أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر رزوق - التمرد أم الثورة ... أيهما أجدى ؟؟














المزيد.....

التمرد أم الثورة ... أيهما أجدى ؟؟


ماهر رزوق

الحوار المتمدن-العدد: 5751 - 2018 / 1 / 8 - 04:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لطالما تساءلت و أنا أراجع صور الذكريات من أجل قراءة صحيحة و موضوعية للماضي الثقافي و السياسي و الديني الذي عشته و تخبطّتُ في تناقضاته المتزايدة كلما غصت أكثر ، أو بالأحرى قرأت أكثر : ترى هل كنت أنا متمرداً أم ثورياً ؟؟

أعيد اليوم طرح هذا السؤال لأنني أعتقد أن الإجابة عليه وصلتني أخيراً عن طريق (ألبير كامو) الروائي و الفيلسوف الفرنسي_الجزائري ، المشهور بروايته (الغريب) ... حيث يشرح في كتابه (الانسان المتمرد) ، الفرق بين المتمرد و الثوري ،، فيقول بما معناه أن المتمرد يمتلك عقلاً مستقلاً و حراً ، في حين أن الثوري هو شخص تسلطي ، يعقلن القتل دائماً ....
و في ضوء هذه الاجابة ، أجد نفسي شخصاً متمرداً أكثر من كوني ثورياً ... فغالباً ما يكون الثوري معجباً إلى حد كبير بالمتسلط الذي يثور عليه ، بل و متأثراً بطرقه المؤدلجة في التعامل مع الظروف و المختلفين و التابعين ... غالباً ما يكون همه الوحيد هو أن يكون هو ذلك المتسلط !!

فحسب د.مصطفى حجازي فإن الثائر في عالم التخلف ، هو غالباً شخص حاول أن يتماهى بشخصية المتسلط و أن يتقرب منه و يتحامى به ... لكنه عندما فشل في ذلك و عانى من ضغوطات المتسلط و ظلمه ، فإنه عمد إلى الانفجار في ثورة شاملة على كل رموز التسلط ، بما فيها مؤسسات الدولة و المرافق العامة ... لكنه مع ذلك ، و عندما ينجح في مسعاه ، فإنه يتعامل مع السلطة (التي كانت هدف الثورة أساساً) بنفس الطريقة التي تعامل بها المتسلط السابق ، فيتحول بذلك إلى متسلط جديد و هكذا ...
و يعود ذلك إلى عدم توفر الثقافة الحرة في هذه المجتمعات ، التي لا تمتلك مثالاً مخالفاً لمثال التسلط لتعود إليه كمرجع للحكم ... فهو مرجعها الوحيد ، و برغم فشله ، فإنه يبقى هو المرجع الأكثر أماناً ... كما يضاف إلى ذلك ، أن ذلك الثائر لم يقم بالثورة بغية التوصل إلى أهداف سامية ، كالديمقراطية و التعددية و العلمانية ، و إنما قام بها كردة فعل على عدم نجاحه في التقرب من المتسلط و التماهي به !!

بينما مصطلح التمرد ، كان هو اللفظ الأكثر قرباً إلى نفسي ، لأنه يصف الانسان الحر ، الذي يرفض الخضوع للعقل الجمعي و إيديولوجياته المعهودة ... الشخص الذي يتفق مع الحريات العامة و لا يتفق مع استغلال الديمقراطية للوصول إلى أهداف استبدادية ... الشخص الذي يتمرد على سياسة القطيع التي تفرضها عملية الانضواء تحت جناح حزب أو دين أو حركة معينة !!

كان هذا المصطلح هو الاجابة الحقيقة عن تساؤل قديم أرّقني ، و أنا أعاتب نفسي على خياناتي المتكررة للجماعات و شعاراتها الرنانة ، و تخاذلي عن الانخراط في التحركات الغاضبة و المتفجرة هنا و هناك ...

لماذا إذن لا نكون كلنا متمردين ، لا نقبل أن تتم أدلجتنا لخدمة مصالح جماعة تأوينا و تحمينا ، بينما ترفض الجماعات الأخرى و تعاديها ... تحلم بالحرية و تطالب بها ، بينما تمارس الاضطهاد و الظلم على كل الجماعات الأخرى المخالفة لها ...؟؟

في الحقيقة علينا أن نكون جميعاً ، متمردين و ليس ثوريين ... فالتمرد هو الوحيد الذي يضمن لنا النجاح و التطبيق العملي للديمقراطية و العلمانية ، اللتان بدونهما لن نكف عن التخوين و خوض الحروب الاهلية و ممارسة التخلف في كل جوانب الحياة المختلفة و على كل الأصعدة ، بداية من الأسرة و حتى الدولة !!



المصادر :

_ ألبير كامو (الانسان المتمرد)
_ د.مصطفى حجازي (التخلف الاجتماعي : سيكولوجية الانسان المقهور)



#ماهر_رزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلوك العنيف وعلاقته بالتخلف
- العدوانية كوسيلة لإرضاء الغريزة
- نصوص تخنق العدم و تجتث الحقيقة
- معايير التكفير بين الأمير و الفقير
- الانجاب بديلاً عن الانجاز
- في الخرافة و التخلف
- البطل العربي
- طفولة عقل (2)
- طفولة عقل !!
- نفاق اجتماعي
- العقول المؤدلجة
- جدوى الحياة
- المثقف العربي و الجنس
- السجين
- المنتخب السوري : بين النظام و الشعب !!
- القصيدة العبثية
- عن الهوية و سلطتها على الذات الإنسانية
- عن الهوية و قيمتها الانسانية ...
- نعم نجح الربيع العربي !!
- في التخلف و بعض أسبابه ...


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماهر رزوق - التمرد أم الثورة ... أيهما أجدى ؟؟