أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مروة التجاني - رسائل من السجن














المزيد.....

رسائل من السجن


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 15:57
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


كتب اوسكار وايلد رسالة إلى صديقه روبرت روس من داخل سجن ريدنج المعروف بقسوته ، تعتبر الرسالة أروع ما كتب في أدب السجون وأورد في هذا المقال مقتطفات منها :

يوجد بالخطاب تناول تقدمي عقلياً في السجن ، وما كان لابد من حدوثه معي من تطور في الطبع والوضع الذهني تجاه الحياة . وإني اريد منك وممن لايزالون يقفون بجانبي ويشعروا بالعطف على أن تدركوا جيداً في أي حالة وبأي اسلوب أرجو أن أواجه العالم . إنني بالطبع أعلم ، من إحدى وجهات النظر ، إنني في اليوم الذي أترك فيه السجن لن أكون فعلت أكثر من الخروج من سجن للدخول في آخر . وإنه سيكون هناك أوقات يبدو لي فيها العالم كله وأنما هو لايزيد سعة عن زنزانتي . ولن يكون جوه أقل رعباً . ومع ذلك فأنني اعتقد أن الله في البدء جعل لكل منا عالمه الخاص . وأن المرء يجب أن يبحث عن الحياة في هذا العالم الذي هو في داخل نفسه . على كل حال ، ستقرأ تلك الأجزاء من خطابي في ألم أقل من ألم الآخرين .

الواقع يا روبي أن حياة السجن تجعل المرء يرى الناس والأشياء على حقيقتها . وهذا هو السبب في إنها تحيل الشخص إلى حجر . فأولئك الذين يعيشون خارج السجن يخدعون بوهم من الحياة في حركتها الدائبة ، وهم يدورون مع الحياة ويساهمون في باطلها . أما نحن الذين لا نتحرك فإننا نرى ونعلم . وسواء كان الخطاب نافعاً لطبيعته الضيقة ومخه المريض أو لم يكن فإنه أفادني كثيراً ، إذ إنني به " طهرت صدري من كثير من الحشو الخطير " . وإني هنا استعير عبارة من ذلك الشاعر الذي فكرت يوماً في العمل على تخليصه من الماديين . لست في حاجة لأن أذكرك بأن مجرد التعبير هو بالنسبة إلى الفنان أرفع اساليب الحياة ، بل إنه اسلوب الحياة الوحيد في نظر الفنان . فبالنطق نحن نعيش . ومن بين الأشياء الكثيرة ، والكثيرة جداً ، التي يجب أن اشكر عليها محافظ السجن فلا يوجد أعظم منة من سماحة لي بأن أكتب إلى الفرد دوجلاس في حرية تامة . وبالقدر الذي ابتغيته من الاستفاضة . لقد كنت طوال عامين أحمل في نفسي عبأً متزايداً من المرارة ، أما الآن فقد تخلصت من أكثره . يوجد على الجانب الآخر من سور السجن بعض أشجار حقيرة سوداء لطخها السخام ، وهي الآن تتفتح عن براعم فاقعة الخضرة . وإنني أعلم تماماً ماذا تفعل هذه الأشجار ، فهي تجد طريقها إلى التعبير .

كنت في السجن ، معدوم الوسيلة ، ولم يكن أمامي الا أن اعتمد عليك فإذا بك ترى إن الشئ لا يكون صحيحاً إلا إذا دل على المهارة ، وعلى الحذق ، وعلى البراعة . وكنت في هذا مخطئاً كل الخطأ . فالحياة ليست معقدة ، وإنما نحن الذين نعقدها بما فينا من تعقد . الحياة بسيطة ، والشئ البسيط هو الصحيح ، وانظر إلى النتيجة ! فهل أنت مرتاح إليها . لم أكن في السجن كرجل برئ ، بل العكس إن سجل شهواتي المنحرفة وتصوراتي الملتوية يملأ عدة مجلدات حمراء ، أعتقد أن من الصواب ذكر هذا مهما كان وقعه على كثيرين ، فهو بلا شك سيكون مدهشاً ، بل ومفجعاً .

_ كتاب : من الأعماق / اوسكار وايلد .



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Alive Inside_ 2014
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 3
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 2
- ماذا يحدث في مصحة كوبر ؟ 1
- فارغو .. جمالية الجريمة
- أحكي يا كنفاني عن الحرية
- كيان اللانهائية
- وداعاً لينين
- هل مات بريخت ؟
- تسجيل المتخيل عند لاكان
- نورتي ونهاية التاريخ
- في مفهوم العمارة
- هروب رجل
- غرفة العنكبوت / عن المثلية الجنسية وقضايا أخرى
- نجوت لأرسم
- فنان كازو إيشيغورو
- تيار الرومانتيكية 2
- تيار الرومانتيكية 1
- أن تكتب – مارغريت دوراس
- الرواية الأفريقية .. الكنز المكتوب


المزيد.....




- عراقجي: لسنا من يستهدف المستشفيات بل مجرمو الحرب الإسرائيليو ...
- جمعيات حقوقية تتهم حكومة نتنياهو بعدم توفير ملاجئ لكبار السن ...
- في مواجهة ترامب.. رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي للدفاع عن ...
- سلام وجراندي يشددان على أهمية توفير الظروف الملائمة لعودة ال ...
- لاكروا يؤكد سعي الأمم المتحدة الجاد لضمان تمديد مهمة اليونيف ...
- الأمم المتحدة تحذر من ظهور بؤر مجاعة في اليمن خلال الأشهر ال ...
- فرنسا: نشر 4 آلاف عنصر أمن في -عملية تفتيش وطنية- لاعتقال ال ...
- مسئول إيراني يعلن اعتقال 24 جاسوسا إسرائيليا غرب طهران
- ممثلو عملية التشاور العربية: قضية اللاجئين جوهر القضية الفلس ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليوني سوري عادوا إلى مناطقهم الأصلية ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مروة التجاني - رسائل من السجن