أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - رجال الدين .. بين العزلة و التسلّط ..!!














المزيد.....

رجال الدين .. بين العزلة و التسلّط ..!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس من العجيب أن ترى المتخلف و الرجعي ، مصابا بداء حب الذات و "النرجسية" إلى حد تأليه الذات ، و ما نراه الآن من فشل العراقيين في تشكيل الحكومة و إقامة ديمقراطية حقيقية ، هو نتيجة طبيعية لثقافة سياسية "طائفية ـ قومية عنصرية" ، فكل جزء من المكونات الأكبر للعراق "الشيعة ـ السنة ـ الأكــراد" كل واحد من هذه القطاعات يفسر الديمقراطية حسب هواه ، و كل منهم يريد ديمقراطية تناسبه ، كالملابس تماما ، و كأن خلق دولة أمر يتعلق بالمثاليات ، فالشيعي مرعوب و خائف من "المرأة العارية" و "السافرة" و "الزواج المثلي"!! و كأن العراقيين ليس لديهم أي مشاكل و كأن كل العراقيين "ملائكة" تتهددها الديمقراطية "العارية"!! ، أما الزعماء الأكراد فهم يريدون ديمقراطية "الأذواق" و هي أن تكون الديمقراطية مفصلة على جسد "السيد الرئيس ـ عز و جل" الذي هو الحضرة المقدسة التي يجب أن لا يقربها أي عبد "آثم" فينال هذه الحضرة المقدسة المعصومة بكلمة فيها "سوء أدب" أو تجريح للسادة المسئولين "رضي الله عنهم و أرضاهم" ، أما السنة فهم لا يزالون في أبراجهم العاجية حالمين بحكم العراق و أن يروا الشيعة و الأكراد راكعين ساجدين لهذه الأقلية ذات الدم الممتاز و من ورائهم "الأمة العربية" ذات المهزلة الفاضحة .
لقد أجمعت هذه الكتل على أن تخلق العوائق في طريق الديمقراطية الحقيقية ، و هي التي يجب أن تخطو نحو "العلمانية" الكاملة ، و بدون ذلك سوف نبقى كعراقيين ، ندور في حلقة مفرغة لا مخرج منها ، و العلمانية الحقيقية التي ندعو إليها لا تعني قط "الوقوف ضد الدين" ، بل هي تمنح المتدين و الملحد و اللا أدري ، فرصة متساوية لحرية الاختيار ، ففضلا عن حرية تغيير الدين أو إنكار الدين أو العكس ، التدين و إنكار الإلحاد ، هذه الأمور ستقوي الدور الديني بدلا من إضعافه ، فمثلا ، كانت المسيحية دينا قويا قائما على الإقناع ، إلى أن حل القرن الرابع الميلادي ، بعد عام 312 م تحديدا ، عندما أعلن الإمبراطور "قسطنطين" أن المسيحية هي دين الدولة الرسمي ، تحولت المسيحية السمحة إلى لعبة بأيدي الأباطرة و الباباوات فكانت الدولة تـُكره المواطنين على عقيدة معينة بحجة أنها مسئولة عن "نقاء الدين و العقيدة" ، لكن في أواسط القرن 16 الميلادي و بفضل دعوات جون ويكليف و مارتن لوثر الألماني ، عاد الدين مسألة حرية اختيار بين الإنسان و الله .
الأمر نفسه حدث و يحدث مع الإسلام ، فالإسلام على عهد النبي و سنوات من حكم الإمام علي ، كان دين اختيار و قناعة ، لكن تبني "معاوية" و سائر الدول التالية للإسلام "الرسمي" جعل من الإسلام سلاحا ماضيا بيد السلطة الغاشمة و شهوات الحـــاكم و عصابته و ملايته ، و الأمر ذاته تكرر مع المذهب الشيعي ، الذي كان يمثل الفرصة الأخيرة للإسلام ، لو لا أن السيد الخميني أنتج نظرية "ولاية الفقيه" التي حولت الدين "السمح" إلى فلسفة شريرة تريد التدخل في كل تفاصيل الحياة بحجة "الحفاظ على إيمان الناس" ، لقد كان على الملاية الشيعة التخلص من الخيارين الخاطئين ، فلا أن يطلقوا السياسة "ثلاثا" و ينكمشوا و يتقوقعوا في أكواخهم و مساجدهم و حسينياتهم ، أو الاختيار الخاطئ الآخر ، ألا و هو "الحكم الديني" و إضاعة ثروات الشعب ـ على الطريقة السنية ـ في بناء القباب و القبور دون حياة الناس ، و كان عليهم أن يتخذوا الموقف الوسط و الواقعي و الذي يضمن مشاركتهم الطبيعية في الحكم و السياسة ، و هو المشاركة في نظام "علماني" ديمقراطي يسمح لهم بالعمل جنبا إلى جنب مع العلمانيين .
