|
معركة ما بعد ادلب
ماهر ضياء محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5987 - 2018 / 9 / 7 - 12:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معركة ما بعد ادلب
كل المعارك التي خاضها الجيش العربي السوري وحلفائها في كفة، ومعركة ادلب في كفة ثانية ، لأنها المعركة التي لا تقبل القسمة على اثنين ،معركة خارطة الطريق لمرحلة جديدة تضع النقاط على الحروف، وتضع لحد لازمة امتدت لأكثر من سبع سنوات ، قتلى وجرحى بلغت الآلاف من الأبرياء ، ونازحين تجاوز الملايين ، و دمار شامل وخراب لأغلب مدن سوريا . في معركة ادلب صورة تختلف عن كل المعارك السابقة ، لان كل إطراف يحاول كسبها مهما كان الثمن عن طريق الحوار والتفاوض ، وأخر يريد لفوهات البنادق والمدافع تنتهي المعركة،آخرون يحاولون تحقيق مصالحهم عن طريق بوابة الآخرين،وبأي صورة تنتهي المعركة عن طريق الحوار أو السلاح . و فريق يريد الانتصار وتحقيق غاياته أو أهدافه لكن عبر أطالت أمد الأزمة لطول مدة ممكنة ، لأنه يدرك أن نهاية المطاف سيكون الخاسر الأكبر حسب الكثير من الدلائل من هذا النزاع الطويل ، فكل إطرافها تحاول الخروج من هذه المعركة رابحة وليست خاسرة ، لان تبعات خسارته ستكون لها مردودات سلبية للغاية عليه،وانعكاساتها ستجر عليه الويلات ثم الويلات،وسيتحمل الكثير من الخسائر في هذا القضية وقضايا أخرى. وسط هذه المشهد المعقد للغاية ، تحشيدات وتعزيزات من جانب الجيش السوري وحلفائها لشن هجوم واسع على المدينة ، ليكون عليها مواجهة الفصائل المسلحة وهي العقبة الأولى لها في المدينة، والتهديدات من الجانب الأمريكي بضربة القوات السورية لو هاجمت المدينة ، ليبقى أهل المدينة في حالة من الخوف والترقب ، وينتظرون ما ستؤول عليه الأمور خلال الأيام القادمة . صعوبات أو تعقيدات معركة ما ادلب في عدة قضايا ، حسب كل الدلائل والمؤشرات الهجوم على المدينة قادم لا محال ، مجرد مسالة وقت لا أكثر ، وأيضا الانتصار سيكون لكفة الجيش السوري وحلفائها ، والمعارك الأخيرة له خير دليل على ذلك . عشرة ألاف مقاتل يقدر أعداد المقاتلين المتواجدين في المدينة مع عائلتهم ، قد يقتل ألف أكثر اقل البقية ما هو مصيرهم ، هل يتم نقلهم إلى أمكان أخرى بموجب اتفاق كما جرى في السابق ، وأين يتم نقلهم إلى إمكان في داخل سوريا أو خارجها، واغلب الأراضي حررت ولم يتبقى إلا مناطق محدودة جدا، وبطبيعة الحال الحكومة السورية لم تقف مكتوفة الأيدي و تشن هجوم عليها لتحريرها وهذا حقها الطبيعية ، أما يتم إعادتهم إلى بلدانهم لان اغلبهم من جنسيات ليست عربية أو سورية أصلا ، وبلدانهم لا ترغب في عودتهم لأنه يشكلون خطرا على أمنهم . ولو فرصنا جدلا تم حل معضلة المقاتلين يكون الدور في المرحلة المقبلة التواجد العسكري لجميع الإطراف، ووجودكم لا قانوني ولا شرعي ، لان حجة حلفاء سوريا الحكومة السوية هي من طلبت مد يد العون والمساعدة لنا ، وبموجب اتفاقيات تعاون مشترك بين الجانبين ونفس السؤال يتكرر ما هو مصيركم ، وحجة الإرهاب قد انتهت وزال خطرها ، والحكومة الشرعية حررت أراضيها وبسط سلطتها ، وتريد بدء مرحلة جديدة من الأعمار والبناء وعودة النازحين إلى ديارهم ، التي تحاول عدة إطرافها أعاقتها لأسباب عديدة منها ، فشل مشاريعهم في سوريا . القوى المتصارعة في سوريا ستكشف أوراقها في وقتها ، وستكون كل الأمور واضحة كوضوح الشمس ، حجة بقائكم انتهت ، لتبدأ المعركة الحقيقية للازمة السورية وستكون كل الاحتمالات واردة ، أما تكون لغة القوة والسلاح هي اللغة التي تحسم المعركة ، وهذا الخيار مستعبدا جدا ، لان كل طرف يدرأك عواقبه لو وصلت الأمور إلى هذا الحد . أو عن طريق الجلوس إلى طاولة الحوار والتفاوض وابرم اتفاقية أو عدة اتفاقيات تضمن للجميع مصالحهم والخروج من الأزمة بأقل الخسائر ، ويحققوا بعض مكاسبهم السياسية والاقتصادية ، وهو الحل الأمثل للنزاع السوري وأفضل الخيارات المتاحة لكل أطراف القضية. ماهر ضياء محيي الدين
#ماهر_ضياء_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النائب بين حربين الذات والمكسب
-
الجلسات البرلمانية
-
هل انتهت مهمة السيد العبادي ؟
-
الكتلة الاكبر ودورها في اتخاذ القرارات الحاسمة
-
حكومة الاغلبية او التوافقية
-
روسيا تنذر حلفائها
-
بشرطها وشروطها
-
اصحاب المهن
-
الكرد كدولة
-
الحشد الشعبي بين الدور الاساسي والمحرقة السياسية
-
ايران وتركيا تحت المطرقة الامريكية
-
نواة تشكيل الكتلة الاكبر
-
المعارضة
-
المحور الوطني
-
من زوايا اخرى
-
التجربة العراقية
-
انتخابات ايار
-
السيستاني العميل
-
عش الدبابير
-
مصلحة البلد
المزيد.....
-
تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد
...
-
وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي
...
-
-رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع
...
-
هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن
...
-
بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
-
صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
-
عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط
...
-
8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|