أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في قصص-عين الحب كفيفة-














المزيد.....

قراءة في قصص-عين الحب كفيفة-


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 01:17
المحور: الادب والفن
    


رفيقة عثمان:
قراءة في قصص"عين الحب كفيفة"
عين الحب كفيفة، مجموعة قصصيّة، للكاتب المقدسي جمعة السمان، والصادرة عن مكتبة كل شيء الحيفاوية؛ من تصميم الفنان: شربل الياس. صورة الغلاف عبارة عن صورة لامرأة لا ملامح لها. جمع الكتاب ما يقارب أربعة وخمسين نصّا أدبيّا ما بين القصص القصيرة والحكايات؛ واشتملت الصفحات على مئتين واثنتي عشرة صفحة من الحجم المتوسط.
يعتبر هذا الإصدار هو الإصدار الخامس للكاتب السّمان، بداية من "عش الدبابير"، "أغرب زواج"، "تصبحون على خير" و"همس في أذنها".
من خلال قراءة القصص الواقعيّة، يبدو أن الكاتب صبّ عصارة تجاربه وخبراته، الطويلة في الحياة؛ في قالب قصصي وحكايات، تنمّ عن حكم وعبر يعتبر منها؛ حيث كل قصة لا تتعدى ثلاث صفحات.
يجد القارئ من وراء كل قصّة عبرة، جمعت ما بين الحكمة، والموعظة، والنصح، وتسليط الضوء على مشاكل اجتماعية ونتائج الحلول غير المرضية؛ لتكون عبرة للآخرين، ومرشدا للتصرف نحو النهج السليم، والدعوة للأخلاق الحميدة، والابتعاد عن الشر، وفي النهاية انتصار الخير على الشر.
تكاد كافّة القصص تخلو من ذكر اسم المكان والزمان، اللذين هما عنصران هامّان في نجاح القصص والروايات، يبدو أن الكاتب قصد ذلك، أو بغير قصد، يهدف لتعميم القصص على كل زمان ومكان دون تحديدهما.
اختار الكاتب عنوان الكتاب، من خلال المجموعة القصصية، وكانت قصة "عين الحب كفيفة"، يبدو لي أن العنوان ملفت للانتباه، وجذاب. ملخص القصة؛ بأن الحب يتجاهل سلبيات المحبين، لا ينفع التحذير من الحبيب الذي يحمل صفات رديئة، كالذي بنى علاقته على طمع، كما ظهر في القصة، عندما حاول الشخص الأول المخدوع من الحبيبة، تحذير زوجها الذي تلاه؛ لكنه لم يتعظ؛ لأن عين الحب كفيفة لا ترى سيئات الحبيب؛ معظم القصص في كتاب السمان نهجت على نفس المنهج، وتحدثت عن العلاقة بين الزوجين، وسيرورة العلاقة، الخلافات حول المال، والطمع، والخيانة، وبالنهاية كشف المستور.
نهج الكاتب أسلوب سرد الحكايات، في طرح القضايا الاجتماعية؛ على نهج القصص السابقة المذكرة أعلاه، في الطرح والأسلوب؛ واستقى السمان حكاياته من واقع الحياة الاجتماعية، سواء حدثت أم لم تحدث فعلا، اختلقها الكاتب من خياله الخصب، وخبرته الطويلة في الحياة.
لم يُخصص الكاتب فئة معينة من المجتمع، ولا شك أن القصص والحكايات تنطبق على كافة المجتمعات الإنسانية، والطبقات المختلفة؛ عربية كانت أم أجنبية؛ كذلك قلّ ذكر أسماء وعدد أبطال القصص والحكايات.
لا تخلو قصص وحكايات السمان من الأسلوب الشيّق، والحس الفكاهي، باستخدام الأمثال الشعبية أحيانا، أو مقاطع غنائية معروفة؛ كما ورد صفحة 98، " يا مؤمنة للرجال، يا مؤمنة للميّه في الغربال"، وصفحة، وصفحة 100 " ما بتعرف خيري، لتجرب غيري". ورد أيضا مقطع لأغنية أمّ كلثوم صفحة 152 " قل للزمان ارجع يا زمان".
لغة الكتاب بسيطة وسلسة، تخلو من اللهجة العامية، تحتوي على محسنات بديعية؛ يستطيع القارئ من فئة اليافعين حتى البالغين قراءتها، وفهم العبر والحكم التي تهدف اليها القصص والحكايات.
الطروحات التي أوردها الكاتب: الصراع بين الحب والمال، الفقر والغنى، الحفاظ على الكرامة وعزة النفس في دائرة العلاقة الزوجية، الحيل والمكائد بين الأزواج، لعبة القدر والحظ، الخداع والخيانة، الطلاق والعودة للعلاقة الزوجية.
أورد بعض القصص التي سردها الكاتب السمان لبعض الطروحات التي قصها: زواج الفقيرة من الغني، كما ورد في قصة " ورقة اليانصيب"، مفادها بأن فتاة بائعة ورق يا نصيب، اقنعت شابا بشراء ورقة يا نصيب، بأسلوبها ولباقتها، بعد تحدي صديقاتها لها، وصادف بأن الشاب اشترى وربح بالسحب؛ فتزوج الفتاة بائعة ورق اليانصيب.
قصة " أصبح لي أختان"، ملخصها بأن زوجة لفظت تلك العبارة، بعد تخلي زوجها عن حمايتها، إثر تعدي شبان عليها في الشارع، ودافع عنها شبان آخرون، بينما كان زوجها ينظر إليها دون أن يحميها.
قصة مشابهة لسابقتها "ساعة صفا"، زوجان أبرزا عيوب بعضهما أمام البعض، ممّا أدى الى طلاقهما، بعد الطلاق ندما، وشعر كل واحد فيهما بقيمة الآخر؛ وفي النهاية عادا لبعضهما؛ وقصة "كفى يا رجل" مشابهة أيضا وتتحدث عن زوجين تطلقا، وبسبب وقوع ابنهما بالطريق، تعاتبا وندما على الطلاق؛ تعلما كلما يحصل خصام بينهما، لا يسمحان له أن يفرقهما.
خلاصة الحديث: هذه المجموعة القصصية مشوقة ومسلية، تهدف لغرس القيم والمواعظ من التجارب الاجتماعية، والاسترشاد بها؛ لتحسين جودة الحياة الاجتماعية، وإصلاح العفن الاجتماعي.



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب قضيّة في المدينة المقدسة
- قراءة في شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء
- رواية السيق وحب القدس
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت
- قراءة في رواية حرب وأشواق
- قراءة في رواية: - فيتا- أنا عدوَّة أنا-
- -طلال بن أديبة- وأدب السيرة
- رواية الرقص الوثني واكتمال الشروط الفنية
- قراءة في كتاب: -شهرزاد ما زالت تروي-
- كتاب -ثقافة الهبل بين الدراسة العلمية والأدب
- سردية اللفتاوية والأسلوب التقريري
- طير بأربعة أجنحة والنّواحي النفسية
- هواجس نسب أديب حسين والجمال
- قراءة في رواية: -قلبي هناك-
- قراءة في كتاب: يوميَّات الحزن الدامي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في قصص-عين الحب كفيفة-