إن الملاية الشيعي ، ليس كذلك السني التابع للسلطة و الحكومة مع ملاحظة أنهم ـ أي الملاية السنة ـ تابعون للأحزاب القومية منذ سقوط البعث في العراق ، أما الملاية الشيعي ، و هو أكثر تأثيرا بالسلب و الإيجاب ، كونه ينطلق من الشعب أو الجماهير ، لكن أحيانا نرى أن أكثرية هؤلاء المعممين يتحولون ، إما لضعف الشخصية أو التشوه الثقافي ، إلى ببغاء آخر يكرر ما يردده العامة ، و أغلبيتهم جاهلون ، بدلا من أن يوجه الجماهير نحو البحث عن الحقوق و الحرية و الحياة الأفضل ، كما أن الخط الديني الشيعي قد تشوه بفعل تبني "التشيع السياسي" للمصطلحات الماركسية و الشيوعية و القومية و خلطها بالعاطفة الدينية و الخروج أحيانا بردود أفعال مضحكة و مجانبة للصواب .
مثلا نجد أن "ولاية الفقيه" تتبنى ذات المصطلحات "الإرهابية" التي تبناها "بن لادن" و "السلفية الرجعية" و العداء تجاه الآخر أصبح سمة عامة لكل ما هو مسلم ، حتى أصبحت كلمة "إسلام" مرادفة لكلمة "كراهية" ، و يا ليتنا كرهنا الظالمين ، إذا لكان ذلك رائعا و هو مطلوب ، لكن أن نكره كل ما هو غربي و مسيحي و يهودي و بوذي و ..الخ ، فذلك حقا عيب و نقص في فهم الدين ، و ما بعده من عيب ، و كمثال ـ هذا ما ردده الإعلام على الأقل ـ نجد الرفض المتتالي من قبل السيد السيستاني لاستقبال مسئولين أمريكيين و رفضه أخيرا قراءة رسالة الرئيس "جورج بوش" ، بينما استقبل وزير الخارجية الإيرانية السابق "خرازي" ، لو كان رفض سابقا بحجة عدم التعاطي في السياسة ، فلماذا يستقبل وزيرا دون آخر ؟! .
إنها لغة الكراهية لا أكثر ، على الأقل لم أجد تفسيرا أو تعليلا آخر غير هذا ، و كان عليه ، و هذا واجب كل رجل دين ، الاستجابة لكل حوار و من أي طرف كان ، الانعزال ليس حلا ، و كذلك هي ولاية الفقيه ، الحل هو نبذ العقلية القديمة و مشاركة المراجع و رجال الدين في مجتمع عــلماني و ديمـــقراطي متكامل .



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون يهينون -النبي-... فمن يقاطعهم ؟!!
- إيران و .. الدور القذر !!
- أخطاء و جرائم .. نظرة للواقع العراقي .
- جواد المالكي و ((البصاق على الذات أو .. الكوميديا المبكية)) ...
- العراق .. و الأحزاب المفخخة !!
- متى نتعامل .. -بالمنطق العراقي-؟!!
- حياتي و 11 سبتمبر - الفصل الرابع و الأخير
- حياتي و 11 سبتمبر - الفصل الثالث
- حياتي و 11 من سبتمبر
- حياتي و 11 من سبتمبر
- القلم -يذبح- أحيانا..!!
- كوميديا -العقل العراقي-!!
- كاريكاتير العالم -الإسلامي-!!
- هل أصبح -العراقيون- غرباء في بلدهم ؟!!
- ترشيح الجعفري .. خطوة ديمقراطية -
- وزارة التقوى و تبديد المال العراقي
- حكومة جديدة !! أم حديقة -عشائر-؟!!.
- من يعاقب العالم -الظلامي-!!
- كاتب قومجي و موقع طائفي !!
- محاكمة -صدام- تحت المجهر..


المزيد.....




- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...
- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - رجال الدين .. بين العزلة و التسلّط ..!!