|
العالم في خضم الفيس بوك
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 6092 - 2018 / 12 / 23 - 16:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا غرو، أن العالم بعد دخول "الفيس بوك" قفز قفزة نوعية، ولاسيما العالم العربي والاسلامي على وجه الخصوص. ذلك من خلال ما لاحظه المراقبون والمعنيون بهذا الامر، من السيكولوجيين ومن المختصين بالطب النفسي وبالتطور وبالنظريات الحديثة. فمن خلال من يُنشر من كتابات ومن مقاطع فيديو تتناول بعض القضايا السياسية والدينية، والتاريخية، وما شابه ذلك. وسأختصر، هنا على القضايا الدينية حصرا، وهي ايضا تتعلق بالتاريخ، لأن الدين لا ينفصل عن التاريخ، كون معظم قضايا الدين جاءتنا كمرويات تاريخية. ولاحظ المراقبون الكثير من الناس وهم يعلقون على تلك المقاطع، بأنهم رافضون اكثر من تسعين بالمائة وجهة نظر المعلومة الدينية والتي غالبا ما يبثها الخطيب الديني من على المنبر، وهو يحث الجماهير للأخذ بالمعلومة التي يروّج لها، وهو بطبيعة الحال، قد حصل عليها من التاريخ، ومن بعض مدونات الحديث. تلك المدونات التي فيها ما فيها من شوائب تحث على العنف واهدار كرامة الانسان ومصادرة حقوقه، وبعضها يدعو الى الارهاب والتكفير. وقبل اقتراع الفيس بوك لا يوجد مثل هذا الوعي الناضج، وهذه الثقافة العالية، وهي ثقافة حاولت وتحاول أن تنسف الماضي بكل بُعده المعرفي القديم، والذي لا ينسجم مع ثقافة العصر، ومتطلبات العصر، والانفتاح على الآخر. الذي اريد قوله هنا، ان انسان الفيس بوك، او فلنقل انسان التطور التكنولوجي بشكل عام، هو ليس انسان ما قبل مائة عام على اقل تقدير. انسان ما قبل الفيس كانت تنطلي عليه كثير من القضايا التاريخية وما يتعلق بأمور الدين، وكان يتقبلها برحابة صدر ويأخذها على علاتها كحقيقة لا يمس واقها غبار الزيف. ثمة رفض قاطع للقضايا التاريخية الساخنة والتي تشكل نقطة تفرق بين الانسان والانسان ذاته، بين المجتمع والمجتمع الآخر. وتيقن انسان الساعة هذه- وبحسب المراقبين- أن هناك اصابع تحرك بيادق شطرنجية، واخرى تسعر النار بالهشيم لغاية ولهدف، منها المنفعة الشخصية واخرى المنفعة الفئوية او الحزبية، ولكسب ود جماهيرها وتثقيفهم بهذه الثقافة المريضة الهزيلة. واقر المراقبون بأن الزمن والتطور التكنولوجي والمعرفي – الحاصل اليوم- كفيل بإزاحة هكذا ثقافة وقلع جذورها من سطح هذا المجتمع، بعد أن ادرك هذا المجتمع سر اللعبة ورأى بأم عينة مدى زيفها.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توضيح -تشاؤم شوبنهاور-
-
شوبنهاور واقعيا لا متشائما
-
لا دليل على تشاؤم شوبنهاور
-
نعم.. شوبنهاور ليس متشائماً
-
سيد قطب.. منظر الارهاب
-
شوبنهاور ليس متشائماً
-
لماذا تقرأ؟
-
يدعى سعدي يوسف
-
اسمها أروى- قصة قصيرة
-
اقصوصتان
-
ابن سينا في فكر نوال السعداوي
-
نقد نظرية (وجد الجنس لغرض الحفاظ على النوع)
-
عزوف أفلاطون عن الزواج
-
حقيبة الزندقة: ابن المقفع(مقدمة)
-
عزوف ديكارت عن الزواج
-
الارث- قصة قصيرة
-
اسباب عزوف المعرّي عن الزواج
-
محنة نصر حامد ابو زيد
-
آدم وحواء- قصة قصيرة
-
الطوطم معتقد خرافي لايزال ساري المفعول
المزيد.....
-
كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا
...
-
بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي
...
-
أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا
...
-
لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن
...
-
المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى
...
-
فيديو/المقاومة الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با
...
-
-شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب
...
-
المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث
...
-
الخطارات.. نظام ري قبل الإسلام لا يزال يقاوم الاندثار
-
الشيخ قاسم: المقاومة الإسلامية فرضت قواعدها باستخدام الحد ال
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|