أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - أحكي يا كنفاني عن الحرية














المزيد.....

أحكي يا كنفاني عن الحرية


مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 05:04
المحور: الادب والفن
    


حظي العالم العربي بالعديد من الكتاب والمفكرين الوطنيين ممن جعلوا قضايا أوطانهم هي قضايا الكتابة والفكر . ولا يمكن عند الحديث عن الوطن وتجسيد قضايا الثورة في الحقل العملي والفكري إلا أن نتذكر الروائي وكاتب القصة القصيرة غسان كنفاني وخاصة في ذكرى رحيله الـ46 بيد الاحتلال الإسرائيلي . تعلم منذ وقت مبكر كشأن جميع الأخوة الفلسطينين ماهية الوطن الذي رحل عنه في عمر مبكر لكنه مع ذلك ظل حاضراً في كتاباته . فأصبحت الكتابة فعل مقاومة دائم تتناقلها الأجيال لأن الحروف لا تموت . إذا كان الاحتلال نجح في تمزيق جسد كنفاني الطاهر فأن له ضريح في ذاكرة جميع العرب بل وثوار العالم من خلال ما تركه من إرث ثقافي .

في هذا المقال سأتحدث عن مجموعته القصصية موت سرير رقم 12 التي قرأتها العام الماضي على أمل أن يسعفني الوقت في مستقبل الأيام وأقرأ جميع أعماله . تخاطب القصة الأولى " البومة في غرفة بعيدة " قضية الذاكرة المرتبطة بفعل المقاومة في عمر الطفولة حيث تغيب بعد ذلك المشاهد في زحمة الحياة لكن صور عابرة تعيد البطل إلى سنواته الأولى حيث الدفاع عن الوطن ملحمة يشترك فيها الأفراد من مختلف الأعمار والطبقات . أتذكر أن القصة الثانية " شئ لا يذهب " أكثر ما علق بذاكرتي لأنها تحكي سيرة الخيانة والحب في إطار عبثي رغم أن كنفاني لا ينتمي إلى مدرسة العبث في الكتابة لكن القدر وسؤال كيف تشكل تفاصيل صغيرة فيما بعد صيرورة الحياة كانت حاضرة بقوة .

موت سرير رقم 12 التي تحمل المجموعة عنوانها تسرد حياتين للمريض العماني واحدة متخيلة بلسان الراوي الذي بنى له حياة كاملة وتخيل أن الصندوق الذي لا يفارقه حتى في أوقات الاحتضار لابد أن يحوي كنوزاً وذكرى عن أيام مجيدة ، يطرح كنفاني في هذه القصة أسئلة وجودية تتعلق بالموت والساعات الأخيرة في الحياة والمصائر التي تبدأ عند آخرين في حال دفنهم للميت ، لأن الحياة الحقيقية للمريض العماني كانت مختلفة حيث احتوى الصندوق على فواتير وديون قديمة وهو ما يعنى مواصلة الأحياء لتسديد قروض الميت . يروي كنفاني عبر هذه القصة وغيرها سيرة الكادحين والفقراء وما يتبقى لهم بعد الرحيل .

في القسم الثالث يطرح كنفاني سؤال وجودي آخر هل من الضروري أن يعيش الإنسان وهو يؤمن بشئ ما يوقف عمره من أجله ؟ ليبدأ البحث عبر قصة " اكتاف الآخرين " عن ماهية الحياة ككل ومعنى عدم الانتماء ، باحثاً في حيوات الناس وأسرارهم ، داعياً إلى التخلص من الانتماء الذي يقيد الفرد ويؤطره ففي الحياة الواسعة مواطن تستحق اكتشافها والنضال من أجلها وفيها لكسر المسلمات والتابوهات المتوارثة . في قصة " ستة نسور وطفل " يطرح سؤال ما الحقيقة ؟ حيث يروي أهل القرية قصصاً مختلفة ومتباعدة عن بعضها البعض عن نسر فوق شجرة لكن لا يعرف الراوي أيهم يصدق ، الشئ الذي يدل على إصابة راوي القصة ذاته بالحيرة حيث تختلط الخرافة بالحقيقة بالأمنيات .
كل جيل يولد سيرحب بكتابات غسان كنفاني لتلهمه في انجاز مرحلة الثورة والمقاومة ، فأهلاً بروحه الحاضرة بيننا في كل الأوقات .



#مروة_التجاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيان اللانهائية
- وداعاً لينين
- هل مات بريخت ؟
- تسجيل المتخيل عند لاكان
- نورتي ونهاية التاريخ
- في مفهوم العمارة
- هروب رجل
- غرفة العنكبوت / عن المثلية الجنسية وقضايا أخرى
- نجوت لأرسم
- فنان كازو إيشيغورو
- تيار الرومانتيكية 2
- تيار الرومانتيكية 1
- أن تكتب – مارغريت دوراس
- الرواية الأفريقية .. الكنز المكتوب
- الضحك في السجن
- ريمون كينو كاتباً الهيغلية
- وداعاً ماياكوفسكي
- في اعتزال العالم
- فكر مدام دو ستايل الأدبي
- أيام في الزنزانة


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروة التجاني - أحكي يا كنفاني عن الحرية