أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - العاطلون والعاطلات عن العمل المنتج














المزيد.....

العاطلون والعاطلات عن العمل المنتج


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6005 - 2018 / 9 / 26 - 09:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



أصبحت طالبة بالجامعة فى بداية الخمسينيات، قبل سقوط الملكية بعامين، وكانت المظاهرات الطلابية تدوس صورة الملك، والسنة الإعدادية لنا بالمبنى الرئيسى للجامعة بالجيزة. حيث برج الساعة بدقاتها المهيبة، قبل أن ينقلونا الى مبنى كلية الطب البائس فى شارع قصر العيني، حيث قاعة المشرحة بالجثث المحنطة. كانت الطالبات قليلات العدد، فى بحر من الطلبة الذكور، الذين لم يروا الجنس الآخر إلا فى الحلم، وأصبحت الواحدة منا تتلقى عشرات الرسائل الغرامية فى اليوم الواحد.

وانعكست الانقسامات الحزبية فى مصر على الطلبة، فانتمى بعضهم إلى الإخوان المسلمين، والبعض الآخر أصبح من الشيوعيين، أو اتباع حزب الوفد أو الأحرار الدستوريين أو غيرهم، كان زعيم الإخوان المسلمين يدس لى رسالته فى كتاب التشريح كاننجهام، تفوح رائحة الفورمالين من كلماته المشبعة بالآيات المحفوظة، أما رسالة زعيم الشيوعيين فكانت ركيكة الأسلوب، تختلط فيها الكلمات العربية بالأجنبية، ويحشو الزعيم الوفدى رسالته بالهتافات للنحاس باشا، وقد اتهمنى هذا الزميل، حين أعرضت عنه، أننى أفتقد الوطنية، واتهمنى زعيم الإخوان أننى أفتقد الإيمان بالله، أو من أتباع الشيطان، وأشاع زعيم الطلبة الشيوعيين أننى أفتقد الأنوثة وأكره الرجال، أما زعيم الجمعية النفسية، فقد أعلن أن خلط السياسة بالدين أو بالجنس، يندرج تحت الهرطقة، وأنه الوحيد الذى يفهم سيكلوجية المرأة، كان يستخدم كلمة سيكلوجية بدلا من نفسية، لإثبات معرفته باللغات الأجنبية وإبحاره فى العلم، مما يؤكد جهله بهما، لأن أعظم العلماء يعترف بأنه لا يعلم، وقد أعلن سيجموند فرويد، فى نهاية عمره ، جهله التام بسيكلوجية المرأة.

لكن فى بلادنا يتصور بعض الكتاب أو الصحفيين أنهم وصلوا الى أغوار المرأة النفسية لمجرد بعض القراءات أو العلاقات العابرة السطحية. نادرا ما تكتب المرأة عن نفسها، بسبب الكبت المزمن الناتج عن الخوف من أن تنهشها الألسنة، لكن الرجل يزداد فخرا بغزواته النسائية وأنه الخبير الأعظم بالمرأة، على حين تتباهى المرأة بالجهل وعدم معرفة الرجل، قرأت أخيرا تحليلا نفسيا لظاهرة التحرش، واغتصاب الرجال الأمريكيين الكبار للبنات الأطفال، وقد نشأت حركة نسائية جديدة فى أمريكا بعنوان: أنا أيضا, كشفت كل امرأة عما كتمته طويلا، من اغتصاب أو تحرش فى طفولتها.

وانبرى الرجال يدافعون عن أنفسهم، ويقولون إن الرجل لا يتحرش بامرأة لا تريده، فالمرأة هى التى تبدأ وإن كانت طفلة، ويتساءلون، لماذا تكشف البنات عن أجزاء من أجسادهن فى الأمكنة العامة، أو ليس للنساء طرقهن الخفية فى مغازلة الرجال والإيقاع بهم فى بئر الحب والزواج والإنجاب، أو العلاقات العابرة، للتسلية أو لمكاسب مادية، نظرة تودى بأعتى الرجال فى التهلكة، فيقترف الجرائم وينتهك القيم التى كان يتشدق بها فى الحزب الثوري؟ وبدأ بعض الكتاب والصحفيين غربا وشرقا، يتهمون المرأة بالتحرش بالرجل، يؤكد أديب من الخليج، أن كاتبة اعترفت له بأنها تكره عدم اهتمام الرجال بسويسرا بأنوثتها وهى تمشى فى شوارع جنيف، وكانت تحرك هامات الرجال وهى تمشى فى شوارع بيروت والقاهرة، لهذا بدأت مع صديقات لها حركة لمغازلة الرجال وطرد الملل من حياتهن. وكتب صحفى أمريكى يقول أن الرغبة فى الجنس الآخر جزء من الطبيعة البشرية، وأن الطبيعة الجنسية للمرأة أقوى من الرجل، فهى المسئولة عن استمرار الجنس البشرى وبقاء الفصيلة، وأن تحرش الرجال بالنساء، أو العكس، (النساء بالرجال)، يدخل ضمن الصحة النفسية، وأن الأمريكيات الرافضات لتحرش الرجال غير طبيعيات، ولا يمثلن إلا قلة من النساء ذوات العقد النفسية. وينقل بعض الكتاب والصحفيين فى بلادنا مثل هذا الكلام المغلوط، الذى يتخفى تحت إسم الطبيعة، فهل الرجل الكبير الذى يتحرش بطفلة، فى الخفاء، إنسان طبيعي؟ أم أنه رجل جبان يتخفى فى الظلام مستغلا سذاجة الطفلة أو ضعفها؟ وهل الرجل الذى يغازل النساء فى الشوارع ينساق وراء الطبيعة المحبة للجمال؟ أم أنه رجل عاطل بلا عمل منتج، يملأ فراغ حياته؟ والمرأة التى تغازل الرجال فى الطريق هل هى طبيعية؟ أم أنها عاطلة، تعيش عالة على الآخرين، تشعر بالفراغ فى حياتها، وتريد أن تملأ هذا الفراغ بالتزين ومغازلة الرجال، أو عرض بعض أجزاء من جسمها لعيونهم فى الأمكنة العامة؟



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تفشل الثورات بقيادة النخب؟
- أم إبراهيم والوزيرة غادة والى
- الصراع فى مجلس النواب ومجلس العائلة
- الجينات الأنانية والكتابة
- البحث عن مأوى بالليل أم نسيم البحر؟
- قانون مدنى واحد لجميع المصريين
- قوة الفكر فى المستقبل القريب
- البحث عن فيلم سينمائى جيد
- تحرير النساء وقضية الاشتراكية
- من أجل ما نفعل؟ أو من أجل ما نكون؟
- إبداع المرأة وسجن اللاوعى
- ما يفوق العمر والأنوثة والرجولة
- السنوات المسروقة من العمر
- المكبوت تحت الضلوع يخرج للشارع
- ما لا ُيكتب لا يوجد أبدا
- المعارضون للصهيونية بالبرلمان الإسرائيلى
- بعد ازدراء الأديان .. ماذا نشهد من ظواهر؟
- أى أنواع الموت يختار؟
- حتى يا جوافة؟
- هزائم متكررة لم تكسر القوقعة


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - العاطلون والعاطلات عن العمل المنتج