أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في شبابيك زينب














المزيد.....

قراءة في شبابيك زينب


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 18 - 15:56
المحور: الادب والفن
    


رفيقة عثمان:
قراءة في رواية: "شبابيك زينب"؛ للكاتب رشاد أبو شاور، عن دار الشروق للنشر والتوزيع رام الله، 2017.
تضمَّن الكتاب مائة وأحد عشرة صفحة، قسّمها على قسمين، وأعطى لكل قسم عناوين مختلفة؛ في اثنين وعشرين عنوانا؛ اهتم الكاتب في سرد الأحداث في زمان ومكان محدودين؛ نابلس هو المكان، والزمن هو فترة الانتفاضة الأولى عام 1987.
استطرد الكاتب في وصف المكان بصورة دقيقة جدّا، لمدينة نابلس العريقة، وكما مجّدها ومدح مواطنيها، وثمّن بطولاتهم على مر العصور؛ وأخيرا ركّز على فترة الانتفاضة الأولى، والبطولات التي خاضها الشباب والشابّات أثناء الانتفاضة.
شخصيّات أبطال الرواية محدودة؛ حيث استخدمها الكاتب لتحريك أحداث الرواية، ومن الملفت للانتباه، بأنّ الكاتب أبرز دور ومشاركة البطولة للنساء في الرواية، مثل الشهيدة زينب، وأمّ فدوى، وفدوى المعلمة. صديقة زينب؛ وأمّ ابراهيم. الأبطال الآخرون مثل: ناصر، ومصطفى، والدكتور عز الّدين، وحسام.
استغرق سرد الأحداث في الرواية مطوّلا، في آخر صفحات الكتاب، أظهر الكاتب الحبكة؛ والتي حاور فيها الكاتب الصراع حول التبرّع بالأعضاء، لإنسان من فئة معادية؛ كما حدث مع الشاب ناصر، الذي أصابته رصاصة أثناء الانتفاضة عند رفعه العلم الفلسطيني؛ ممّا أدى إلى غيابه عن الوعي، وتعطيل وظائف دماغه، ولكن قلبه ظلَّ نابضا.
ممّا دعا أهل مريض إسرائيلي، تعطّلت وظائف قلب ابنهم الشاب "يسرائيل"، وتوجّهوا لطلب قلب ناصر؛ لإنقاذ ابنهم قبل ان يفوت الأوان؛ رُفض الطلب؛ كي لا يتكرّر قتل الشباب، وتؤخذ أعضاؤهم الحيَّة، هنا انتهت الرواية.
في رأيي أجد أن اختيار الكاتب للموضوع، وإدارة الحبكة بذكاء؛ إلا أن الكاتب لم يمنح الرواية حقّها، من حيث توزيع أحداث السرد بطريقة متساوية، والحبكة كانت قصيرة جدّا في نهاية الرواية، كان من الممكن أن يتوسّع الكاتب في سرد الحبكة؛ وإظهار الصراع حول موافقة ورفض التبرّع بالأعضاء، خاصّةً في ظروف إنسانيّة، ومناقشة الفكر المتبادل: ماذا لو كان الأمر معاكسا؟ كما أنني أجد من الأجدى أن تتخلّل الرواية نهاية للصراع، كما ينسجها الكاتب. كما ورد صفحة105 : " إخوتي جميعا لو أعطيناهم قلب ناصر فهذا سيشجّع جنود الاحتلال على اصطياد الكثيرين؛ ليصيروا قطع غيار قلوبهم أو كلاهم أو أكبادهم المعطوبة".
تعتبر الرواية واقعيّة وملحمية، تكشف الصراعات المختلفة، سواء كانت سياسيّة، أو إنسانيّة، أو نفسيّة؛ من خلالها نجح الكاتب في خلق الحوار الذاتي، والحوار الثنائي والجماعي؛ وكما يظهر بانها تخلو من الخيال.
لغة الرواية فصحى وسهلة، وتخلّلها بعض السرد بالعاميّة المحكيّة، وفق ما التزم الأمر، وغير مبالغ فيه، ممّا شكّل اضافة لعنصر التشويق.
شبابيك زينب، هذا هو العنوان الذي اختاره الكاتب؛ نظرا لوجود شبابيك غرفتها مغلقة منذ أن فارقت الحياة، إلى أن دخلتها صديقتها فدوى، وفتحت الشبابيك، وأطعمت الحمامات التي كانت زينب ترعاها؛ رمزا لإحياء زينب ووجود روحها بين أهلها واصحابها. أن تظلّ شبابيك زينب مشرعة؛ تعني بوجودها بين الأحياء.
بما أنّ الرواية ملحميّة وتصوّر حياة مجتمع أثناء انتفاضة، وصراع مرير، لا بدّ وأن تكون العاطفة حزينة، كما ظهرت بالرواية، عاطفة الانتماء وحب الوطن، عاطفة الشعور بالمشاركة الجماعيّة، وعاطفة الحب والعلاقات الإنسانيّة.
هنالك خيوط علاقات حب بين فدوى ومحمود، بن المخيّم، إلا أن الكاتب لم يجد خجلا لهذه العلاقة؛ حبّذا لو توسّع الكاتب في هذا النوع من العلاقة؛ لإظهار الطبقيّة الاجتماعيّة، وكيفيّة تغلّب الشباب عليها، خاصّةً بعد الانتفاضة؛ كذلك يتطبق الأمر على باقي الابطال.



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء
- رواية السيق وحب القدس
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت
- قراءة في رواية حرب وأشواق
- قراءة في رواية: - فيتا- أنا عدوَّة أنا-
- -طلال بن أديبة- وأدب السيرة
- رواية الرقص الوثني واكتمال الشروط الفنية
- قراءة في كتاب: -شهرزاد ما زالت تروي-
- كتاب -ثقافة الهبل بين الدراسة العلمية والأدب
- سردية اللفتاوية والأسلوب التقريري
- طير بأربعة أجنحة والنّواحي النفسية
- هواجس نسب أديب حسين والجمال
- قراءة في رواية: -قلبي هناك-
- قراءة في كتاب: يوميَّات الحزن الدامي
- السيرة الذَاتيَّة في حضرة القدس
- الشخصيَّات المعتوهة، والمجنونة، والمضطربة نفسيًّا في رواية-و ...


المزيد.....




- بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده.. مهرجان الأقصر للسينما الأف ...
- دراسة علمية: زيارة المتاحف تقلل الكورتيزول وتحسن الصحة النفس ...
- على مدى 5 سنوات.. لماذا زيّن فنان طائرة نفاثة بـ35 مليون خرز ...
- راما دوجي.. الفنانة السورية الأميركية زوجة زهران ممداني
- الجزائر: تتويج الفيلم العراقي -أناشيد آدم- للمخرج عدي رشيد ف ...
- بريندان فريزر وريتشل قد يجتمعان مجددًا في فيلم -The Mummy 4- ...
- الكاتب الفرنسي إيمانويل كارير يحصد جائزة ميديسيس الأدبية
- -باب البحر- في مدينة تونس العتيقة لا يطل على البحر
- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في شبابيك زينب