فضيحة خطيرة

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 12:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

هذه فضيحة علي أعلي درجة من الخطورة.. وبدون مقدمات إليكم القصة من البداية.
المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، واحدة من أهم المؤسسات الباقية في العالم العربي التعيس. وهي تتبني تطوير البحث العلمي والتكنولوجي في هذا العالم العربي المسكون بالجهل والخرافة، ومن أنشطتها عقد مؤتمر علمي كل سنتين يدعو إليه أكبر العلماء من جميع الأقطار العربية.
وكان الدور علي مصر لعقد أحدث مؤتمراتها في الفترة من 22 إلي 26 إبريل في مكتبة الإسكندرية.. وقد أعلنت المؤسسة عن هذا المؤتمر منذ عام وتقدم العلماء العرب بما يقرب من 600 ورقة علمية تم قبول 340 منها في مختلف مجالات العلوم.
أي أن مكتبة الإسكندرية كانت تضع اللمسات الأخيرة استعدادا لاستضافة هذا المؤتمر العلمي المهم بعد أيام معدودات.
لكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ حيث تلقي العلماء المشاركون في هذا المؤتمر الموعود رسالة اعتذار من اللجنة المنظمة تقول: »نظرا لظروف خارجة عن الإرادة نأسف أن نبلغكم بأن المؤتمر الرابع للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا الذي كان مقررا عقده في الإسكندرية من 22-26 إبريل ،2006 سوف يتم تأجيله إلي 12- 15 نوفمبر، وسوف يتم عقده في مدينة دبي الجميلة. ونعتذر بشدة عن هذا التغيير المفاجئ في اللحظات الأخيرة والذي نبع من حقيقة أن عددا من السادة الحضور والضيوف القادمين من الخارج واجهتهم صعوبات في الحصول علي تأشيرات الدخول إلي مصر في الوقت المناسب وقد طلبوا نظرا إلي ذلك تأجيل هذه المناسبة«.
انتهت رسالة اللجنة المنظمة للمؤتمر التي بعثت بها إلي العلماء المشاركين.. لتبدأ مجموعة من التساؤلات التي تحتاج إلي إجابات عاجلة.
* عبارة »واجهتهم صعوبات في الحصول علي تأشيرات الدخول إلي مصر في الوقت المناسب« عبارة غامضة.
فهل تم منح التأشيرات للعلماء المعنيين أم لا؟
وإذا كان قد تم منحها.. فهل تم ذلك في »الوقت المناسب« أم لا؟ وما تعريف »الوقت المناسب« بالضبط؟
* وإذا لم يكن قد تم منح التأشيرات للبعض.. فلماذا؟ ومن المسئول؟ هل هي الداخلية أم الخارجية أم من بالضبط؟
* هل مكتبة الإسكندرية، ذلك الصرح الحضاري الشامخ، مجرد مكان لعقد المؤتمرات أم أن استضافتها لمثل هذا المؤتمر العلمي المهم تتضمن بالضرورة تذليل هذا النوع من العقبات بالاتصال بالجهات الرسمية علي أعلي مستوي، وإذا كان ذلك قد حدث فما تفسير إعلان اللجنة المنظمة للمؤتمر لهذا الزعم؟
وإذا كانت مسألة التأشيرات غير صحيحة، أو مبالغا فيها، فلماذا لم ترد الجهات المصرية المسئولة بسرعة ووضوح وحسم وضعا للأمور في نصابها ومنعا للإساءة إلي مصر، خاصة أن الرسالة التي تضمنت نقل المؤتمر خارج مصر تعمدت بأن تقول إن النقل تم إلي »مدينة دبي الجميلة«، كما لو كانت المسألة نكاية أو تشفيا في مصر »غير الجميلة« بمفهوم المخالفة.
نريد أن نعرف الحقيقة.. هل تم نقل المؤتمر العلمي نظرا لتعقيدات بيروقراطية مصرية متعنتة، أو حتي نتيجة استهتار من جهات مصرية.. أم تم نتيجة تربص وتصيد من جانب جهات غير مصرية في اللجنة المنظمة للمؤتمر؟.
نريد إجابة واضحة تقطع الشك باليقين، ليس فقط لأن هذا المؤتمر محفل علمي بالغ الأهمية، يدل الاحتفاء به علي مدي جديتنا في النظر إلي العلم والبحث العلمي من جانب وإلي سياحة المؤتمرات من جانب آخر، وإنما أيضا لأن الأمر يتعلق بسمعة مصر ومكانتها العربية والعالمية.

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل