|
دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية اعتذر للأخوة الأكراد مع اني مهتماً بما يجري على الساحة الكردستانية من تطورات ومتغيرات على اصعدة الفكر والسياسة والأنتاج الثقافي والتحولات الأجتماعية والتجربة بشكل عام’ لكني اتجنب الكتابة او الحديث علناً حول ما يجري هناك’ لكوني بعيداً عن الحالة الكردستانية وغير معني بشكل مباشر بتفصيلاتها’ وكذلك لثقتي العالية بالبعض من مفكري ومثقفي ابناء الشعب الكردي ’ وهم اهل للأصغاء والركون الى تقديراتهم ومواقفهم وتشخيصاتهم ’ اما اذا اصبح احد من الأخوة الأكراد مسؤولاً او وزيراً عراقياً او رئيساً للجمهورية ’ هنا يختلف الأمر جذرياً وترتفع حصة العراقيين فيه وتنخفض حصة الأخوة الأكراد الى اقل من ال 20 % هذا اذا افترضنا ان جميع ابناء الشعب الكردي يتعاملون مع الأمور المصيرية بالنسبة للعراق وشعبه من منطلقات قومية فقط وهذا غير ممكن على الأطلاق ولا يسمح به المستوى العام للوعي الكردي ’ هنا يصبح الحديث عن وحول الرئيس جلال طالباني حق عراقي وشأن جميع ابناء الشعب العراقي’ وكنا قد فرحنا واستبشرنا عندما اخترقنا جدار الوصاية العروبية وعنجهياتها الشوفينية ’ حيث اصبح كردياً رئيساً للجمهورية ’ اعترافاً جريئاً بأنتصار الخيار الوطني وتصدر الهوية الوطنية على غيرها ’ وفي حينها تمنينا ان ينحسر المد الطائفي والقومي العنصري ويبلغ الوعي الجمعي مستواً متحضراً فينتخب مستقبلاً مواطناً تركمانياً رئيسأ للجمهورية وكردياً فيلياً رئيساً للوزراء وما يطلق على الوزارات السيادية والمسؤوليات الأمنية موزعة بين الأيزيدييين والكلدواشوريين والصابئة المندائيين وغيرهم على مقاس الوطنية والنزاهة والأخلاص. سمعنا ان الرئيس مام جلال سياسي داهية ’ واذا ما طوينا صفحات التاريخ القريب للرجل ’ مساوماته ومناوراته وحتى بعض المحطات المؤذية ونظرنا فقط لتجربتنا معه خلال تلك السنوات الثلاث الآخيرة وبشكل خاص المرحلة القصيرة التي اصبح فيها رئيساً للجمهورية ’ فلم نعثر على اشارات تدل على ثمة دهاء عند الرجل’ بعكسه ان المعطيات تقدم لنا وجهاً آخراً يسبب النظر اليه خيبة امل وخوفاً مشروعاً من القادم . وقيل كذلك ان الرئيس ثعلباً في السياسة ومع ان العراق لا يحتاج الى ثعالبة بقدرما يحتاج الى وطنيين امناء رغم ذلك اتذكر آخر مقابلة صحفية له مع الأعلامية اللبنانية جيزيل خوري على قناة العربية فلم اجد ثعلبة ولا رهاوة في اجابات الرئيس’ هناك هروباً متواصلاً وارباكاً وعدم وضوح في مواجهة بعض الأسائلة التي طرحت حول العملية السياسية والموقف من تشكيل الحكومة والعلاقات مع الواجهات البعثية ولقاءات خلف الكواليف مع المقاومة ( التي اصبحت شريفة من زاويته ايضاً ) وابتعاده عن الأشارة الى مسؤولية الزمر البعثية بما يجري من مجازر ودماء ومآساة في الساحة العراقية ومحاولاته المرتبكة لوضع معاناة العراق والعراقيين على الشماعة الوهمية للزرقاويين وتراجعه بنسبة 180 درجة عن مواقفه من ( البعثيين العفالقة الذين يفاوضون في النهار ويعملون مع الأرهابيين والتكفيريين في الليل ــ حسب قوله السابق طبعاً ــ ) . واذا اردنا ان نكون اكثر دقة وصراحة وهذا ما يجب ان نفعله ونلتزم به الآن كون الرئيس مام جلال يتحدث ويتصرف بأسم العراق والعراقيين وان ايجابياته ستكون نفعاً للعراق وسلبياته وهفواته ستكون ضارة في القضية العراقية وسيدفع ثمنها العراق بكامله ولم تنحصر اثارها المؤذية على كردستان كما كان ’ مام جلال وكونه رئيساً للعراق ليس هناك من خوله ان يفتح قنوات ولقاءات ومساومات وربما صفقات واشياء اخرى مريبة مع اللذين كانوا ولا زالوا يسفكون الدم العراقي ’ ناهيك بأن الشعب العراقي يجهل تماماً ما دار ويدور وما حصل ويحصل بين رئيسه والواجهات البعثية المجرمة’ وبأسم من ارتضى الرئيس ان يطرح حاضر ومستقبل العراق على طاولة الدسائس بينه وبين المقاومة العاهرة’ وخلف الكواليس وعلى واجهاتها احياناً تعد وتكتمل طبخة المصالحة المشينة مع مجرمي البعث . هناك