أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - لماذا لا يشتاق الطلاب لمدارسهم؟














المزيد.....

لماذا لا يشتاق الطلاب لمدارسهم؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 5978 - 2018 / 8 / 29 - 00:48
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قال لي صديقٌ فلسطيني يعيش في بلدٍ أجنبي:
صدقني، أشعرُ بالسعادة عندما أرى ابنيَّ يتوقان للعودة إلى مدرستهما بعد الإجازة الطويلة، بعد أن كان أخوهما الأكبر الذي درس في الوطن يكره بدءَ العام الدراسي في مدارس الوطن. فهل يعودُ السببُ إلى جو المدرسة؟ أم يعود إلى المُدرس؟ أم أنه عائدٌ إلى المنهج التعليمي؟
هذه الأسئلة دفعتني إلى أن أطرحَ بعضَ الأسئلة على عددٍ من الطلاب في مدارس قطاع غزة: هل تشتاقُ للعودة إلى المدرسة؟!
نظرَ طالبٌ في المرحلة الابتدائية إلى والده الذي يجلس معه، وأجاب: نعم!
كنتُ أعرف أنها إجابة مُجاملة للأب، فقد كان يخشى غضبَ والدِهِ إذا أجاب بالنفي، اكتشفت ذلك عندما سألتُه عن زملائه، وعن رأيه في غرفة الفصل، والنظام المدرسي، وعن المدرس، وعن المنهج التربوي. طالبتُ والدَه أن يمنحَه الضوء الأخضر للإجابة.
كانتْ إجاباتُه تشيرُ إلى أنه ساخطٌ من غرفة الفصل الضيقة، ذات الشبابيك الصغيرة المغطاة بسلكٍ كأسلاك الحدائق العامة، يُشبه شبابيك السجون!
كان غاضبا من بعض المدرسين لأنهم يستهزئون بالطلاب أمام زملائهم، لمجرد أنهم أخطأوا في الإجابة، وكارها للمدرسين الذين يحملون العصي، ويعاقبون الطلاب بالضرب، كان ناقدا جيدا لمحتويات المنهاج الدراسي المعتمد على الحفظ كأساس للتفوق، وبخاصة دروس العلوم، فهي مفتاح دخول الكليات العلمية العُليا.
أما الطالبُ الثاني الذي أجاب بجرأة، قال:
هل تقصد عودتنا إلى السجون؟ نعم، إن ما يجري داخل جدران المدرسة يُثير النفور في نفسي، على الرغم من أني متفوق في دراستي، فزملائي الكسالى يغارون مني، يتحدَّونني، يطاردونني خارج أسوار المدرسة، شكوتهم مراتٍ عديدة للمدرسين، ولكنَّ المدرسين يخشون هؤلاء الطلاب، بسبب عائلاتهم القوية ذات النفوذ، والسطوة، أشعر بالتعاسة كل صباح وأنا أقف في الطابور الصباحي المكرر الممل، وأنا أرى بعض المدرسين يحملون الأنابيب البلاستيكية، يُطاردوننا كقطيعٍ من الأغنام، لننفذ طابور الصباح المكروه، نردد الأناشيد المحفوظة بغير حماسة!
سألتُ طالبين آخرين عن اقتراحاتهما لتحسين الدراسة، فقال الأول: يجب أن نستعمل الكمبيوتر، بدلا من الحقيبة المدرسية المُنفِّرة الثقيلة، فأنا أُجيد الكمبيوتر، إلى درجة أنني مستعد لتصميم برنامج كامل!
أما الثاني فقال: المدرسة تخلو من حصص الترويح، إذ أن حصص التربية الرياضية مُمِلّة أيضا، ليست هناك ملاعب، وليس مسموحا لنا أن نستخدم ساحة المدرسة وقت الدراسة، لأن أصواتنا تزعج الفصول، لذلك فإن مدرس التربية الرياضية يكتفي بتنفيذ برتوكول تمرينات عضلية، تجلب الملل.
ولما سألته عن الموسيقى، والفنون، والرحلات المدرسية، قال: أتمنى أن نتعلم الموسيقى، والرسم، وفن التمثيل، وأن نقوم في كل شهر برحلة نتخلص فيها من واجبات الدراسة غير المحبوبة، إنَّ الفنونَ تساعدنا على التعلُّم، وتُحببنا في المدرسة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة وإسرائيل!!
- رافضو الموت
- الكاميرا الخفية
- رواية، إيربن هاوس
- الفرهود
- معجزات غزة
- من ملف الأونروا
- مستقبلكم غير مُشرق
- حقق أمنيته في الثانية والتسعين
- فيتوات العالم
- الثأر الوطني، والُار القبلي
- دولة الحواجز
- الرومانيون يهود!!
- عمامة نابليون
- لقطات إعلامية من غزة
- مصانع النكتة
- قصص الفقر في غزة
- الغزل الصاروخي
- ما بعد ابن خلدون!
- دبلوماسي من سلالة هارونّ


المزيد.....




- حرب أوكرانيا.. لماذا وضعت -مهلة الـ50 يوما- -صقور روسيا- من ...
- ما هي صواريخ “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا بشدة لصد الهجما ...
- إسرائيل تعد بوقف الهجمات على الجيش السوري جنوبي البلاد
- مهلة -نهائية- لإيران لإبرام اتفاق نووي.. وتلويح بـ-سناب باك- ...
- إسرائيل تنشئ نقاطا جديدة وتُمهّد لبقاء طويل في غزة
- إسرائيل تفتح تحقيقا في عبور عشرات الدروز الحدود إلى سوريا
- ترامب: شحن الأسلحة إلى أوكرانيا -بدأ بالفعل-
- الطيران الإسرائيلي يستهدف مواقع بالسويداء.. وسقوط قتلى وجرحى ...
- رغم فوضى -إكس- و-غروك-.. ماسك يفوز بعقد قيمته 200 مليون
- -رجال الكرامة-: مقتل وإصابة 50 من عناصرنا في أحداث السويداء ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - توفيق أبو شومر - لماذا لا يشتاق الطلاب لمدارسهم؟