أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - كلماتي إلى رائف بدوي عن الحياة والموت














المزيد.....

كلماتي إلى رائف بدوي عن الحياة والموت


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5918 - 2018 / 6 / 29 - 15:10
المحور: الادب والفن
    


طرقتُ بِسِرِّي على بابِ الجسدِ
انفتحَ بابُ مدينةِ الشيطانِ لي
الشياطينُ فيها رشيقةُ القدِّ
جميلةُ القدِّ
رفيعةُ القَدْرِ
قادرةٌ على كلِّ شيءٍ من أجلي
ساهرةٌ على تطبيقِ القانونِ بِحَدِّ المُتْعَةِ للذينَ تعبَّدوا للهِ عبادتَهُمْ للمالِ وللطبيعةِ وللمهديِّ على حَدٍّ سَواءْ
قلتُ لها شهواتي فوقَ الحدِّ
تجاوزِ الحدودَ
أنتَ هنا في نيرانِ الحياةِ قالت لي
أَلْبَسَتْنِي ثيابَ العَرُوسِ
كانَ الحِدادْ
وجعلتني أضحكُ في وقتٍ كانَ البكاءُ فيهِ من مُتَعِ الحياةِ عندي
وجعلتني أقهقهُ
وجعلتني أُقاتلُ الخمرَ
أجمعُ بينَ الأفكارِ والأثمارْ
وجعلتني أحيا جوعًا أحيا ظمأً أُثْبِتُ النفيَ بنقضِ الحقيقة
وجعلتني أتشاكلُ بسِرِّي
أُسقي الماءَ وأَشْرَبُ المنيَ
أتمتعُ بكامِلِ حريتي


طرقتُ بسرِّي على نافذةِ الجسدِ
انفتحتْ نافذةُ مدينةِ اللهِ لي
الملائكةُ فيها ببدانةِ السفنِ
عديمةُ الشكلِ
سيئةُ الخُلْقِ
قادرةٌ على كلِّ شيءٍ ليسَ من أجلي
ساهرةٌ على كبحِ الغرائزِ الجنسيةِ كلِّ الغرائزِ غريزةُ الأمومةِ غريزةُ البقاءِ غريزةُ القطيعِ غريزةُ البيتِ الأبيضِ غريزةُ التغويطِ تحتَ الضغطِ والإكراهْ
قلتُ لها الجنسُ موتي الأحمرُ بعدَ الأسودِ
تجاوزِ الحدودَ
أنتَ هنا في جنانِ الموتِ قالت لي
ألبستني ثيابَ الحِدادْ
كانَ العُرْسُ
وجعلتني أُصَعِّدُ زفراتٍ طويلة
وجعلتني أَحِنُّ إلى قبرٍ هُوَ للثديِ حديقة
وجعلتني حَلَمَةً في صُندوقِ التوفيرِ
وَهْمِيَّةٌ تُهْمَتِي كأسبابِ الاتهامْ
وجعلتني أَنْقُرُ بمناقيري أَخْلُبُ بمخالبي أعُضُّ بإيميلاتي
وجعلتني أُميتُ الشياطينَ التي في سِرِّي
أرقصُ رقصةَ الأمواتِ وأَزِفُّ إلى الأحياءِ نَبَأَ مَوْتانِ الفؤادْ
أُهَلِّلُ حزنًا وعينايَ تَنْهَلَّانِ بالدموع


النارُ لأهلِ الجنةِ نعمةٌ
آه يا أخي!

الجنةُ لأهلِ النارِ محنةٌ
أه يا أخي!


يا أخي
هل تأتي معي؟


الموتُ لأهلِ الشرِّ نعمةٌ
آه يا أخي!

الحياةُ لأهلِ الخيرِ محنةٌ
آه يا أخي!


يا أخي
هل آتي معك؟


طرقتُ بِسِواري على بابِ الصحراءِ
انفتحَ بابُ مدينةِ الرملِ لي
الأعرابُ فيها شموسُ العقلِ
أقمارُ القلبِ
نجومُ النفسِ
الكونُ لهم أحكامٌ ولي
الحياةُ في عُرْفِهِمْ رملٌ وذهبٌ ضوءٌ ولهبٌ ظلالٌ وفساتينُ النساءْ
قلتُ لهم ما الرملُ والذهبُ في عُرفي
ما الضوءُ واللهبُ
ما الظلالُ وفساتينُ النساءِ وأنتَ تقبعُ في سوادِ الليلِ بينَ القضبانْ
وأنت تفكرُ في كندا
وأنت تَحِنُّ إلى الثلوجِ
وأنت تنادي
وأنت تتعلمُ
وأنت تبكي
وأنت تحلمُ
وأنت تكلمُ الفَراشاتْ
عَدَلوا ببصرِهِم عنِ الوجودِ إلى وجودِكَ الموجودِ بذاتِهِ الموجودِ لذاتِهِ
الرملُ فاشيٌّ والذهبُ دكتاتوريٌ الضوءُ استبداديٌّ واللهبُ تسلطيٌّ الظلالُ للكثبانِ العدمُ وفساتينُ النساءِ للرجالِ عارُ الأمةِ وعورةُ جامعةِ الدولِ العربية
لا القرآنُ
لا الإنجيلُ
لا رأسُ المالِ
مكةٌ أرضُ غَيْرِ صلاةْ
كانَ عَدْلَهُم
حرروني من سِواري وقيدوني بِسِوارِكَ
فرأيتُ الدنيا سوادًا


طرقتُ بِسِوارِكَ على نافذةِ الصحراءِ
انفتحَتْ نافذةُ مدينةِ البحرِ لي
الأعاجمُ فيها مناراتُ الجَهْلِ
سفنُ النَّزَقِ
أقواسُ الحَنَقِ
المِلْحُ لَهُمُ اقتصادُهُمُ السياسيُّ ولي
الموتُ في عُرْفِهِمُ الآلاتُ المملوكةُ لغيرِهِم مِلاكُ الإدارةِ مِلاكُ الاحتياطِ المَلاكُ الحارسُ في ممالكِ الحيوانِ والنباتِ والجمادْ
امتلكوا نواصِيَ الأمرِ
عرفوا من نيفادا أنكَ تحبُّ أكلَ العسلِ في الصباحْ
كنتَ مثلي
العسلُ والقهوةُ والبيضُ المقليُّ والقوسُ والقزحُ والقُبَلُ كانت لهم تعويضَ الاستملاكْ
الموتُ تكنولوجيٌّ ينبضٌ بِوَهْنِي أنا واهِنُ العقلِ
عاشقُ نَيْكَ الجسدِ الميتِ الذي لِغُلْمَتِي
نبشتُ قبرًا رقميًا
سحقتُ عظامَ البحرِ
حملتُ ناطحةَ سحابْ
أَدْهَشْتُهُم بِفِعْلي
الحيوانُ ليبراليُّ والنباتُ ديمقراطيٌّ والجمادُ جمهوريُّ والملاكُ الحارسُ ماريلين مونرو العاريةُ من كلِّ إدارةٍ واحتياطْ
الموتُ أخوكَ وهيئةُ الأممِ أختُكَ في بيغالَ وأختي
لا الآلاتُ
لا السمكُ
لا التفاحُ
نيويوركُ أرضُ غَيْرِ تِمْثَالْ
كانَ ظُلْمَهُم
قيدوني بِسِواري وحرروكَ من سِوارِكَ
فرأيتَ الدنيا بياضًا


النارُ لأهلِ الرملِ نعمةٌ
آه يا أخي!

الماءُ لأهلِ البحرِ محنةٌ
أه يا أخي!


يا أخي
هل تأتي معي؟


الموتُ لأهلِ التطورِ نعمةٌ
آه يا أخي!

الحياةُ لأهلِ التنورِ محنةٌ
آه يا أخي!


يا أخي
هل آتي معك؟



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات رائف بدوي عن الحياة والموت
- أمريكا بين الأوبك والرينبو
- يا حكام طهران إني أحذركم!
- فطبول!
- ابن سلمان أيها الكاراكوز الأمريكي!
- تداعيات اقتحام مطار الحديدة
- نقد ذاتي
- لندنيات زاي
- لندنيات واو
- لندنيات هاء
- لندنيات دال
- لندنيات ج
- لندنيات ب
- لندنيات أ
- صلوات سياسية 7
- صلوات سياسية 6
- صلوات سياسية 5
- صلوات سياسية 4
- صلوات سياسية 3
- صلوات سياسية 2


المزيد.....




- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - كلماتي إلى رائف بدوي عن الحياة والموت