مشروعاً مدمراً للألتفاف على الخطوات الأولية للعملية السياسية التي ابتداءت عرجاء اصلاً و وأداً متعمداً لبعض المكاسب الديموقراطية رغم تواضعها تلك التي انجزها العراقيون على صعيدي الأنتخابات والأستفتاء الدستوري’ وهناك تنكراً تاماً لأرادة العراقيين ورغبتهم في الأمن والأستقرار والتحرر من ازمنة العبودية للأنظمة الشمولية ’ وبين جدران دار الرئيس وفي احضان الأرادة الأمريكية حصراً وليس داخل اروقة المجلس الوطني المنتخب تحاك الضغوطات والمساومات والأبتزازات واشياء آخرى كثيرة لا علم للشعب بمجرياتها ونتائجها مع انها تتعلق بمصيره ومستقبل وطنه . الرئيس يتبنى اثارة ازمات مفتعلة للتغطية على الأزمة الحقيقية التي يعاني منها العراق ويدفع ثمنها ابناءه وتتعثر بها العملية السياسية والتجربة الديموقراطية بشكل عام ’ ضجة بالغة الصخب حول رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري والعصى السحرية التي امتنع عن استعمالها لحل الأزمة التي هي اكبر من حجمه وحجم الرئيس مام جلال ’ فضائح وتجاوزات لوزارتي الدفاع والداخلية واقبية تعذيب وانتهاكات لكرامة المعتقلين النجباء الوطنيين ’ فرق موت تهدد حياة المسالمين من ابناء عرب السنة في المناطق الغربية ’ مليشيات تجاوزت جرائمها حجم ما تفعله الواجهات البعثيةالمسالمة من ملتمين ومفخخين وانتحاريين وخطافين ومغتصبين وذباحين ’ حتى اصبح المجرم القاتل يستجوب الضحية ويشهد ضده ( سبقني واشتكى ........) . الرئيس يشرف ــ وعياً او سذاجة ــ على تمزيق التلاحم المرحلي والتحالف الأستراتيجي بين ابناء عرب الجنوب والوسط وابناء شعب كردستان الضحايا التاريخيين للأرهاب البعثي الشوفيني العنصري’ متناسياً لما لهذا التلاحم والتحالف من اهمية استثنائية لأستعادة امن واستقرار العراق وازدهاره وتطوره نحو التحرر الكامل والديموقراطية وتثبيت ركائز السلم الأجتماعي الحقيقي بين مكونات الشعب العراقي. اخيراً اقولها وأوكد عليها : ان السيد ابراهيم الجعفري وبحكم افكاره ومنطلقاته وانانيته ونزعاته الفردية وتعدد وجوه مناوراته وصبيانية تظاهراته غير مناسب على الأطلاق ان يكون رئيساً للوزراء لأربعة سنوات خاصة في مثل تلك المرحلة الحرجة والمعقدة من تاريخ التحولات والمنزلقات الجارفة في حياة الأمة العراقية ’ لكن وبنفس الوقت هل يصلح ان يكون مام جلال رئيساً للجمهورية ولاربعة سنوات ايضاً ... ؟ ابداً ’ ان الأمر سيكون كارثة بكل ما للكلمة من معنى وسيكون اكثر ضرراً اذا ما انتزعت له صلاحيات اضافية من سلطات المجلس الوطني ومجلس الوزراء وسخرت لصالح مشروع المصالحة مع البعثيين والعودة الهادئة لجمهوريتهم الثالثة . السؤال : هل ان العراق بكامل اطيافه اصبح عاقراً غير مؤهلاً لانجاب قيادات وطنية كفوءة مخلصة نزيهة ... ؟ الا يوجد في العراق غير تلك الفطائس التي تتنافس على دور صدام حسين في مواصلة المشروع الأمريكي في العراق ... ؟ اسألة مفتوحة كجروح العراق ونافورات الدم العراقي ’ وستبقى مفتوحة تنتظر الأجوبة الوطنية من ابناء العراق النجباء .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة
-
حرب مجهولة الهوية
-
الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
-
زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
-
الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
-
من اسواء من ... ؟
-
الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
-
حلبجة : شهيدة المدن العراقية
-
بين بؤس الواقع وانتظار البديل
-
انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
-
الحالة العراقية : الى اين ... ؟
-
لا تموتو من اجل الفطائس .
-
لا ... لاتقاتلو الوطن..
-
متى سنقول للقتلة .. كش مات .
-
العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
-
اللعبة القادمة
-
في بيتكم ملثم ...
-
يعينك الله يا عراق
-
عبد الكريم كل القلوب تهواك
-
ديموقراطية بيان رقم 1
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|