أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال حكمت عبيد - ملجأ العامرية














المزيد.....

ملجأ العامرية


جمال حكمت عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 21:32
المحور: الادب والفن
    


لعبٌ على أوتار العود، وعزفٌ على الناي يتأمل فيه المكان، أطفالٌ أبرياء تتأرجح في الحدائق، تركض في الحقول، تداعب المروج الخضراء، يتقافزونَ.. هذا يلعب لعبة (الختيلة) وذاك يلعب بطائرته الورقية، والفتياتُ الصغيرات يلعبْنَّ لعبة الحبل، يتقافزْنَّ على انغام أوتار العود، وفي كل قفزة ناجحة ابتسامة. نومٌ هانئ على صوت الناي، لا مكان للخوف والبكاء ..كم هو جميل ودافئ ذلك المنظر في بلادي.
في ليلة شتوية غبراء وعلى مدى ساعات انحبستْ فيها الأنفاس، صوتُ صفّارات الإنذار يدوي في كل مكان، يُعلن غارة من طائرات الإنكليز والأمريكان .. تركَ الأطفال فراشهم الدافئ، وختلوا في حضن أمهاتهم. وفي ذلك المكان حيث الجدران المحمية، والسقوف الكونكريتية السميكة ذهبوا. شَعَرَ الأطفال بالأمان وهُمْ في حضن أمهاتهم نيام في ملجأ صُمم بأدق التصاميم ضد الضربات الذرية، فيه من الأكل والشرب يكفي شهر واكثر .صوتٌ قريب واهتزاز ثم صفير عال، شيءٌ يخترق السقف السميك ..مرة واثنتان وظهر وجه الصاروخ وكانه جنّيّ لامع العينين، افزع الأمهات والأطفال! نفخ بوجههم واختفوا في الحال، لم يعد لهم وجهٌ بل صاروا لحماً مشويا، دخانٌ ورائحة شواء في المكان، أنّها عزومة من اِدّعى الإنسانية وحماية الانسان.
وعند الصباح انكشف المكان، لا وجْه للقائد فيه ولا هيئة اركانه كما قالوا بضربتهم المجنونة؛ بل كانت جثث الأطفال وامهاتهم المحترقة.
اِسْوَدّ المكان وسكنت الأرواح، وحزِنتْ السماء، وتحت اليافطة السوداء بقِيَ العود يردد صوت الماضي والحاضر الحزين وعودة الأمل، والناي يُذَكرُهُ بما جرى وكان بعنوان "ملجأ العامرية وصْمَة عار في جبين الإنسانية"
*********
*في 13 شباط (فبراير) من العام 1991 قامت طائرتان أمريكية تحمل قنابل ذكية بقصف الملجأ رقم 25 في حي العامرية ببغداد والمحمي ضد الضربات الذرية والكيماوية وراح ضحية الضربة اكثر من 400 فرد ما بين طفل وامرأة وشيخ .
.



#جمال_حكمت_عبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم الذباب...قصة قصيرة
- روزا والبحر...قصة قصيرة
- حلم ومرآة...قصة قصيرة
- براء ...قصة قصيرة
- فِراق...قصة قصيرة
- شهامة عراقي أصيل..قصة قصيرة
- أمي وأوجاع وطن
- وظيفة في دار العجزة..قصة قصيرة
- حرب وأشياء أخرى..ح3..قصة قصيرة
- -ما بين بغداد ورواندا طريق واحد-..قصة قصيرة
- سارت معي..قصة قصيرة
- وفاء امرأة هولندية
- مرفأ بلادي
- عزاء صامت..قصة قصيرة
- ساحة التحرير...
- صانعة الإبتسامة...قصة قصيرة
- حرب وأشياء اخرى..ح2...قصة قصيرة
- رحلة مع الموسيقى...قصة قصيرة
- ذاكرة مرْميّة....قصة قصيرة
- طائرُ اللّقلق..قصة قصيرة


المزيد.....




- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال حكمت عبيد - ملجأ العامرية