أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - لندنيات دال














المزيد.....

لندنيات دال


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5898 - 2018 / 6 / 9 - 17:12
المحور: الادب والفن
    


في لندن، هناك أصحاب القرار اللارسميون الذين بيدهم المفاتيح، وهناك أصحاب القرار الرسميون الذين ليسوا سوى أصابع للتنفيذ، "رسميًا"، بينما هم، في الحقيقة، بيادق: رئيسة الوزراء البريطانية بيدق، وزير خارجيتها بيدق، وزير ماليتها بيدق، وزير اقتصادها بيدق، وزير ثقافتها بيدق، كل باقي وزرائها بيادق، وإن شئت، براغٍ، في ماكينة. إذن، اللقاء الذي تم بيني وبين أحد أصحاب القرار اللارسميين كان لقاء من أعلى المستويات، ومن أهم اللقاءات.


أخبرني "المستر" باهتمام المملكة المتحدة بطروحاتي، اهتمام يمكن رفعه إلى أعلى مستوى، وهو يعني بذلك استساغة الأجهزة الاستخباراتية الأربعة التي أحدها الجهاز الاستخباراتي البريطاني والتي تحكم العالم، لكن استراتيجيتهم العالمية تملي عليهم التريث لشروط جيوسياسية هم من ورائها، ولهذه الشروط الجيوسياسية امتداد في الزمان، موضوعي من وجهة نظرهم، يجب قطعه، وهم يقطعونه ليس مشيًا على القدمين أو بعدد الساعات والأيام، هم يقطعونه بتأثيره على مصالحهم تأثيرًا طويلاً أو قصيرًا. لهذا السبب، هم يتعاملون مع كل المؤسسات ذات المشاريع العالمية، وعلى كافة أنواعها، سياسية مالية اقتصادية ثقافية إلى آخره، تعاملهم مع المنتَجات، فقوس قزح منتَج لشروط جيوسياسية جديدة، لوضع جيوسياسي قادم. وطالما أن منتَجًا آخر هناك وضعه قائم وشروطه لم تستنفد، طالما أن قيام "المؤسسة" لن يتحقق في الحال كما أصبو، أو، على الأقل، كما أرى في كافة أبعاده.


أعطاني "المستر" النايلون مثلاً قديمًا كمنتَج تم اكتشافه في العشرينات من القرن الماضي، ولم يتم تسويقه إلا في الأربعينات من نفس القرن، ليس لأن هناك في المخازن من القطن ما كان من اللازم تصريفه، لأن هناك شروطًا استهلاكية عالمية لم تكن تسمح بذلك. وكذلك أعطاني علاج كل أنواع السرطان مثلاً جديدًا كمنتَج اكتشف في أيامنا، ولم يسوّق، فشركات الأدوية الاحتكارية سائرة في إنتاج منتجاتها التي بنت عليها أحدث مصانعها، وهي ليست على استعداد لإنتاج منتجات أخرى. إنها دومًا الشروط الخاصة بالمنتَج، سواء أكان مادة استهلاكية أو مؤسسة عالمية، بانتظار أن يحين الوقت، ويتبدل الوضع.


عارضت "المستر"، أعطيته السمارتفون مثلاً قديمًا جديدًا، السمارتفون كمنتَج ومنتِج لشروطه، فكل عام أو عامين لدينا موديل جديد، بينما بالإمكان إضافة بعض القطع على الموديل القديم، ليفي ذلك بالمطلوب. حقًا هناك صعوبات في جمعه، وهناك عقبات في إعادة تصنيعه، لكن من غير المستحيل تجاوزها عن طريق برمجة استرداد "أمازونية" (بالنسبة إلى أمازون) وبرمجة استعداد تكنولوجية.


كنت مفحمًا.


اتفقنا، أنا و "المستر"، على أن هناك منتَج ومنتَج، المنتَج الذي ينتِج لشروطه، والمنتَج الذي تنتجه الشروط، وتعمق الحوار بيننا.


قال لي "المستر" إن العلاقات بين الدول، على الرغم من الاستراتيجية العالمية للأجهزة الاستخباراتية الأربعة، تتأثر ببعضها، وتؤثر في بعضها. أعطاني مثلاً حيًا عن سوريا، مثلاً حيًا أقول بينما هي معلومة مهولة سربها لي: منذ عدة أيام، تم اللقاء بين رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي والسفير الإيراني لدى الأردن في أحد فنادق عمان للاتفاق على تقسيم سوريا (الذي تم)، درعا وجنوب سوريا تحت مسئولية إسرائيل والأردن وأمريكا، عفرين وشمال سوريا تحت مسئولية تركيا والحلف الأطلسي، دمشق ووسط سوريا تحت مسئولية إيران وروسيا. وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على عدم مصداقية آلاف المقالات التي دبجها الأمخاخ عن محور مقاومة وتصدير ثورة وصراع نووي إيراني أمريكي إسرائيلي. هناك، يا عمي، منتَج سياسي مالي اقتصادي ثقافي بطيخي من اللازم تسويقه وكفى، ولتسويقه هناك شروط ينتجها أو تنتجه، وليس في الأمر أي تلويح إلى خيانة إلى عمالة، هناك كل اعتبار لمصلحة لبراجماتية.


كانت الخلاصة التي توصلنا إليها، أنا و "المستر"، هي التالية: إيران بإمكانها أن تدفع كل الأطراف المعنية إلى إنتاج قوس قزح كمنتَج فيه مصلحتها أولاً وقبل كل شيء، مصلحتها النابعة من مصالح الآخرين، فالاستراتيجية "للضرورة أحكامها" هي استراتيجية جدلية. وإيران بتحركها باتجاهي، تُحَرِّك الدول الأخرى، وخاصة تدفع الأجهزة الاستخباراتية الأربعة التي تحكم العالم إلى تعديل استراتيجيتها إن لم يكن تبديلها.


بين إيران وبيني خطوة واحدة تقطعها، فتدخل العصر من باب قوس قزح، ويدخل العصر من باب إيران.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لندنيات ج
- لندنيات ب
- لندنيات أ
- صلوات سياسية 7
- صلوات سياسية 6
- صلوات سياسية 5
- صلوات سياسية 4
- صلوات سياسية 3
- صلوات سياسية 2
- صلوات سياسية 1
- أمريكا وإيران بين واقعين حقيقي ووهمي
- كم أود أن أكون مع أمي في النار
- إيران والغرب مصلحتهما في العلمانية واللاإيديولوجية: ماليزيا ...
- إيران والغرب وقوس الله
- الظمأ يجتاح إيران: زاينده رود نموذجًا!
- غزة تغسل بدمها أقدام الجبال
- عزف منفرد على كمان ماخور
- القدس وطهران تلعبان الغميضة مع واشنطن
- احنا حمير عشان نبلع ما يدور بين إيران وإسرائيل؟
- ترامب وخامنئي


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - لندنيات دال