نورتي ونهاية التاريخ

مروة التجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5876 - 2018 / 5 / 18 - 01:08
المحور: الادب والفن
    

هي المرة الأولى التي أشاهد فيها سينما من دولة الفلبين والحق الحق كان الفيلم الذي يحمل عنوان المقال جدير بالمتابعة وتجربة تستحق أن يخوضها الفرد لأن الفيلم الجيد مثل الكتاب الجيد نبحث عنه ونقرأه لأننا نطارد الأسئلة وبعد الإنتهاء منه يطرح أكثر من سؤال وكل إجابة تقود إلى طريق ينتهى بالسؤال والغموض .

يبدأ الفيلم بنقاش محتدم بين الأصدقاء يقوده البطل ( فابيان فيدويا ) عن مواقفه من الحياة والأخلاق وحياتهم في عصر ما بعد الحقيقة رغم أن أحداث الفيلم تجري في القرن الواحد والعشرين ، يرى فابيان أن المعنى لم يعد له وجود لذا هو ضد كل شئ وله موقف من مختلف القضايا ، فابيان شخصية مهتمة بما يجري حولها وتأخذ الأمور بشكل جدي ولا وجود لكلمة لامبالاه في قاموسه ، هو شاب في مقتبل العمر إلا إنه يقف في المنتصف ما بين الأمل والتشاؤم حيث يقضي من امتدت بهم الحياة في تنظيف الفوضى التي خلفوها ويرى أن كل يوم يمتد في حياة إنسان يعني أن بؤسه يلاحقه ، يطالب فابيان بإعادة محاكمة التاريخ يرى أن بعض الحقائق التي تدرس في النظام التعليمي غير صحيحة ويطرح سؤال ما الغرض من العملية التعليمية برمتها إن لم يكن السعي وراء الحقيقة والعدل ؟ .

كثير من أفكار فابيان غير متسقة مع زملاءه المثقفين لذا هو في جدل مستمر معهم ، يرى أن القتل يمكن أن يكون آداة ناجحة للقضاء على الشر في العالم لذلك نراه يقتل مرابية وطفلتها ويلوذ بالفرار ، هو مثال المثقف الغاضب والرافض لكل شئ رغم إنه لا يملك أدوات التغيير وهو غاضب حتى من نفسه حتى يسقط في النهاية في هذه الدوامة الكبيرة التي تستمر في سحبه للأسفل ومن ثم تتآكل روحه وعقله لينتهي به المطاف مغتصباً لأخته وقاتل وهائم في الحياة بتعاسة .

أهم ما يميزهذا الفيلم لحظات الصمت ، يشعر المشاهد بالحضور القوي للصمت ، صحيح أن الحياة اليومية مليئة بأوقات صامتة إلا إنه عند رصدها وعكسها تبدو كثيفة وطويلة حتى وإن دامت لثواني قليلة ، في الصمت يحدث أن يسافر العقل أحياناً إلى عوالم أخرى ثم يعود إلى الواقع ( المشهد ) ، هذا الفيلم يتحين ويترصد للصمت مثل الصياد الماهر .

رحلة طويلة في جوانب مختلفة من الحياة والوجود سيستمتع بها المشاهد ، ويتعرف على جانب من الثقافة الفليبينية من خلال الفن السابع ، هذا الفيلم بوابة جيدة لدخول دولة الفليبين .

___ التالي نموذج لمشاهد متفرقة من الفيلم


https://www.youtube.com/watch?v=FRRAaWFQR0o

#مروة_التجاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل