أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ما بعد ابن خلدون!














المزيد.....

ما بعد ابن خلدون!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11 - 08:39
المحور: كتابات ساخرة
    


كَتب فخرُ علماءِ العرب، ورائد علم الأنثروبولوجيا، عبد الرحمن بن خُلدون، كتابَه المشهور، "العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أحوال العرب والعجم والبربر، ومَن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" هذا الكتاب ذو العنوان الطويل، اشتُهرتْ فيه مُقدمتُهُ، لما تحويه من إبداعات فكرية خالدة، تصلُح لكلِ زمان ومكان.
كتَبَ في المقدمة عن أطوار الدول في العالم، فقال:
"تمرُّ الدولُ بالأطوار التالية:
طور الاستيلاء على الحكم، وانتزاعه من الدولة السالفة، أمَّا الطور الثاني فهو طور الاستبداد، واصطناع الموالي والرجال، لغرض (جدع) أنوف أهلِ عُصبته، ممن شاركوه في الاستلاء على الحكم، والثالث، طورُ الفراغ والدّعة، وتحصيل ثمرات المُلك، تحصيل المال، وتخليد الآثار، حيث يُركِّز الوالي على جباية المال، وتشييد المباني، هذا الطور هو آخر أطوار قوة الدولة.
أما الطورُ الرابع، فهو طور المسالمة، والقنوع، حيثُ يحذو الوالي حَذوَ مَن سبقوه، حذو النعلِ بالنعل.
أما الطورُ الخامسُ، هو طورُ الإسرافِ والتبذير، حيث يُتلفُ الوالي ما جمَعَهُ سابقوه، في سبيل الشهوات والملاذ، ويعمدُ إلى اصطناع إخوة السوء، وخضراء الدَّمِن. (أي، المخادعون الغشَّاشون).
في هذا الطور تبدأ حالةُ الهَرم، والعجز، والانهيار في الدولة، ويستولي عليها المرضُ المُزمن، ولا يكون لها معه برءٌ إلى أن تنقرض." انتهى الاقتباس من المقدمة.
عذرا، ابنُ خلدون، لقد تجاوز أحفادُكَ هذه الأطوار، واصلوا مسيرة الهَرم والمرض، بعد الانهيار والانقراض الذي أشرتَ إليه،
أيها المفكرُ الكبير، يا مَن تتلمذ على يديك مفكرو العالم، الأنثروبولوجيون، والجغرافيون، أضف إلى نتائج أبحاثك عن أعراض سقوط وانهيار الدول، أطوارا أخرى،
مثلُ طور رَهْن الدول، فقد َأصبحتْ دولٌ عديدة عقاراتٍ مرهونةٍ في بورصات، وصناديق المال في الدول الأجنبية، وصارتْ الشعوبُ كذلك رهائنَ في أوطانها، افتنَّ كثيرٌ من الحكام، في تصميم قوانين جائرة، لا تنطبقُ إلا على الضعفاء والمقهورين.
ما أكثرَ الدولَ التي رهنتْ شعوبَها، وثرواتِها، عند أباطرة المال في الدول الكبيرة! لغرض إدامة حكم وُلاتها، فقد حوَّل الولاةُ، والسلاطينُ، والحكامُ، دُوَلَهم إلى وسطاءَ، ومندوبي إعلانات لمنظمة التجارة العالمية، وأصبحتْ دولٌ كثيرة تعمل بنظام السُّخرة، والعبودية، في بلاط هذه المنظمة الإمبريالية،
كما أنَّ بعضَ ولاة الدول لم يكتفوا بذلك، بل أصبحوا يتنافسون على استرضاء (الأجنبي)، يفخرون بأنَّهم يشترون السلاح منهم، ليَحموا ملكَهم، وعروشَهم، ويشترون أقواتهم من إنتاج غيرهم، ليُعززوا فقر أهلهم، حتى ينشغلوا بأنفسهم عن منافسة الحاكم والوالي!
لم تعشْ –سيدي- لترى أسوأ كارثةً حلَّتْ بنا؛ فقد أصبحتْ دولٌ كثيرةٌ تستجدي الدولَ الكبرى لكي تُؤسس فوق أرض بلادها القواعدَ العسكرية الأجنبية، لم يفعلوا ذلك سِرَّا، بل صاروا يعتزُّون، ويفتخرون بوجودها فوقَ أرضهم، لأنها تُديم بقاءهم، وتُعزز ثرواتهم!!
سيدي ابن خلدون، أنا متأكِّدٌ بأنكَ، كنتَ ستُضيف إلى نظريتكَ فصلا جديد، لو عشتَ بيننا!! وهو:
" آليات تحويل الدول إلى كيانات وظيفية، أي، مقاولين مِن الباطن، يُنفذون مشاريعَ الدول المهيمنة، فما أكثر قادة الدول الذين تحوَّلوا إلى شرطةٍ للقوي، يُنفذون أوامره.
وما أكثرَ الذينَ باعوا ثرواتِ بلادهم للقوي بأرقامٍ في بطاقة، الفيزا كارت، الخاصة بهم، بشرط أن تظلَّ أموالُهم في خزائن الأجنبي، يُنفقونها في بلاد الآخرين، على الرغم من جوع أهلهم وذويهم!
لم تعشْ، سيدي، لترى حدود بلاد العرب كيفَ أصبحتْ محظورا دخولُها لحاملي أختام، قحطان، وغسان، وعدنان، مفتوحة فقط، لدايانا، ومارغريت، وجان!
سيدي ابن خلدون، لم تَعشْ لترى حلم شباب العرب الأكثر شهرةً، أن يستبدل الشابُ العربيُ هُويَّته القحطانية، بهوية أجنبية، يفخر بحملها!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبلوماسي من سلالة هارونّ
- دبلوماسية الأقدام
- يحدث في دولة الديموقراطية
- عدو اليونروا
- أمنيتان لشابين
- حاخام، وثلاثون زوجة!
- مهاجرون إلى شبكات التواصل
- صاحب المخطط المشهور
- بريد بولندا
- المحرِّض الهرمجدوني
- إعلام التضليل
- متابعة قرار التقسيم
- صعودنا للشمس، وصعود ترامب للقمر
- بطل العراقيب
- ماذا قالت ميري ريغف لأبي مازن؟
- وجه آخر لديموقراطية إسرائيل
- ضحايا صفقة القرن
- رقصة حورا تقسيم فلسطين
- العبودية في ليبيا وإسرائيل
- أخبار جديدة من إسرائيل


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - ما بعد ابن خلدون!