أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - عبقرية ترامب














المزيد.....

عبقرية ترامب


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5992 - 2018 / 9 / 12 - 08:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


أعترف في البداية أن سلسلة عبقريات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ليست من إبداعاته الشخصية، بل هي من إبداعات لوبي إسرائيلي أمريكي مُحنَّك، يُحرِّك من وراء الستار دُمية الرئيس، فالرئيس الأمريكي مؤدٍ بارعٌ لمخطط هذا اللوبي!!
لعلّ أبرز عبقرياته تتمثل في سياساتِه الاقتصادية والمالية، فهو الرئيس الأمريكي الأول الذي اعاد مسلسل فرض الضرائب على البضائع المستوردة، أي أنه قلب النظام الرأسمالي وحوَّله إلى نظامٍ اشتراكي، فأزال شعارَ أمريكا التقليدي: "أمريكا رائدة النظام الرأسمالي، ومؤسِّسة نظام التجارة الحُرَّة، وموئل الحريات، ومُعلِّمة الديموقراطيات"!!
هذه العبقرية الترامبية دفعتْ حتى الصين، وهي الدولة الشيوعية التقليدية، وكذلك روسيا، وهما أكبر دولتين في منظومة دول (الستار الحديدي) في سالف العصر والأوان، دفعتْ هاتين الدولتين للاحتجاج على هذا الانقلاب!!
لم تتوقف عبقريات اللوبي الأمريكي الإسرائيلي، في إنتاج الرئيس، ترامب فقط، بل استنسخت عبقرية أخرى في صورة الأنثى، وهي العبقرية نيكي هيلي، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، هذه الأنثى اضطلعت بمهمة خطيرة أخرى، وهي تفكيك كل مؤسسات الأمم المتحدة التي تُشرِّع القوانين ضد إسرائيل، بدأت باليونسكو، ومجلس حقوق الإنسان، ومحكمة الجنايات الدولية، والأونروا، ويبدو أن الخطة تقتضي أيضا بإنهاء مجلس الأمن الدولي، ومِن ثّمَّ تفكيك كل المنظومة الدولية في المستقبل القريب!
أما عبقرية دونالد ترامب الثانية فهي سياستُه نحو المهاجرين إلى أمريكا من دول العالم، فهو مع الهجرة إذا كان المهاجرُون من ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرقاء، من الدول الاسكندنافية والأوروبية، وهو ضد الهجرة إذا كان المهاجرون، من الملونين، أو كما أسماهم العبقري ترامب، من دول (نفايات العالم)!
أما عن أبشع ما تفتَّقتْ عنه قريحتُه العبقرية، إصدارُ أمرٍ رئاسي لشرطة الحدود الأمريكيين أن يفصلوا أسر المهاجرين عن بعضهم، أي أن يسمحوا للأمهات والآباء بالهجرة بشرط مصادرة أبنائهم، وفصلهم عنهم، وإرسالهم إلى أماكن احتجاز أخرى ، لا يعرف آباؤهم مواقَعَها. هذا الأمر الرئاسي سيجعلهم يُصابون باللوعة والحسرة على أبنائهم، فيبكون، ويلطمون شوقا لأبنائهم، ومن ثَمَّ، يتوبون ويندمون عن محاولة الهجرة!!
وبما أنَّ هذه البشاعة لم تلقَ ردا قاسيا من دول العالم، وجرتْ التعمية على تسويقها في الإعلام، خوفا من سطوة مسيري الامبراطور العبقري، ترامب، وخشية من أن يحجبَ مشغلو دونالد ترامب الدعم المالي عن المحتجين على سياسته؛ لذا فإنه استحدث بعبقريته غير العفوية مشروعا جديدا، لقيَ هوىً في إسرائيل، وهو فصل أبناء وأحفاد اللاجئين الفلسطينيين عن آبائهم وأجدادهم، وإلغاء صفة اللجوء عنهم، بدأ بإلغاء الدعم الأمريكي عن منظمة الأونروا المختصة باللاجئين الفلسطينيين، وإعادة النظر في عدد لاجئي الأونروا، وأن عدد اللاجئين الحقيقيين هو فقط بضعة آلاف لاجئ، وليس كما هو مثبت في سجلات الأونروا خمسة ملايين ونصف المليون، ثم إلحاقها بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ليُصبحوا كلاجئي أفغانستان، والصومال، والنيبال، وغيرهم من لاجئي العالم!
بدأت الخطة بالفعل، بدأتْ بإيقاف الدعم المالي عنها، ثم منع الآخرين من تسديد العجز في موازنتها، ثم استحداث آليات دعم جديدة، ليست تابعة للأونروا، فالخطة ربما تكون بإلقاء الأونروا في حضن الجامعة العربية، أو في حضن المنظمة الدولية للتطوير، ثم في المرحلة النهائية سيتم دمج الأونروا بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مما سيُلغي صفة اللجوء عن أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني في الأردن، لأن لهم حق الإقامة فيها، وسيلغي حقوق اللاجئين في سوريا، لأن سوريا أصدرت عام 1956م قانونا رقم، 260 يسمح للفلسطينيين بالإقامة والعمل!. أما عن فلسطينيي لبنان فمن ينطبق عليهم صفة اللجوء عددهم فقط، وفق آخر إحصاء مائة وأربعة وسبعون ألفا !
أما عن فلسطينيي غزة والضفة، فهم إذا ساروا في مسار (دولة) فسوف تسقط عنهم صفة اللجوء تلقائيا!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشبكة العنكبوتية
- لماذا لا يشتاق الطلاب لمدارسهم؟
- غزة وإسرائيل!!
- رافضو الموت
- الكاميرا الخفية
- رواية، إيربن هاوس
- الفرهود
- معجزات غزة
- من ملف الأونروا
- مستقبلكم غير مُشرق
- حقق أمنيته في الثانية والتسعين
- فيتوات العالم
- الثأر الوطني، والُار القبلي
- دولة الحواجز
- الرومانيون يهود!!
- عمامة نابليون
- لقطات إعلامية من غزة
- مصانع النكتة
- قصص الفقر في غزة
- الغزل الصاروخي


المزيد.....




- التوقيت بعد ساعات على تهديد ترامب.. خامنئي يشعل ضجة بتدوينة: ...
- مصر.. عمرو موسى يشعل ضجة بدعوة عاجلة تفعيل المادة 205 بسبب ص ...
- التقارب بين بيونغ يانغ وموسكو يزعج سيئول
- مكون بسيط في أغذية شائعة قد يقلل خطر النوبات القلبية
- آبل تخطط لإطلاق ساعات ذكية مزودة بمقياس لسكّر الدم
- أطعمة تزداد فائدتها عند تبريدها
- مقتل شخصين وانتشال 5 ناجين حتى الآن إثر انهيار مبنى في منطقة ...
- حلم الشباب الدائم يقترب!.. مركبات بكتيرية في دمائنا تمنحنا ا ...
- اكتشاف بركان مريخي ظل مخفيا عن أعين العلماء 15 عاما!
- إسرائيل بدأت الحرب، فمن سيربح؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - عبقرية ترامب