التعبئة والتغليف والصادرات المصرية

محمد نبيل الشيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5950 - 2018 / 8 / 1 - 15:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

بداية يتعين طرح التساؤلات الآتية :
- هل ننظر إلى التعبئة والتغليف نظرة علمية باعتبارهما من أهم عناصر التسويق الجيد ؟
- هل وضع في الاعتبار متطلبات الأسواق الخارجية من أشكال العبوات ونوعية الأغلفة .
- هل نراعى في العبوات قدرتها علي تحمل العوامل المناخية (رطوبة / حرارة / أمطار ..) آو العوامل البشرية ( نقل / مناولة / تخزين .....) ؟
هل ندرس طبيعة العبوة ومواصفاتها المطلوبة من حجم ... وشكل ومدى مناسبتها للمواد المعبأة ...... الخ ؟
إن الإجابة علي هذه التساؤلات تعني إلقاء الضوء علي أهمية التعبئة باعتبارها من أهم السياسات التسويقية ....
ولا شك أن القصور في وضع سياسة تعبئة وتغليف تناسب الأسواق الخارجية من أكثر المعوقات التي تحد من زيادة الصادرات ، فالتعبئة والتغليف الجيدين بالإضافة إلى دورهما في حماية السلع من التلف فإن من أهم وظائفهما الأخرى :
- تيسير نقل وحيازة السلع من المنتج إلى المستهلك .
- تسهيل عمليات الشحن والمناولة والتخزين .
- الإعلان والترويج للسلعة داخلياً وخارجياً .
- الدعاية للسلعة وإقناع المستهلك أو المستخدم بخصائصها وكذا خلق طلب جديد عليها ، في حين إن عدم الالتزام بالمواصفات السليمة للتعبئة والتغليف يعني فساد أي فرص تسويقية للمنتجات حيث يعمل هذا علي :
- ارتفاع تكاليف النقل والمناولة والتخزين .
- تسلم السلع في حالة سيئة .
- إعطاء انطباع سيء للمستهلك عن السلعة قد ينتهي بفقر السوق حيث أن التغليف غير المناسب والتعبئة غير السليمة يؤدياً إلى نفور المستهلكين تحت تأثير معنوي يزكيه الانطباع بأن (العينة بينة) أو ( يدرك الشيء من عنوانه)
..... والواقع أن الصادرات المصرية في حاجة إلى تعميق أهمية التعبئة والتغليف كأحد عناصر تنمية الصادرات حيث أن هناك عيوباً تلازم الصادرات المصرية فيما يتعلق بالتعبئة والتغليف ....... وأبرزها ... ما يلي :-
المظهر الخارجي :
يفتقر المظهر الخارجي لمعظم العبوات للجاذبية بل قد تدفع المستهلك إلى الفتور من السلعة المعروضة .
قوة الاحتمال :
لا تتفق قوة احتمال وحدات التعبئة مع تعدد مرات المناولة والنقل التي تقترن بعملية الشحن مما يعني عادة وصول السلع ناقصة وبعضها يصل في حالة غير صالحة بسبب ضعف وحدات التعبئة وسماحها بنفاذ محتوياتها وهذا كله يعني عدم مراعاة الاسس السليمة للتغليف وأهمية حماية المحتويات ضد التقلبات المناخية .
عيوب تتعلق بتميز الرسالة علي العبوات :
...... وابرز هذه العيوب :
- الإهمال في كتابة البيانات علي العبوات أو في البطاقة الخاصة بالسلعة .
- كتابة البيانات بطريقة غير واضحة أو استخدام مواد غير ثابتة تختلط أو تختفي عند تعرضها للتغيرات الجوية .
- ترك الرسالة بدون تميز بالكامل للرتب أو تاريخ الصلاحية .
- عدم كتابة البيانات بلغة أخرى جانب العربية .
- عدم اتفاق المواد التي تضع منها وحدات التعبئة ومتطلبات السوق وظروف السلعة بها .
فمثلا لا يؤخذ في الاعتبار طبيعة المكان المصدر إليه السلعة ومن ثم تتعرض السلعة إلى ظروف غير مناسبة كصدأ بعض منتجات النسيج عند تثبيتها بدبابيس إبرة في ظروف السريع.
- عدم اتفاق سعة وحدات التعبئة مع متطلبات السوق
فقد يطلب السوق شكلا أو نمطاً معيناً لوحدة التغليف تضمن استخدامها بيسر وسهولة وهذا ما لم يتم تداركه من قبل المصدر المصري .
- عدم اتفاق وحدات التعبئة مع متطلبات السلعة المعبأة ذاتها .
فكثير ما تحدث مشكلات من تفاعل وحدات التغليف مع السلعة المعبأة .... وهذا يؤدي إلى رفض الأسواق للسلع المصدرة ولفظها تماماً .
وهنا يمكن أن نصل إلى نتجية ودلالة هامة :
أن الصادرات المصرية في حاجة إلى سياسة تعبئة وتغليف جيدة تأخذ في حسبانها العيوب التي أشرنا إليها ..... وإن نجاحنا في الحد منها أو القضاء عليها يعني أننا وضعنا أيدينا على واحدة من أكثر المشكلات حده بالنسبة للتصدير والآمال المعقودة علي تنشيطها .... واكتساب أسواق جديدة .

#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل