أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - -ترماى- الكويز .. وقطار منطقة التجارة الحرة














المزيد.....

-ترماى- الكويز .. وقطار منطقة التجارة الحرة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الادارة الأمريكية تلعب معنا لعبة "الثلاث ورقات". فتلوح لنا بورقة منطقة التجارة الحرة بين مصر والولايات المتحدة الامريكية، وما أن تمد حكومتنا يدها للامساك بهذه الورقة فإذا بها ورقة أخرى.
ومع أن اللعبة مكشوفة ومفضوحة، فإن الحكومة تقع فى المطب نفسه كل مرة ولا تتعلم من "السوابق" مع هذه الإدارة الأمريكية السيئة.
وأخر هذه المرات هى استقبال وزير تجارتنا المهندس رشيد محمد رشيد بأذرع مفتوحة لوزير التجارة الأمريكى كارلوس جوتييرز الذى وصل القاهرة يوم الجمعة الماضى. ورغم أننا فرشنا له الارض بالورود فإنه قال بجفاء وبرود أنه لا يستطيع تحديد موعد لعودة مفاوضات التجارة الحرة "لأن ذلك يتوقف على الوقت الذى تستغرقه مصر فى الاصلاح" .. هكذا على بلاطة ودون لف أو دوران أو حتى أدنى اعتبار لمقتضيات الدبلوماسية واللياقة.
ومضى الوزير الأمريكى ليعدد سلبياتنا – من وجهة نظره – فأشار إلى أن الروتين الحكومى المصرى لا يزال عائقا حيث توجد العديد من اللوائح المعوقة والتأخير فى اجراءات الجمارك والتكاليف المرتفعة للدخول فى السوق ونظام قضائى تجارى بطئ الاستجابة، مؤكدا أن هذه الأمور تؤثر على الاعمال وتعوق نمو مصر.
وبلهجة استعلائية طالب كارلوس جورتييرز بتوقف مصر عن منح الموافقات لتسويق المنتجات الدوائية التى وصفها بأنها "تتعدى" على حقوق الاختراع، وان تقوم مصر بتحسين مستويات تطبيقها لحماية حقوق الملكية الفكرية فيما يتعلق بحقوق المنشأ والعلامات التجارية وخاصة فى نظام الصناعات الدوائية.
هذه بعض – وليس كل – الشروط التى تطرحها الادارة الامريكية حتى توافق على مجرد استئناف المفاوضات المتعلقة باقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وبطبيعة الحال فأن كلام الوزير الأمريكى يعنى ضمنا أن الحكومة المصرية لم توافق على هذه الشروط، وإلا لكانت المفاوضات قد تم استئنافها.
كما أن تصريحات المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة تضمنت رفضا لتلك الشروط.
ومع ذلك فاننى انتقدت موقف الحكومة المصرية بهذا الشأن من عدة زوايا.
الزاوية الأولى إصرارها على القول بأن اتفاقية التجارة الحرة مسألة تجارية بحتة وليس لها علاقة بالسياسة. فهذا وهم كبير، لأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة دأبت على استخدام هذا النوع من الاتفاقيات استخداما سياسيا. ثم إن كل تصرفات الإدارة الأمريكية الحالية بالذات تنطلق كلها من استراتيجية إمبراطورية تستهدف – ضمن ما تستهدف – إعادة رسم خريطة منقطتنا وصياغتها صياغة جديدة بما يتفق مع مصالحها ومصالح اسرائيل بالدرجة الأولى.
الزاوية الثانية إصرار الحكومة على الحديث عن الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها "حليفا استراتيجيا" ، بينما واقع الحال يقول أننا نقف على طرفى نقيض إزاء معظم، إن لم يكن كل القضايا، ابتداء من قضايا الصراع العربى الاسرائيلى ومرورا بقضايا السودان وسوريا ولبنان وانتهاء بقضية احتلال العراق.
حتى فيما يتعلق بعلاقاتنا الثنائية فان الإدارة الأمريكية الحالية قد أظهرت قدرا كبيرا من الجليطة والعدوانية والتدخل فى شئوننا الداخلية والتلويح بورقة "المعونة" من وقت لأخر فى محاولة لى ذراع الحكومة المصرية بخصوص هذه المسألة أو تلك.
وبالتالى فلست أفهم كيف يتم تصوير الولايات المتحدة على أنها "حليف استراتيجى" لنا برغم كل هذه التناقضات "الاستراتيجية"، وبرغم تحالفها الاستراتيجى الحقيقى – وليس الوهمى – مع اسرائيل؟!
الزاوية الثالثة – شراء الحكومة لـ "الترماى"، حيث أوعزت لها الادارة الأمريكية أن توقيعها اتفاقية "الكويز" سيكون بمثابة الخطوة الأولى فى طريق توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وأمريكا.
وقلنا وقتها ان توقيع اتفاقية "الكويز" – هو بالعكس – الخطوة الأولى لتأجيل اتفاقية التجارة الحرة إياها إلى أجل غير مسمى.
وثبت أن هذا التوقع هو الصحيح.
الزاوية الرابعة – هى اتخاذ الحكومة لسياسة رد الفعل، تاركة المبادأة فى يد الادارة الامريكية.
فى حين أن فى أيدينا أوراقا كثيرة من شأنها أن تجعل الادارة الامريكية أن تعيد حساباتها قبل ان تستمرئ التلويح بعقابنا بقطع "المعونة" وغيرها من التدخلات السخيفة والمرفوضة.
كل هذه الزوايا، وغيرها، طرحتها فى حوار صريح مع وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد، على الهواء، فى التليفزيون المصرى.
وأعترف بأن المهندس رشيد كان مثالا لرقى الحوار، وعفة اللسان، والتهذيب الشدي. ورغم تباعد المسافات بيننا فى كثير من القضايا فانه أبدى تفهما ملحوظا للرأى الآخر.
والأهم أننا اتفقنا على ضرورة دعم المفاوض المصرى، وأن ذلك يتحقق عن طريق ثلاث وسائل:
الوسيلة الأولى – هى تعظيم الانتاج والانتاجية للصناعة المصرية فهذا هو الاساس الذى يسبق أى اتفاقات دولية.
وتعظيم الانتاج والانتاجية يرتبط بدوره بتنمية العنصر البشرى، الذى يرتبط بدوره بتطوير التعليم وتحديث مصر بصورة عامة.
الوسيلة الثانية: الاستفادة من البدائل الأخرى الكثيرة المتاحة.
الوسيلة الثالثة: طرح قضية العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، بما فى ذلك اتفاقية التجارة الحرة، لحوار وطنى تشارك فيه كل القيادات المصرية من أقصى اليمين الى أقصى اليسار. لأن نتيجة هذا الحوار الوطنى هى أكبر دعم للمفاوض المصرى فى تلك الغابة الدولية التى تحتاج منا الى الاستعداد بسيناريوهات متعددة للتعامل مع التحديات والمستجدات.
ويحسب للوزير المهذب أنه استمع الى كل ذلك برحابة صدر، واهتمام، وطرح بالمقابل افكارا ومعلومات مهمة.
ويحسب للتليفزيون المصرى أنه اقلع عن عادة الاكتفاء باجترار مواقف الحكومة وبدأ يفسح المجال لمختلف الآراء الوطنية



