التماثيل المتسخة

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 5890 - 2018 / 6 / 1 - 01:17
المحور: الادب والفن
    

التماثيل المتّسخة
1
شدّوا السروج على الظهور
وتشدّقوا
وتحذلقوا
وتعلّقوا
في هدب ذاك الدهر من فجر العصور
وهم يئمّون القبور
ويوقدون جميع عيدان البخور
يظاهرون بجبّة بيضاء او سوداء
تكتسب المهابة حيث ينوون العبور
لكنوز هذا الشعب عبر البرلمان
وقطع أشواط الجسور
هم يلبسون ملابس الودعاء
وتحتها جبب النمور
2
حصبت التماثيل قلت لأرجمها في النهار
وفي الليل ألعن من بجّلوها
ومن قدّسوها
التماثيل باطلة
وفاسدة
وهي تمشي على الحبل
ترقص في السيرك
تنهب كلّ العذوق من النخل
تشفط كلّ براميل نفطي
وتعبث في كتبي
وتزوّر كلّ حروفي
وتسرق كلّ قطوفي
3
سأرسم وجهك القمريّ في ليلي
وفي صبحي
اراقص بين عينيك فراشاتي
وارسم فوق قميصك الأخضر
وروداً من بساتيني التي يرتادها حلمي
ومرود كحلي الأسود
امرّره لهدبيك
فيا بغداد
غنّاك النسيم العذب
كلّ حدائق الاحلام
واسراب الطيور
ونهرنا الجاري
4
قرون أيّل تغور
في بطن خنزير خلال الغاب
يا أيّها الاحباب
في الدغل المغمور بالأشواك
وشجر الاراك
يصعد للأعال
ويضرب الإعصار
كل الذين احتكروا النضار
وقتلوا الأفكار
في مهدها وسوّقوا التيّار
لخنق بركان وقتل ذلك الخطاب
وخيّطوا الأفواه
وهتكوا الحجاب
وراهنوا على سقوط الفكر
وافتتحوا الحانة في يوم صيام وأباحوا السكر

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل