أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال حكمت عبيد - القارب














المزيد.....

القارب


جمال حكمت عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 5917 - 2018 / 6 / 28 - 04:14
المحور: الادب والفن
    



عند ساحل الشاطئ الهادي، وبينما كنت أسير في المكان، لمحت قارباً صغيراً عائماً فوق الماء.اقتربت اليه، لم يكن هناك احد غيري فركبته، أخذتُ أعوم معه في الشاطئ مستمتعاً بركوبه، أدفعه بالمجذاف بهدوء فيسير بي الى بعيد وسط البحر؛ حتى أصبحت أنا ونفسي والقارب وحيدين في المكان، غطاؤنا السماء الزرقاء الصافية ،وارضنا الماء الهادئة.
هالة رمادية أحاطت وجهي، تُذكرني بعمري الذي مضى، تارة تؤنسني وتارة تؤلمني، تمر أمامي وجوه ومواقف احببتها وأخرى لم أحبها، هي تأتي لوحدها لا اعرف كيف تأتي؟ ثم أعيد التأمل في المكان والسماء، سبحان من خلق، حقا كنت بحاجة الى هذا كي أعيد انفاسي من جديد، وبمرور وجه حبيبتي الصافي كصفاء وجه الماء، أترك القارب وابحر معها على ظهر حورية البحر الى أماكن قصص الأحلام، بعيدا الى أرض "يوتيبيا" التي ابحث عنها من زمان.
فجأة! تغير المشهد، بتُ جالساً في القارب لوحدي، اختفت الحورية ولا أثر لحبيبتي، وانتشرت السحب السوداء بكبد السماء كأنها سفينة قرصان احاطت قاربي، وازاح هبوب الريح وارتفاع الموج هدوء المكان، قاربي يترنح كمن شرب قارورة خمر، كيف السبيل الى الخلاص والعودة وقد أصبحت بعيدا عن اليابسة، يا الهي انجدني؟ واذا بالأمواج ترتفع وترفع قاربي الى الأعلى وتطرحه فينقلب، اسقط في الماء والأمواج تأخذ القارب بعيداً عني، بقيت في وسط الماء اقاوم الموج، اجذّف لأنقذ نفسي والقارب يبتعد. صراعٌ مجهول وكأنني ذاهب الى الموت لوحدي، وأمل ٌيعتريني بالنجاة...هناك قاربي عائم في الماء انظر اليه وكأنه روحي تمد لي خيوط الوهم لتنقذني، لكنه يبتعد تاركاً جسدي، وبقيت أنا وجسدي اصارع الموج اتحداه ويتحداني، تعبت من التجذيف، حتى شل جسمي عن الحركة وما عدتُ استطيع انقاذ نفسي؛ فغطست في الماء كجردل ممتلئ، وانقطعت انفاسي، اني اختنق اختنق اريد الهواء اين الهواء، واقفز مفزوعا فتسقط قنينة الخمر الفارغة من يدي واذا بي جالس على الأرض، في عرض النهر الخالد بعد ان جف ماؤه، ونظرت حولي ورأيت من كان واقفاً يتأمل لوحده، ومن جلسوا جماعات تحولقوا وكأنهم يتقاسمون شيئاً، وهناك من اتخذ مكاناً ليصلي به، واخر اتخذ مكاناً يقضي فيه حاجته، وكأن النهر الخالد في هذا الزمان صار فسحة للتأمل والتبول.



#جمال_حكمت_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية من بغداد
- ملجأ العامرية
- موسم الذباب...قصة قصيرة
- روزا والبحر...قصة قصيرة
- حلم ومرآة...قصة قصيرة
- براء ...قصة قصيرة
- فِراق...قصة قصيرة
- شهامة عراقي أصيل..قصة قصيرة
- أمي وأوجاع وطن
- وظيفة في دار العجزة..قصة قصيرة
- حرب وأشياء أخرى..ح3..قصة قصيرة
- -ما بين بغداد ورواندا طريق واحد-..قصة قصيرة
- سارت معي..قصة قصيرة
- وفاء امرأة هولندية
- مرفأ بلادي
- عزاء صامت..قصة قصيرة
- ساحة التحرير...
- صانعة الإبتسامة...قصة قصيرة
- حرب وأشياء اخرى..ح2...قصة قصيرة
- رحلة مع الموسيقى...قصة قصيرة


المزيد.....




- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...
- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال حكمت عبيد - القارب