أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - الفرهود














المزيد.....

الفرهود


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5937 - 2018 / 7 / 18 - 08:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قليلةٌ هي الكتبُ والوثائقُ التي تؤرِّخُ للعلاقة بين اليهود والعرب، فقد عاش اليهودُ في بلاد العرب وامتزجوا في نسيج المجتمعات العربية، وأسهموا في حركة النهضة العربية، وحظَوا بتقديرٍ واحترام، وما يزالٌ كثيرون ممن سكنوا إسرائيل يحنون إلى بلاد العرب، يفضلونها على إسرائيل!
غير أن كثيرين من المؤرخين اليهودَ الصهيونيين برعوا في تطويع التاريخ، ومِن ثَمَّ، رسخوه في أذهان أجيالهم، وفق عقيدتهم، كانتْ غاية كثيرين منهم إلصاق العنصرية بالعرب، وأن العربَ لا يختلفون عن النازيين في معاملتهم لليهود، فضخَّموا أعداد اليهود الذين تركوا بلاد العرب، وسكنوا إسرائيل، قدروا عدد اليهود بثمانمائة وخمسين ألف مهاجر من البلاد العربية، لغرض مقايضتَهم بالمهجَّرين الفلسطينيين عام 1948م!
ولكي يُكملوا الخطة التقطوا حادثة (الفرهود في العراق) التي وقعت في الحرب العالمية الثانية يوم الأول والثاني من شهر يونيو 1941م ، وانبرى مؤرخوهم في اعتبار هذه الحادثة دليلا على نازية العرب، وعنصريتهم. الفرهود، كلمة فارسية تعني الرجل القوي العنيف، تقترب من كلمة (بلطجي) العامية، أي حامل البلطة !!
كتب إدوين بلاك، Edwin Black مقالا في صحيفة نيويروك تايمز 5-6-2018م، وهو مؤلف كتاب،(الحلف العربي النازي)، اعتبر، إدوين بلاك، حادثة الفرهود التي أعقبت حكومة رشيد عالي الكيلاني دليلا على (نازية العرب) لذلك ابتدع ذكرى سنوية عام 2015م للاحتفال بذكرى (مجزرة) الفرهود.
اختصَّ البرفسور اليهودي العراقي، شموئيل مورييه، أو، باسمه العربي، سامي معلم، أستاذ الأدب العربي في الجامعة العبرية، المتوفى عام 2017م، اختص في توثيق حادثة (الفرهود) قال: " كان الفرهوديون يرددون "يا ريت الفرهود كل يوم يعود" قتل الفرهوديون العراقيون في بغداد وجرحوا يومي الأول والثاني من شهر حزيران، يونيو، 1941 ألاف من جيرانهم اليهود، بينما كانوا يحتفلون بعيد شفعوت! كانتْ مجزرة الفرهود بداية لترحيل 850,000 يهودي من البلاد العربية، كان اليهود العراقيون مواطنين عراقيين أصليين تعود جذورهم إلى 2700 عام"
ينسب أدوين بلاك أسباب (الفرهود) إلى تحريض الحاج أمين الحسيني للنازيين بضرورة طرد اليهود، وترحيلهم، ليس إلى فلسطين، بل إلى بولندا، فهو رأس الرمح للتحريض،
لم يكترث معظمُ مؤرخي العرب بتلك الروايات، ولم يفلحوا في وضع الحقائق التاريخية على مائدة العالم ، ولم يُبرزوا كيف حمى بعض المخلصين العرب جيرانهم اليهود من القتل في حادثة الفرهود نفسها، هذا ما أكَّده الشاعر اليهودي، عزرا مراد وغيره:
إليكم مقتطفاتٍ مما جاء في كتاب، (محمد واليهود) للدكتور بركات أحمد:
"أشار المؤرخ محمد بن اسحق، المولود في المدينة المنورة 704م إلى أن الخليفة العباسي، الأمين خصَّصَ لرئيس الجالية اليهودية في مدينة بابل العراقية، الذي كان يُسمى (غاؤون) خادما مسلما مهمتُه إن يسير أمام عربة الغاؤون، يفسح له الطريق، قائلا: "أفسحوا الطريق لابن النبي داود. كذلك، عُقدتْ محكمةٌ تتكون من قاضٍ مسلم، وآخر يهودي لمحاكمة أحد المشعوذين المهرطقين، وهو ابن سيرين!!"
لم يُفلح كثيرٌ من المؤرخين العرب في إبراز الوجه الحقيقي لتسامح العرب مع كل الديانات والأعراق، والذي ما يزال واضحا في معاملة يهود المغرب، وتونس، ومعظم بلاد العرب.
قصَّر المؤرخون العرب كذلك في إبراز أثر الثقافة العربية الحُرَّة في إبراز العلماء اليهود الذين أثروا الثقافة العربية، واعتزوا بلغتهم العربية، وألفوا بها، ولم يكتبوا باللغة العبرية، مثل الفيلسوف اليهودي العربي، موسى بن ميمون، مؤلف كتاب، دلالة الحائرين، فقد أسماه المثقفون العرب، الفيلسوف المسلم، وغيره كثيرون!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معجزات غزة
- من ملف الأونروا
- مستقبلكم غير مُشرق
- حقق أمنيته في الثانية والتسعين
- فيتوات العالم
- الثأر الوطني، والُار القبلي
- دولة الحواجز
- الرومانيون يهود!!
- عمامة نابليون
- لقطات إعلامية من غزة
- مصانع النكتة
- قصص الفقر في غزة
- الغزل الصاروخي
- ما بعد ابن خلدون!
- دبلوماسي من سلالة هارونّ
- دبلوماسية الأقدام
- يحدث في دولة الديموقراطية
- عدو اليونروا
- أمنيتان لشابين
- حاخام، وثلاثون زوجة!


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - توفيق أبو شومر - الفرهود