هو مستمتع باستسلامها و ابتسامتها و فخرها حتى بالرضوخ له !!!!

ما الذي يدفع المرأة إلى الاستسلام طوعاً ؟؟ هل هو الخوف ؟ أما أنها فعلا كما تدعي ، مقتنعة تماماً بهذا الرضوخ ؟؟

برأيي الشخصي أن السؤال يحتمل الجوابان المتناقضان ... و هذا ما دعاني إلى فضح هذا التناقض المزعج في هذه المقالة ...
فالمرأة تخاف و كذلك هي مقتنعة !!
كيف يحدث ذلك !!؟ ... حسنا تعالوا لنبحث الأمر معاً ... المرأة العربية تخاف غضب الرجل الذي يمتلك الحق في الطلاق و إجبارها على العودة إلى منزلها (بيت الطاعة) بقوة القانون !!
المرأة العربية كثيراً ما تحرم من فرصة التعلم و الحصول على عمل يحفظ كرامتها ، و يجنبها احتياجها للرجل كمصدر للمال ... كما أنها تعتبر كباقي الأشياء التي يمتلكها الرجل (كزوج أو كوالد) ، فهي له ، شرفه و عرضه و أي مساس بها ، يفقده رجولته و ينتقص من كرامته ... فهل من المعقول أن يدع الرجل شرفه و عرضه ، ليتجول لوحده و يعمل مع رجال آخرين !!

الأمر الآخر المزعج و المحزن ... أنك لو ناقشت تلك المرأة المقهورة (التي ترتدي أحيانا السواد في حرّ الصيف القاتل) ... فإنك ستصدم بردها الغريب !!
فهذه المرأة قد اقتنعت أن ذلك الرجل ليس إلا وصياً عليها ، يعمل على تطبيق كلام الله لا غير !!
فهي بنظر نفسها (عورة) ، تحتاج الى رجل ليستر عيبها ... و يمارس سلطته الكاملة عليها ، و يكون بذلك قد أرضى غروره و ضمن رضى الله عنها و عنه !!

في نقاش دار بيني و بين إحدى النساء ... قالت لي : المرأة العربية ليست مظلومة ... أين الظلم !!؟

قلت لها : ماذا عن حقها في الميراث ؟ و شهادتها في المحكمة ؟ تغطية شعرها ؟ و تغطية جسدها كاملاً في الصيف مثلاً ... بينما يرتاح الرجل بالملابس الخفيفة؟ ماذا عن رفض المجتمع للمطلقة و الأرملة و نظرته السيئة لهما ؟ ماذا عن الطلاق و أحقية الرجل بأخذ الأطفال بعيداً عنها ؟ ماذا عن قانون الأحوال الشخصية الذي مازال يستمد أغلب موادّه من الدين الاسلامي ؟؟

قالت : من حق الرجل أن يأخذ الحصة الأكبر في الميراث ، لأن الرجال قوّامون على النساء ... و هو المسؤول عنها و عن أولادها !!
بالنسبة لشهادتها في المحكمة ، فقد أثبت (علمياً) أن المرأة تنسى أكثر من الرجل ... و ذاكرة الرجل أقوى بكثير !!!
بالنسبة لتغطية الشعر و الجسد ... فلو أعطيتك الآن ، (حلوى) مكشوفة باليد اليسرى ، و أخرى مغلفة باليد اليمنى ، ماذا ستختار ؟ طبعاً المغلفة !!!
بالنسبة لنظرة المجتمع للمرأة ، فيجب أن تراجعوا أنفسكم أنتم يا معشر الرجال ، يا متخلفين !!!

من أقنع المرأة أنها مجرد حلوى ؟ من أقنعها أن دراسة علمية غربية ، قد أثبتت أن ذاكرة الرجل أقوى ؟؟ من كسر عزيمتها و جعلها أضعف من الرجل ، و ساعده على التحكم بمصيرها ؟؟ هل هو الدين ؟ أم القانون ؟ أم المجتمع ؟ أم أنها هي من فعلت بنفسها كل ذلك !!؟



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطنبول : دفء الحب و قسوة العزلة
- الجرح النرجسي العربي
- قصيدة : كانت جميلة جدا
- الخطأ و الصواب (1)
- الهجرة و الفصام الاجتماعي
- قصيدة بنكهة الروايات العظيمة
- قصيدة اسمها : أبواب الجحيم
- الصراع الشيعي السني في سوريا


المزيد.....




- اليونان: مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة يُعتقد أنها كانت تحمل ...
- بنغلاديش.. مظاهرة حاشدة رفضا لتقرير حكومي يمنح المرأة حقوقا ...
- يسرى صيداني: القوّة تُؤخذ لا تُعطى
- جوزفين زغيب: الإعلام شريك في إبعاد النساء عن مراكز صنع القرا ...
- بين الغارات الإسرائيلية والاقتتال الداخلي: مشهد معقد في الجن ...
- انفجرت بيدها.. مقتل امرأة كانت تحاول تفجير بنك على ما يبدو ف ...
- مسلسل -لام شمسية- يثير جدلا كبيرا في مصر حول قضية العنف الجن ...
- اليونان.. مقتل امرأة بانفجار عبوة ناسفة (صور)
- خرم سلطان: من هي -أقوى- امرأة في التاريخ العثماني؟
- أبرزها الزواج من 20 سنه!.. قانون الزواج الجديد في الجزائر 20 ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماهر رزوق - شيزوفرينيا المرأة العربية