أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أسطورة الفيل














المزيد.....

أسطورة الفيل


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6047 - 2018 / 11 / 7 - 01:37
المحور: كتابات ساخرة
    


تقول الروايةُ البوذية: "رغب ستةُ مكفوفين أن يعرفوا الفيل بواسطة حاسة اللمس، فقال الأول الذي لمس ناب الفيل: الفيلُ رمحٌ قوي، أما مَن تحسَّس البطن قال: الفيل جبلٌ! أما من وضع يده على الأذن قال: الفيل مروحةٌ لجلب الهواء، قال الرابعُ الذي لمس الخرطوم، الفيل أفعى غيرُ سامةٍ، أما الخامسُ الذي وضع يده على القدم، فقال: الفيلُ جذعُ شجرة، أما السادسُ والأخير، فقال بعد أن وضع يده على الذيل: الفيل حبلٌ مجدول"!!
هناك شبهٌ بين الفيل البوذي، وبين صفقة القرن؛ فقد قال بعضٌ الفلسطينيين عنها:
اكتشفنا صفقة القرن، فهي رجسٌ من عمل الشيطان، صفقة القرن، ذات قرنين، القرن الأول، إعلان أمريكا نقل سفارتها إلى القدس، ثم، القرن الثاني سحب دعم الأونروا، لغرض إنهاء ملف القدس واللاجئين!
أما كثيرٌ من العربِ فقد قالوا: إنَّ صفقةُ القرن بدأتْ منذ سنوات، قبل أن يُنتخب مبدعُها، بدأت بما يُسمى، الربيع العربي بتفتيت دول العرب، وتحويلهم إلى أشلاءَ متناثرة، متنازعة!
أما بعض مفكري العالم قالوا: صفقةُ القرن، هي لُعبة من ألعاب حُواة السياسة في العالم، وعلى رأسهم، الحاوي الأمريكي المُصارع، دونالد ترامب، وضعها في قاعة ترامب للمصارعة الحرة، بعد أن ابتدعَ خِدَعَ حلبة المصارعة طوال سنواتٍ عديدة، فنقل خبرته في تضليل الجماهير إلى السياسة، بعد أن أثبتَ جدواها في تضليل الدول!
أما طائفةٌ أخرى من فلاسفة التحليل فقد وضعوا لها تعريفا آخر، يعود إلى بدايات الألفية الثالثة، ألفية التجارة والاقتصاد، ألفية تحويل الإنسان من مخلوقٍ اجتماعي، مثقَّفٍ، واعٍ، إلى شريحة كمبيوترية، (آي، سي) يُسيرها الجهازُ الذي يحتويها، وينزعها، أو يُبطل عملها هو فقط مؤسِّسُ بُنيتها، وناظمُ أجزائها!
أما الغريبُ والعجيبُ فهو أنَّ مبتكري أسطورة، صفقة القرن، أو صفقة، أمُّنا الغولة، وهم الأمريكيون والإسرائيليون، قالوا عن صفقتهم: "لم ننجزها بعد، هي في طور التشكيل"!!
أسهمتْ شبكاتُ التواصل الاجتماعية في إضفاء الغموض على صفقة القرن، في زمن الألفية الثالثة، ألفية (تسليع) البشر، أي نزع إنسانيتهم، وجعلهم سِلعة، قابلة للتداول في الأسواق، أي أنَّ البشرَ ، ليسوا سوى مخلوقات بيولوجية، بلا مبادئ، أو عواطف، فالناظمُ الوحيدُ لهم، شهواتُهم، شهوة الأكل، والجنس!
صفقةُ الفيل، أو صفقة أمُّنا الغولة إذن، وفق مفاهيم الألفية قد تكون كلَّ ما سبق، أو حُزمة من المشاريع الاقتصادية الحياتية، على شاكلة، مدينة، نيوم، التي أعلنَ عنها ولي عهد المملكة السعودية لتربط بين: السعودية، ومصر، والأردن، وفلسطين، وإسرائيل!
وقد تكونُ أيضا، صفقةُ القرن عند العارف بأمرها، وزير المواصلات، إسرائيل كاتس ، هي كسر الحصار الاقتصادي والنفسي على إسرائيل، وذلك بإعادة ترميم خط سكة حديد الحجاز، الذي يربط بين معظم الدول العربية وإسرائيل، وقد حمل معه هذه الخطة إلى المؤتمرٍ الاقتصادي في عُمان يوم 5-11-2018م !
وقد تكون صفقةُ القرن، قناةَ البحرين المتفق عليها بين إسرائيل، والأردن، وفلسطين منذ عام 2015، وهي أنبوبٌ يربط بين البحر الأحمر ، والميت، لتحلية المياه، وإنعاش البحر الميت!!
قد تكون كذلك، خط الكهرباء، الرابط لدول الشرق الأوسط، وخط الغاز الذي يبدأ من إسرائيل، وينتهي في أوروبا!!
أخيرا، لقد أبدعَ منتجو خرافة، صفقة القرن، فأصبحتْ ملحمة أسطورية، هدفها الرئيس، إقصاء المبادئ الوطنية، والذخائر والثقافية، واستبعاد الروابط القومية، وإعدام الحقوق التاريخية، بتحويلها إلى حركات لمس الفيل الأسطوري!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تكن مجهول الهُوية!
- جمعيات، وجمعيات
- منجزات السلطان
- فيس بوك وتويتر
- الأونروا مرة أخرى
- عازفون على الأقلام
- بقلم صحفي إسرائيلي
- عبقرية ترامب
- الشبكة العنكبوتية
- لماذا لا يشتاق الطلاب لمدارسهم؟
- غزة وإسرائيل!!
- رافضو الموت
- الكاميرا الخفية
- رواية، إيربن هاوس
- الفرهود
- معجزات غزة
- من ملف الأونروا
- مستقبلكم غير مُشرق
- حقق أمنيته في الثانية والتسعين
- فيتوات العالم


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أسطورة الفيل