دينا سليم حنحن
الحوار المتمدن-العدد: 5976 - 2018 / 8 / 27 - 17:21
المحور:
الادب والفن
السنوات دبابيـس
الذكريات دبابيـس
الأوطان دبابيــس
فم العقرب، شارب النملة ودودة القز التي تزحف خائفة في حديقتي، ساق الوردة وحتى ريشة الطائر، كلها دبابيس.
في المهجر تشعر بالبرد أكثر، عفوا في الغربة، كما اتفق على تسميتها، يلفحك الهواء ليلا مثل الدبابيس.
لنعد إلى الخلف قليلا.
في المدينة التي عشت فيها أيام الصّبا، كلما رنّ جرس الباب، سألنا قبل أن نفتح:
- ميــــن؟؟
إن كان ضيفا ثقيلا – أطلقنا عليه لقب (الدبوس...ما بطلع بس بفوت)!
أما في الضيعة التي عشت فيها أيام الشّباب، فكلما رنّ جرس الباب، قلنا:
- تفضّـــــــل...بكل اعتزاز واطمئنان حتى لنجد الضيف قد أصبح داخل البيت مثل الدبوس!
في بريزبن الأسترالية، المدينة التي أقيم فيها الآن، لا أحد يطرق الباب!
لا يوجد دبابيس
الباب مغلق حتى الربيع القادم.
لا تغيب عن بالي كبكوبة الدبابيس التي اعتمدتها والدتي في معصمها عندما خاطت لي فساتين الشباب، شكني دبوس بلون الذهب فصرختُ:
- شكني دبّوس في خاصرتي يا أماه!
هي في أمريكا الآن وأنا هنا...سبعون بحرا يفصل بيننا، إرمِ الدبوس في المحيط يغرق المحيط ويبقى الدبوس مثل الدبوس في القاع!
#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