شلّال الكلمات

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 5911 - 2018 / 6 / 22 - 23:44
المحور: الادب والفن
    

1
كانت مركبة العمر تدور
أزور عواصم عالمي المخفي
وبرج مراقبة الأحلام
أشمّ الورد ادور بمصباحي
تتفتح دنيا قدّاحي
من منهل عطر الورد سأملأ أقداحي
من كلّ حدائقي السرّيّة تحت جناحي
وحمامة أحلامي السوداء تدور على برج الأيّام تصادر إلهامي
وتحطّم أقلامي تجرّدني من كلّ حروفي المسمارية والعربيّة
وتلقي لأعماق النسيان
ما كنت حفرت على الحجر الصوّان
صحائف من كلّ الألوان
تضمّ بجنحيها
قمري الوردي
وشعاع الشمس الذهبيّة
2
مجّدت الخطو الى الجهول
بحثاً عن بيضة طلّسم الأسرار
في كلّ كهوف الأرض
وجدار الغار
في عمق البحر وفي حبّات الرمل
في الطين الأحمر
وحجار نجوم الرجم
غنّيت جميع الأشياء
باركت على الكرة الأرضيّ كل المخلوقات
مجّدت الخالق في الخلق
بحثاً عن رحمك حوّاء
بحثاً عن نسلك آدم
غنّيت مفكّرة للفجر تدور على أطراف الليل
أشقّ الخيمة أبكر صوب الشمس أكاد افر بأفراحي
لربيع ينشر قمصاني الخضراء
لو كنت ملكت العالم
تيجان ملوك الأرض
فلن استبدل بالنهرين
وبجرفيك الذهبيّة سيل فرات حليب الأمّة
وسيلك دجلة من عسل باركه الله
ملكت قميصك تحت قميصك سلّة ورد من الفردوس
هتفت وما من قوس
أسدّد سهمي لطير النورس تحت النجم
ودفتر أشعاري الغزليّة
كنزي المخبوء وراء تخوم الشمس
تشعّ مرايا العشق بكلّ قلائدك الذهبية أركع
عند الجرفين أغنّي أدور
من تحت الغصن فيبكي البلبل أحوالي
كم كنت أدور بموّالي
أطراف الأرض تضيق أنا السجّان وسجني الأرض
أفتّش عن شبّاك لعل القمر الأشقر
يتخطّى رحم محاق الليل
ربيع مخاض يولد في الأفق الشرقي
أغنّي ربيع العشق
أوراق سنيّ العمري غدت تبغي
وعصير الورس غدا صبغي
ما بين صعود العمر ظلام الليل أدور
والفجر وراء تواريخي المنسيّة
احسب دقّات الساعات رنين القشلة
وساعتي الرمليّة تكتم عنّي الوقت
في بئر الليل وكهف مداراتي السوداء
وجهي من لون حليب النوق تحوّل
قمراً أسود
بمدار أسود
في ليل أسود
يوم فقدتك يا بغداد فقدت العالم متّ على الأعتاب
فقدت الروح
خطوت
نئيت
فكنت
الحيّ
الميّت
فسأقر فاتحة الموتى
للحيّ الميّت منذ سنين
اتنفّس أنقى نسيم العشق حنين
فيما بين الجسرين
والنهر يمرّ يكحّل اجفان الشطّين
رسمت فرات الروح ودجلة في سطرين
من مجرى الدمع وفيض دمي
وسأبقى أحلم في ليلين
ليلاً قد تشرق في بغداد
أنجمه الخضر
وليلاً خلف محيط العالم والظلمات

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل