أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - رواية السيق وحب القدس














المزيد.....

رواية السيق وحب القدس


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 01:50
المحور: الادب والفن
    


رفيقة عثمان:
رواية السّيق وحبّ القدس

قراءة في رواية لليافعين، للكاتبة ليندا صندوقة، بعنوان "السّيق"، مؤسَّسة تامر للتعليم المجتمعي، رام الله - فلسطين

كتبت الكاتبة الواعدة ليندا صندوقة رواية اليافعين "السّيق"، تُعبّر فيها عن أحاسيس جيَّاشة نحو حبّها وشغفها لمدينة السَّلام القدس.
استخدمت الكاتبة أسلوب السرد المتواصل برتابة، وأسلوب الرجوع الى الوراء، "النوستالجيا"، التعبير عن الحنين للمكان، الذي يولد ويترعرع فيه الإنسان، وخاصَّةً المواطن المقدسي. إلّا أنّ الأحداث كانت متسلسلة برتابة، دون ذكر الحبكة للرواية.
تناولت الكاتبة عددًا محدودا من الشخصيَّات؛ لتحريكها في السرد؛ واختارت البطل "ثائر" ؛ ليكون الراوي الأساسي في الرواية، غالبًا، او استخدام الأمّ "أمّ منصور" كراوية أخرى، وقسَّمت الرواية إلى واحد وعشرين فصلا؛ تتبادل فيها أدوار الرواة.
تمحورت الرواية، حول ذكريات ثائر عن هدم بيتهم عندما كان طفلا، حينها كان عمره أربعة عشر عامًا، وما أثَر هذا الهدم على حياتهم الشّخصيَة، وخاصّة في نفسيّة ثائر الذي عانى على مدى سنوات طويلة من ظهور الأحلام المزعجة والكوابيس خلال نومه، وتأثيره على حياته اليوميّة وعمله؛ شعور من الإحباطات واليأس، والصراعات النفسيّة اليوميّة؛ حتّى صار عمر ثائر بالعشرينات؛ إلى أن توقّفت الأحلام فجأة، واضطرب ثائر لذلك، وصار يتوق للأحلام المزعجة، وتمنّى أن تعود هذه الأحلام في منامه.
وصفت الكاتبة أيضا طريقة الاستيلاء على بيوت المقدسيين؛ بحجّة الوثائق المزيّفة، وتوطين الأغراب فيها.
اختارت الكاتبة العنوان " السّيق" ولم تذكر الكاتبة كلمة "السيق" في الرواية، معنى كلمة "السّيق" وفق تفسيرات لسان العرب: " هي السحاب الذي رمته الريح سواء فيه ماء أم لا".
كما ذكرت الكاتبة صفحة " إنّ الأعاصير لا تجتاح الجميع بذات القدر"، كأنّهم داخل زوبعة هواء تتحرّك ولا تتوقّف. تمضي بهم من مكان إلى آخر. يجدون أنفسهم على ارض جديدة، هكذا فجأة. الأعاصير تُدمّر البشر." على لسان العمّة. يبدو انّ الكاتبة قصدت بهذا العنوان؛ الرياح ساقت الأقدار الحزينة، لأهل المدينة، وظلَت تتحرّك دون توقُّف؛ كنايةً عن عدم وجود حلول لهذه المآسي التي تعيشها مدينة القدس.
أطلقت الكاتبة الأسماء على أبطال الرّواية بشكل اختياري، بما يتلاءم مع الشّخصيّات في الرّواية: اسم البطل ثائر، رمزا للصراعات التي واجهها في حياته، ورمزت الكاتبة بأنّه مشارك في النضال، ولم توضح ذلك النّضال؛ في نهاية الرّواية، ذكرت الكاتبة بأنَ نضال تمنّى ان تستمر الكوابيس؛ لأنه في نظره رمز لمواصلة الصراعات، ومقاومتها كل يوم من جديد. بينما اسم شمس، أطلق على أخت ثائر، وهي رمز للدفء، والحرية، والأمل؛ للعيش في حياةٍ أفضل. البطل نضال، ابن الجيران، استشهد من أجل الوطن، وهو مناضل. أخو البطل منصور، وهو انسان مسالم، غير مبالٍ بالأحداث الحزينة الماضية، وانتصر على الحزن وسار في دربه نحو المستقبل المُشرق. نجمة عاشت مع أمّها المختلّة عقليّا، فهي كناية عن الضوء الساطع الذي تنيره نجمة، كي ترعى أمّها المريضة، فهي صابرة تنتظر الأمل.
اختلقت الكاتبة الكوابيس والأحلام التي أنهكت ثائر، إثر هدم البيت؛ ملاذا للصراعات النفسيّة التي يعاني منها البطل ثائر. كانت الأحلام هي الخط القصصي للرواية، أثناء السّرد من بدايتها، حتّى النهاية؛ وجعلت من الكناسة طريقة للتنفيس عن الأحلام، والتعبير عنها، ممّا جعلت البطل ثائر أكثر راحة. نجحت الكاتبة في إيجاد طريقة للتنفيس عن الذات، لم يسبق أن سمعنا عنها في كتب علم النفس؛ كحيلة دفاعيّة؛ بدلا من الرسم، والتمارين الرياضيَة واليوغا وما إلى ذلك.
نجحت الكاتبة ليندا في تصوير الصراعات النفسيّة والذاتيّة، بصورة واضحة؛ بواسطة استخدام الحوار الذّاتي، "المونولوج"، والسرد بوصف دقيق للمشاعر الحزينة، والانكسار؛ كما ظهر صفحة ٩٩ ثائر يحاور نفسه:" ضعيف انت يا ثائر، ضعيف، أظلّ أقول لنفسي." "كف تفرغ ما في داخلك بمكنسة؟". ان استخدام الراوي عن طريق البطل ثائر، جعلت التعبير عن الصّراعات أكثر مصداقيّة.
استعملت الكاتبة ليندا صندوقة، بعض المفاهيم والمصطلحات، والأماكن، وهي خاصيّة ومتعلّقة بمدينة القدس مثل: حساء الدشيشة – القصر طنشق –التكيَّة – عامود يحمل تمثال الامبراطور الروماني هادريان .
صورة الغلاف عبارة عن رجل مركَّب على شكل مدينة، يحمل مكنسة بين يديه؛ كنايةً عن الحمل والعبء الذي موجود على كاهله؛ محاولًا التفريغ عنها بواسطة الكناسة.
كانت اللغة سهلة وسلسة، تغلّفها بعض المحسنّات البديعيّة، والتشبيهات الجميلة.



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت
- قراءة في رواية حرب وأشواق
- قراءة في رواية: - فيتا- أنا عدوَّة أنا-
- -طلال بن أديبة- وأدب السيرة
- رواية الرقص الوثني واكتمال الشروط الفنية
- قراءة في كتاب: -شهرزاد ما زالت تروي-
- كتاب -ثقافة الهبل بين الدراسة العلمية والأدب
- سردية اللفتاوية والأسلوب التقريري
- طير بأربعة أجنحة والنّواحي النفسية
- هواجس نسب أديب حسين والجمال
- قراءة في رواية: -قلبي هناك-
- قراءة في كتاب: يوميَّات الحزن الدامي
- السيرة الذَاتيَّة في حضرة القدس
- الشخصيَّات المعتوهة، والمجنونة، والمضطربة نفسيًّا في رواية-و ...
- قراءة في رواية الأديبة سحر خليفة: في ندوة اليوم السابع- ندوة ...
- الرمز للمقدسات في رواية-قلادة فينوس-


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - رواية السيق وحب القدس