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرمان زويل من الدكتوراه .. ومنع أبو الغار من الكلام!
- السجن .. للصحفيين!
- وزارة الثقافة تلبس العمامة .. وعمرو خالد يرتدى البدلة الإفرن ...
- بنك الطعام .. الأمريكى
- حرمان زويل من الدكتوراه .. ومنع أبو الغار من الكلام
- إنهم يستقيلون .. بسبب النجاح!
- البعض يفضل الكلابشات على الأقلام .. فى أيدى الصحفيين
- نتيجة لعبة شد الحبل بين أمريكا وطهران .. تقرر مستقبل العرب!
- هل استرحت الآن يا سيادة الوزير؟!
- قانون -عشش الفراخ-!
- الدكتورة كوندوليزا.. وسهامها المراوغة!
- الرئيس الكذاب
- بعد رسوم الإساءة صور التعذيب!
- سولانا يذرف دموع التماسيح فى القاهرة .. لا تصدقوه
- حلف شمال الاطلنطى فى ميدان التحرير .. يا للهول
- سفينة -السلام- الدامس
- كيف تحول الاحتجاج علي الإساءة للرسول.. إلي إساءة للإسلام؟
- مصر والسودان لنا.. والدنمرك إن أمكنا!
- إعدام جمعية أهلية تجاسرت على الدفاع عن هوية مصر الثقافية (2- ...
- غيرة ماجد عطية علي الأقباط.. دفاع عن المسلمين وعن مصر


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - -ترماى- الكويز .. وقطار منطقة التجارة الحرة