أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - الانجاب بديلاً عن الانجاز














المزيد.....

الانجاب بديلاً عن الانجاز


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 13:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في هذه المقالة أود أن أناقش فكرة هامة جداً ، ربما تبادرت إلى أذهاننا جميعاً في وقت ما ، و هي فكرة تعلق الانسان العربي بعملية الانجاب و اعتبارها عملية أساسية في حياته حتى في أقسى الظروف الاقتصادية و السياسية التي قد يعيشها ...

في أحد الفيديوهات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ، انتقد أحد الأخوة اللبنانيين كثرة الأولاد في العائلات السورية اللاجئة في لبنان و إقدام هؤلاء على الانجاب بكثافة برغم الظروف السيئة التي يعانون منها بسبب اللجوء و قلة فرص العمل و غلاء المعيشة ، و كان محقاً في انتقاده ، لكن هذا الأمر ليس مقتصراً على السوريين وحدهم ، بل هي ظاهرة منتشرة في العالم العربي كله و لها أبعادها الفلسفية و الدينية و النفسية أيضاً ... لكنها تظهر بشكل فاضح في أزمنة الحرب و عند الأقليات اللاجئة إلى بلد معين ، و في حالة لبنان : إلى بلد ذو اقتصاد متواضع و ظروف معيشية صعبة !!

فالإنسان العربي لا يعنى كثيراً بالظروف الآنية التي يعيشها ، بل يتبع ما تعود عليه من طريقة حياة كانت بالنسبة له ، الطريقة الأمثل و المدعومة بإيديولوجية دينية راسخة و آثار نفسية ضاربة في عمق اللاوعي لديه ... لذلك هو لا يكترث لعواقب الفعل ، طالما أن ذلك الفعل يلبي حاجته النفسية و يرضي مشاعره الدينية الراسخة!!

في كتابه الرائع (التخلف الاجتماعي :الانسان المقهور) يطرح الدكتور مصطفى حجازي ، فكرة هامة جداً تفسر هذه الظاهرة بشكل جلي و غير قابل للجدل ... فهو يعتبر أن إنساننا العربي (أو ما يدعوه بالمتخلف) يحتمي بالأسرة الكبيرة _التي ينشئها_ من مخاطر الطبيعة و كوارثها ، فكثرة الأولاد لديه بمثابة سلاح بيولوجي يواجه به الظروف القاهرة التي تواجهه ... كذلك هو عند الذكر تعبير عن القوة الجنسية (القضيبية) و إثبات للرجولة و الذات ، بينما عند الأنثى هو تعبير عن الامتلاء (الحمل) و القدرة على منح الحياة ... فإنساننا العربي يعتمد فكرة الانجاب كحل بديل عن فكرة الانجاز التي تفرد بها الانسان الأوربي و الغربي ، فكثرة الأولاد دليل على الفعالية التي حرم منها بسبب تأخره عن العالم المتقدم (المبدع) بأشواط كثيرة ... و يتضح هذا الأمر بشكل واسع عند الكثيرين من الرجال العرب الذين يطربون لسماع الناس تناديهم بألقاب تتعلق باسم الولد مثل (أبو فلان و أبو علان ) ، كذلك قد يقوم البعض بتغيير اسمه على مواقع التواصل الاجتماعي إلى (أبو فلان) ، و هنا تظهر الحاجة النفسية الملحة لمقاومة عقدة الخصاء و التفاخر بالقوة الجنسية و إثبات الذات في مجتمع يؤمن بغالبيته بقيمة الانجاب كحل بديل (سحري و سهل) عن الانجاز !!

و أخيراً أود أن أنوه أيضاً إلى أن فكرة الانجاب مدعومة إلى حد كبير من الإيديولوجية الدينية السائدة في المجتمع العربي ، و تساعده على تأكيد وجوده المتدين و فعالية هذه الأفكار التي يحملها ... فالزوجة الواحدة قد لا تستطيع أن تستمر بعملية الانجاب ، فيضطر الرجل مدعوماً بالدين أن يتزوج أكثر من امرأة و ينجب أكبر عدد من الأولاد ...
كما أن فكرة الرزق الذي يرافق المولود ، تمنح العربي مباركة إلهية و شعبية ، و تحرره من مخاوف مسؤولية الأبوة ، و القلق على تأمين المعيشة الكريمة لأطفاله حتى في أشد الظروف قسوة (كالحرب و اللجوء)



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الخرافة و التخلف
- البطل العربي
- طفولة عقل (2)
- طفولة عقل !!
- نفاق اجتماعي
- العقول المؤدلجة
- جدوى الحياة
- المثقف العربي و الجنس
- السجين
- المنتخب السوري : بين النظام و الشعب !!
- القصيدة العبثية
- عن الهوية و سلطتها على الذات الإنسانية
- عن الهوية و قيمتها الانسانية ...
- نعم نجح الربيع العربي !!
- في التخلف و بعض أسبابه ...
- تساؤلات ضرورية (2)
- رحيل العتمة
- لماذا ينتقد الناس الأديان ؟؟
- التمييز العنصري في الأخلاق الإسلامية
- الثقب الجميل


المزيد.....




- شبيه جيف بيزوس يسرق الأضواء في شوارع البندقية.. قبل زفاف الم ...
- سان جورجيو ماجوري.. الجزيرة الساحرة التي اختارها بيزوس ليومه ...
- إسرائيل ترصد صاروخا من اليمن والمتحدث باسم قوات الحوثي يعلق ...
- إيران تُشيع قتلى الحرب مع إسرائيل بموكب جنائزي ضخم في قلب طه ...
- توجه لحظر حركة -فلسطين أكشن- في بريطانيا، فماذا نعرف عنها؟
- مجلس الشيوخ يجهض مساعي الديمقراطيين لتقليل صلاحيات ترامب في ...
- خلف ستار الهجمات الإسرائيلية على إيران: كيف أعد جواسيس الموس ...
- تشيع رسمي وشعبي في إيران لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ف ...
- وزير الخارجية الإيراني يندد بـ-النوايا الخبيثة- لمدير الوكال ...
- ترامب يرى أن وقف إطلاق النار في غزة بات -وشيكا-


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماهر رزوق - الانجاب بديلاً عن الانجاز