أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - حقق أمنيته في الثانية والتسعين














المزيد.....

حقق أمنيته في الثانية والتسعين


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5909 - 2018 / 6 / 20 - 06:16
المحور: حقوق الانسان
    


هو، حقَّق حلمَه، وهو في الثانية والتسعين، أما أنا، لم أُحقِّق حلمي بعد، في الثانية والسبعين من عمري!!
هو، جاك ناسلسكي، ولد في مدينة، ديسو ، في ألمانيا، هو شاهد هولوكوست، هرب من النازيين في طفولته إلى بولندا، جرى اعتقالُه في أربع معسكرات اعتقال نازية، بما فيها الأوشفتس، إلى أن حُرَّر عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، 1945م.
ركِبَ، جاك ظهر َسفينةٍ مهاجرا من بولندا إلى نيويورك، قبل واحدٍ وسبعين عاما، قبل تأسيس إسرائيل، حيثُ عاش في مدينة، إديسون، مواطنا أمريكيا،
هاجرتُ ابنتُه، ليلي، وزوجها بروس، وأطفالهما الأربعة إلى إسرائيل، منذ عقودٍ مضت، سكنتْ الأسرةُ في، رحوفوت. جنوب مدينة، يافا، تل أبيب.
ها هو اليوم يلتحق بالعائلة، ويُحقق حُلُمَهُ، قال جاك عقب وصولِه إلى مطار، بن غريون، يوم 14-6-2018م: "إسرائيل اليوم هي موطن الشعب اليهودي، هأنذا أصل إلى وطني، أنا فخورٌ بإسرائيليتي، ويهوديتي... أنا أُحبُّ إسرائيل"!!
صحيفة، أروتس شيفع (الاستيطانية)، 15-6-2018م.
أما أنا، صاحب البيت والأرض، المُهجَّر منذ واحد وسبعين عاما من قريتي، بيت طيما، التي لا تبعد عن مكان وصول صاحب الحلم التسعيني، جاك، سوى مسافةٍ قليلة، أنا صاحبُ البيت والمزرعة، والأرض، ما أزال أعيش في مهجري القريب من مكان ولادتي، ومسقط رأسي، منذ واحدٍ وسبعين عاما، أحلُم بزيارة مكان ولادتي، ولمسِّ حجارة بيت والدي، وشرب قطراتٍ من ماء بئر جدي!!
هو حقَّق حُلمَه في الثانية والتسعين، وهو لم يلد في فلسطين، ولم يتعلم فيها، ولم يُنجب أطفالَه في المكان، ولم تحفظ أرضُنا رائحةَ عرقه، ولم يزرع شجرة واحدة، ولم يحفر بئر ماءٍ، ولم يروِ شجرةً من أشجارنا، اكتشفَ فجأة أنَّه صاحبُ الحقل، مالِكُ البيت!!
أما أنا، حفيدُ مالِكِ البيتِ الطيني، بيتِ جدي، المشغولِ بيديه، من طين حقله، الممزوج بعرقه، أنا، حفيدُ مالِك حقل البرتقال، والتين، والعنب، الحافظُ لتراث أبي وجدي، احتفظ حتى اليوم بسيف جدي، المصنوع في وطني، وأملك أيضا، حتى طاحونة جدتي الحجرية، المنحوتة من حجارتنا، فلا يُسمح لي حتى أن أزور مكان ولادتي القريب!!
هو، الذي حقَّق حلمه، استخرجتْ له إسرائيلُ سلسلة أجدادٍ مِن الكتب القديمة، تعودُ جذورُهم إلى أربعة آلاف عامٍ مضى، نسبَتْهُ إليهم، بعد اثنتين وتسعين عاما، منحتْه جواز سفرٍ ليستوطن بيتي!!
أنا، مَن هُجِّر من بيته، أُجبِرتُ أنْ ترك بقايا ثيابي، ودجاجاتي، وبقرة عائلتي، ومحراث أبي، وصندوق جدتي المملوء بثيابها المطرزة بخيوط من ألوان شجرة الحنون، والفلِ، والياسمين لا يحقُّ لي أن أشتمَّ رائحةَ زعتره ونعناعه!
هو، المهاجرُ الجديد، يُسمح له بشحنِ كلَّ أمتعته وأحذيته، حتى كلبه، ليسكن في بيت أجدادي وعائلتي!!
هو، يلقى ترحيبا في إسرائيل، ودعما مالياُ من أنصار إسرائيل في كل دول العالم، تُؤسَّس له جمعية خاصة، اسمها، نفس بنفس، تتعاون مع وزارة الاستيعاب الإسرائيلية لإسكانه في بيتي، ليلتحق بعائلته، ويعيش في كنفهم، لأنَّه من بقايا القبائل اليهودية المفقودة، من آلاف السنين، ويُحقِّق حلمه الزائف!!
أما أنا، الصارخُ في البريَّة، منذ واحدٍ وسبعين عاما، لم يخرجُ صوتي مِن جدران بيتي!!
الغريب، أن عشيرتي وأهلي اعتادوا أن يصرخوا فيَّ ساخرين:
أيها السبعينيُّ، كُفَّ عن أضغاثِ أحلامِك!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيتوات العالم
- الثأر الوطني، والُار القبلي
- دولة الحواجز
- الرومانيون يهود!!
- عمامة نابليون
- لقطات إعلامية من غزة
- مصانع النكتة
- قصص الفقر في غزة
- الغزل الصاروخي
- ما بعد ابن خلدون!
- دبلوماسي من سلالة هارونّ
- دبلوماسية الأقدام
- يحدث في دولة الديموقراطية
- عدو اليونروا
- أمنيتان لشابين
- حاخام، وثلاثون زوجة!
- مهاجرون إلى شبكات التواصل
- صاحب المخطط المشهور
- بريد بولندا
- المحرِّض الهرمجدوني


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - حقق أمنيته في الثانية والتسعين