أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - توفيق أبو شومر - ادرسوا التاريخ !














المزيد.....

ادرسوا التاريخ !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6073 - 2018 / 12 / 4 - 23:58
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


تقول الحكمة الرائعة: "كُتب على كل الذين لم يقرأوا التاريخ أن يُعيدوه مراتٍ عديدةً" هذه الحكمة لم تتعلمها شعوبٌ كثيرةٌ بعد، وأبرز هذه الشعوب، هم العربُ للأسف.
سأسرد لكم حدثين تاريخيين مختلفين، نسيهما كثيرون من أبناءِ يعرب بن قحطان، ومن هم على شاكلتهم، على وقْع جريمة قتل، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
الحدث الأول وقع في بلاد العرب، يوم 29-4-1827م ، في الجزائر، التي كانت تحت الحكم العثماني، كان يحكمها الوالي، حسين داي، أعان هذا الوالي فرنسا، التي كانت تُعاني من الحصار الأوروبي عليها، بسبب ثورتها الفرنسية، وإطاحتها بالملوك الفاسدين عام 1789م ، فسمح الوالي العثماني، من مُنطلق الإحسان والتجارة بتصدير القمح الجزائري لفرنسا لتتمكن من كسر الاحتكار، استمرَّ توريدُ القمح الجزائري، من دولة الجزائر (الثريَّة) لفرنسا (الفقيرة) اثنتي عشرة سنة، بحيث بلغتْ ديون فرنسا مستحقة الدفع للجزائر ، ثمانية وعشرين مليون فرنك فرنسي ذهبي، لم تتمكن فرنسا من تسديد هذا المبلغ، رغم مطالبة الداي حسين برسائل للملك الفرنسي، شارل العاشر، فقام الوالي باستدعاء القنصل الفرنسي في الجزائر، بيير دوفال، وسأله سؤالا: لماذا لا يردُّ ملكُكم على رسائلي؟!
أجاب القنصل: كيف يرد على والٍ مثلك؟!
اغتاظ، حسين داي، ولوَّح بيده في وجه القنصل، وكان يحملُ في يده مروحته المصنوعة من سعف النخيل، وأمره بالخروج!
اغتاظ الملك الفرنسي، شارل العاشر من إهانة القنصل الفرنسي، وطالبه بالاعتذار، ورفْعِ علم فرنسا فوق علم الجزائر، فرفض الوالي!
هكذا جرى توظيف هذه الحكاية لتخدم المصالح الفرنسية، واعتبرها كثيرٌ من المؤرخين ذريعة لاحتلال الجزائر والاستيلاء على مقدراتها، وهذا تحقق بالفعل عام 1830م فأصبحت الجزائر من ذلك التاريخ بلدا خاضعا للاحتلال الفرنسي!
أما الحدث الثاني، فهو يرجع إلى قصةِ طالبٍ يوغسلافي،( صربي) اسمُه، غفريلو برنسيب، تَنسِب له كتبُ التاريخ السبب في قتل ثمانية وثلاثين مليون إنسان في الحرب العالمية الأولى، حين اغتال هذا الشابُّ وريثَ عرش دولة النمسا الدوق، فريديناند، وزوجته صوفي في أحد شوارع مدينة، صربيا، حينما كانا يتجولان في سيارة مكشوفة، أطلق عليهما الرصاص بمسدس من طرار، براوننغ. لأن القاتل، الشاب، غفريلو، كان منتميا إلى حزب صربي وطني، ينادي بإنهاء احتلال النمسا لبلاده.
على الرغم من إلقاء القبض على القاتل، إلا أن النمسا قررتْ الانتقام، مما أدى إلى اشتعال الحرب العالمية الأولى.
إنَّ براعة الدول وحُنكتها تتمثل اليوم في قدرة الدولة وكفاءتها في توظيف أيَّ حدثٍ يقع في بلدٍ من البلدان، أو أن تقوم الدولُ القويةُ نفسُها بصناعة الحدث، ليخدم مصلحة البلد.
إنَّ مقياس قوة الدول وعظمتها يتمثل اليوم في كفاءة الدول في استثمار الأحداث، أو (حلبها) لتخدم سياستها، فإذا أجادتْ جني ثمار الحدث، أو استخلاص كل فوائده فإنها إذن، جديرةٌ بالمنافسة على القمة، أما إذا كانتْ الدولةُ منجما طبيعيا للأحداث، تقعُ في شركِ أفخاخ الدول القوية، أي أنها فقط بئرُ خامٍ لإنتاج الأحداث فقط، يشغلها الحدثُ عن غيرها، فتقع في فخِّ المؤامرة، فإنها بالتأكيد ليست دولة، بل فريسةً سائغةً لذئاب العالم !
إن أخطر العيوب في الدول الفريسة يكمنُ في إقصاء الشباب العربي عن دراسة تاريخهم وتاريخ العالم، وإهمال تثقيفهم في مدارسهم ومعاهدهم، حينئذٍ تقعُ الكارثة وهي؛ فُقْدُ الجسرِ الثقافي الرابطِ بين الأجيال مما يؤدي إلى أنَّ كلَّ جيلٍ من الأجيال يُعيدُ أخطاءَ مَن سبقوه، ولا يتعلم من تجاربه السابقة، فيستفيد من أخطائه، هذا يؤدي بالتأكيد إلى استيلاء ألفية التكنلوجيا الحديثة في الدول القوية على أجيال الدول الضعيفة، الدول التي لا تستفيد من تجاربها التاريخية، فيسلمون أبناءهم طوعا لهذه الألفية، ترضعهم حليبَها، تُنيمُهم بمستحضراتها، ثم تُلجمهم، ثم تطوِّعهم، ليُصبحوا جيشا في كتائبها!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحصاءات والتوثيق
- السياسيون والعسكريون
- دولٌ محنَّطةٌ
- أسطورة الفيل
- لا تكن مجهول الهُوية!
- جمعيات، وجمعيات
- منجزات السلطان
- فيس بوك وتويتر
- الأونروا مرة أخرى
- عازفون على الأقلام
- بقلم صحفي إسرائيلي
- عبقرية ترامب
- الشبكة العنكبوتية
- لماذا لا يشتاق الطلاب لمدارسهم؟
- غزة وإسرائيل!!
- رافضو الموت
- الكاميرا الخفية
- رواية، إيربن هاوس
- الفرهود
- معجزات غزة


المزيد.....




- الإمارات.. حكم سجن الملياردير -أبو صباح- الذي دفع 9 ملايين د ...
- برلمانية أمريكية تنتقد صفقة المعادن مع كييف
- صربيا تحيي ذكرى مرور ستة أشهر على كارثة انهيار سقف محطة قطار ...
- الأمير هاري يقول خلال مقابلة حصرية مع بي بي سي إنه يرغب في - ...
- الأيام القادمة ستحدث فرقا في إرث ترامب بأكمله
- طهران على استعداد لمواصلة التفاعل مع الأطراف الأوروبية بشأن ...
- ترامب لا يستبعد حدوث ركود في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
- الجيش الإسرائيلي: منظوماتنا الدفاعية اعترضت صاروخا أطلق من ا ...
- الجيش الأمريكي ينشئ منطقة عسكرية جديدة على حدود المكسيك
- ترامب يدخل السباق نحو البابوية بطريقته الخاصة! (صورة)


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - توفيق أبو شومر - ادرسوا التاريخ !