أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إنهم يستقيلون .. بسبب النجاح!














المزيد.....

إنهم يستقيلون .. بسبب النجاح!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يجهل مجلة »الايكونوميست« البريطانية او تخفي عليه اهميتها كواحدة من أهم واعرق المجلات الاقتصادية ليس في بلاد الانجليز فقط، وانما في العالم بأسره منذ تأسست عام 1843.
لكن لا اظن ان احدا يعرف اسم رئيس تحريرها، او اسم رئيس تحرير اي جريدة كبري مثل »نيويورك تايمز« او »واشنطن بوست« او »هيرالد تريبيون« او »لوموند«
والسبب في ذلك بسيط جداً وهو ان اسماءهم ليست مقررة علي القراء ولا يتم نشرها علي رأس الصفحة الاولي ببنط لافتات المحال التجارية كما جرت العادة في الصحافة العربية.
ولذلك .. فان قلة قليلة فقط هي التي تعرف ان رئيس تحرير مجلة »الايكونوميست« هو »بيل ايموت«.
وقلة قليلة فقط هي التي تعرف ان »بيل ايموت« نجح من موقعه كرئيس تحرير لهذه المجلة العريقة في تعزيز نفوذها ومكانتها في عالم الصحافة بشكل عام، والصحافة الاقتصادية بشكل خاص ـ
وفي ظل رئاسته لتحريرها اتخذت »الايكونوميست« مواقف »غير تقليدية« وبصرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف معها فانها كانت مواقف مثيرة لجدل صاخب وبالغ السخونة في الكثير من الاوساط.
من هذه المواقف مساندة فكرة انهاء »الملكية« في بريطانيا وتحويل الامبراطورية التي كانت الشمس لا تغيب عنها في وقت من الاوقات الي »جمهورية«.
ومنها ايضا مساندة الدعوة الي حرية تداول انواع »خفيفة« من المخدرات وجعل بيع و شراء هذه الاصناف قانونيا.
وبرر ذلك بقوله في سياق حوار مطول مع جريدة الشرق الاوسط اجرته معه في اغسطس 2005 »لدينا ايمان عميق بالحرية لاسباب اقتصادية واسباب فلسفية حيث نؤمن بأن الناس يجب ان يكونوا احرارا في اختيار ماهو جيد لهم فمثلا موقفنا الداعي للسماح بالاتجار بالمخدرات هو لاننا نعتقد انه يجب علي الشخص ان يقرر ما الذي يضعه داخل جسمه«.
اما اسوأ المواقف ـ من وجهة نظرنا ـ التي اتخذتها »الايكونوميست« في ظل رئاسته لتحريرها فهو دعمها لشن الحرب الانجلو ـ امريكية علي العراق.
والمهم .. انه بمواقفه الجيدة ومواقفة السيئة استطاع ان يقود دفة هذه المجلة الرصينة الي بر النجاح والازدهار.
وهو ما اكده السير روبرت ويلسون رئيس مجلس ادارة مجموعة الـ »ايكونوميست« بقوله ان بيل ايموت كان رئيس تحرير ناجحا للغاية وتضاعف توزيع المجلة خلال فترة اشرافه عليها لاكثر من مليون نسخة اسبوعيا وذلك في الوقت الذي وضع فيه معايير في غاية الارتفاع للتحليل والاراء في المجلة«.
والسؤال الان هو: اذا كان رئيس التحرير هذا قد حقق هذا النجاح الكبير .. فلماذا يقدم استقالته؟!
الاجابة علي لسانه هو شخصيا وبالنص:
»لقد استمتعت بوقتي خلال قيامي بما اعتقد انها كانت افضل وظيفة في الصحافة ان اكون رئيس تحرير لافضل مطبوعة شئون راهنة في العالم.
ولان »الايكونوميست« في ايد امينة حاليا وتعتلي القمة علي الصعيدين التحريري والتجاري فان هذا يعني ان الوقت مناسب للمغادرة«!
بعبارة اخري .. فان بيل ايموت الذي كان رئيس التحرير الخامس عشر لهذه المجلة العريقة منذ نشأتها والذي قضي 26 عاما من عمره في العمل بها كصحفي و13 عاما منها كرئيس تحرير يستقيل لانه نجح!
وبالطبع فانه لن يعكف فقط علي زراعة حديقة منزله الخلفية بل انه اعلن انه سيتفرغ لتأليف الكتب.
وما يهمنا في هذه القصة ثلاثة امور:
اولها .. ان هناك اناسا يستقيلون!
الامر الثاني ـ ان هناك بعضا من هؤلاء يستقيلون بسبب نجاحهم وتحقيق ذاتهم فنجاحهم لا يعني ان يظلوا ملتصقين بالكرسي الي ابد الآبدين.
بل ان اعتزالهم ـ وهم في القمة ـ مفيد لتجديد دماء المهنة التي يؤدونها وتطعيمها بأفكار ومبادرات جديدة ، مثلما هو مفيد لتجديد شبابهم هم انفسهم بالتخلص من عبودية المنصب وروتينية الوظيفة ورتابة الحياة .. كما انه مفيد من زاوية ما يتيحه هذا القرار الشجاع نقصد قرار الاستقالة من فرصة للتفرغ لمتع فكرية وانسانية وحياتية جديدة.
الامر الثالث ان منصب رئيس التحرير عندما يكون شاغرا في مجلة »الايكونوميست« بسبب الاستقالة ـ مثلما هو الحال مع بيل ايموت ـ او لاسباب اخري يتم شغله بطريقة تستحق ان نتأملها.
هذه الطريقة الفريدة تبدأ باختيار مجلس ادارة المجلة شخصا من بين عدد من المرشحين لهذا المنصب.
ويتم تقديم هذا الاسم الي مجلس الامناء المؤلف من 4 اشخاص مستقلين استقلالا تاماً عن مجلس الادارة.
ومن حق مجلس الامناء الاعتراض علي ترشيح مجلس الادارة ورفضه رفضا نهائيا، او التصديق عليه وقبوله.
اي ان اختيار شخص رئيس التحرير لايتم بطريقة جزافية او لاعتبارات اعتباطية، ناهيك عن المحسوبية والوصولية ومسح الجوخ او الاستقواء بجهات لا علاقة لها بالعمل الصحفي او الكفاءة المهنية.
وقد تولي بيل ايموت منصب رئيس تحرير هذه المجلة البالغة الاهمية بهذه الطريقة الموضوعية .. حيث كان قبلها مجرد مراسل للمجلة منذ عام 1980 في بروكسل ولان شروط الكفاءة تتوافر فيه فقد وقع عليه اختيار مجلس الادارة ووافق مجلس الامناء علي هذا الاختيار بدون »كشف هيئة« وتسلم رئاسة التحرير في مارس 1993.
والواضح من ارقام التوزيع والمكانة التي تتمتع بها »الايكونوميست« في شارع الصحافة، ان الاختيار كان صائباً.
ثم يجيء قرار الاستقالة في قمة النجاح ليؤكد مرة اخري صواب الاختيار.
وعلينا ان نقارن ذلك بالغياب المطلق لكلمة »استقالة« من قاموسنا حتي في حالة الفشل الذريع فما بالك بحالة النجاح والانجاز.
وعلينا ان نقارن ذلك بتشبث رؤساء التحرير عندنا وفي العالم العربي بمقاعدهم حتي بعد انتهاء تاريخ الصلاحية القانونية والمهنية.
وعلينا ان نقارن ذلك بالطريقة التي نختار بها المسئولين عن صحافتنا.
ولعل مجلس الشوري ان يحاول الاستفادة من الطريقة الانجليزية التي تتم بهذه الصورة »المؤسسية« رغم ان »الايكونوميست« مجلة »قطاع خاص«!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعض يفضل الكلابشات على الأقلام .. فى أيدى الصحفيين
- نتيجة لعبة شد الحبل بين أمريكا وطهران .. تقرر مستقبل العرب!
- هل استرحت الآن يا سيادة الوزير؟!
- قانون -عشش الفراخ-!
- الدكتورة كوندوليزا.. وسهامها المراوغة!
- الرئيس الكذاب
- بعد رسوم الإساءة صور التعذيب!
- سولانا يذرف دموع التماسيح فى القاهرة .. لا تصدقوه
- حلف شمال الاطلنطى فى ميدان التحرير .. يا للهول
- سفينة -السلام- الدامس
- كيف تحول الاحتجاج علي الإساءة للرسول.. إلي إساءة للإسلام؟
- مصر والسودان لنا.. والدنمرك إن أمكنا!
- إعدام جمعية أهلية تجاسرت على الدفاع عن هوية مصر الثقافية (2- ...
- غيرة ماجد عطية علي الأقباط.. دفاع عن المسلمين وعن مصر
- هند الحناوى .. فريسة محمود سعد .. أيضاً
- مع الاعتذار لعادل إمام التجربة الدانماركية
- حل مشاكل النوبيين.. اليوم وليس غداً
- لماذا كل هذا الفزع من فوز »حماس«؟
- المسألة ليست مصير جمعية أهلية.. بل مصير وجه مصر الثقافى
- تشيني غادر حدود أمريكا.. إذن توقعوا مصيبة وشيكة!


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - إنهم يستقيلون .. بسبب النجاح!