أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - لنخدم الشعب















المزيد.....

لنخدم الشعب


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5900 - 2018 / 6 / 11 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منتصف الطريق، يطل علينا الزمن السياسي المغربي بمسلسل جديد من المسلسلات السياسية القديمة، من دون تحقيق حلم الانتقال الديمقراطي لبناء دولة الحق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي. وليس ما هو مكتوب اليوم على صبورة الحكومة من أولويات، إلا نموذجا لظاهرة طبيعة الصراع المرحلي المنحط ، على ضوء تضخم الأزمة وصمت الفاعلين.
إنها حقيقة مرة تعيشها قوى التغيير في ظل الانحسار الديمقراطي اليوم، وتحوله إلى حالات مرضية، يراد منها قتل ما تبقى من الأمل لدى عامة الناس، ذلك أن الصراع الذي يعبر عن نفسه بأشكال جديدة اليوم، ما هو إلا استمرار لنفس الصراع الذي شهدته بلادنا منذ عقود من الزمن. صراع بين الشعب وبين التحالف الإصلاحي اليميني، في غياب القوات الشعبية والقوى التقدمية التي ولدت من رحم الكفاح الوطني من أجل الاستقلال السياسي والاقتصادي، والنضال الممانع من أجل إرساء دعائم المجتمع الحداثي الديمقراطي، في ضوء طمس حقيقة الصراع الطبقي بمغرب اليوم ومحاولة إخفائه.
كما أن استغلال الرأي العام وتزييف الحقائق والوقائع، وشن الحرب على القوت اليومي للجماهير ومحاولة جر البلاد للهاوية، من خلال مناهج واختيارات لا شعبية، تزيد من ضبابية الفرز الحاد بين الطبقات الاجتماعية في بلادنا، وتدفعنا لفضح عملية الرشح الطبقي من هذه الطبقة الاجتماعية إلى تلك، ومن هذه الفئة إلى نقيضها.
وإذا كنا اليوم جميعا قد انقسمنا على نفسنا، فالخوف كل الخوف أن يكون هذا الانقسام لا يعدو توزيع أدوار من أجل اقتسام "الحلوى" التي لم ينم حجمها بتناسب مع تزايد عدد الطامعين في حصصها، ويقع لنا ما وقع لعباس محمود العقاد!
فمنذ رحيل زعيم الإنصاف والمصالحة المغربية، المرحوم إدريس بن زكري، تاركا وراءه أحلام الكبار والصغار، وتجارب العبر ومخاض التغيير الاجتماعي الذي أدى فاتورته غالية، وصلت قيمتها 17 سنة من السلب والجمر والرصاص؛ والمغاربة ينتظرون مصالحة حقيقية بين الدولة والوطن، في مسار استكمال المصالحة الشاملة والقطع النهائي مع الماضي الأليم.
ففي مسار نضاله، اختار الراحل بن زكري أن يكون في قلب التحولات العميقة لمغرب العهد الجديد، بنفس حقوقي وأفق اجتماعي وإنساني، يفتح الطريق لدولة المؤسسات ودمقرطتها، في حوار مفتوح مع الدولة لقيادة الجزء الأحمر من ذاكرة جيل المطالبة بالدولة الاجتماعية و بدولة المساواة والحريات..
لكن، وللأسف، بدلا من تكريس نهج المصالحة الوطنية في مشاريع الانتقال من الوجع إلى رد الاعتبار، استغل أعداء الإصلاح وضع الاستقرار للانقضاض عليه، وفتح أبواب جديدة للنهب والريع والفساد على حساب الوضع الاجتماعي للمواطنين.
واليوم، وبعد شيخوخة جيل كامل من الديمقراطيين والتقدميين، هاهي الجماهير الشعبية تنتفض لوحدها، وتصب نار غضبها على الفاسدين وناهبي الخيرات الوطنية، تعبيرا عن السخط الشعبي الرافض لسياسة أمر الواقع وفرق تسود تحت شعار " المال والأعمال والسياسة"، بعيدا عن الأحزاب السياسية والسياسيين ومن يدور في فلكهم.
ولعل ما يثلج الصدر، هو فزع طبقة كاملة من الليبراليين المتوحشين، ومعهم طبقة التكنوقراط الجدد ونخب المركز، من الفعل الاجتماعي التحرري الذي تقوده "المقاطعة" كمنظومة للتغير الاجتماعي، وكقوة ضاربة للتنظيم الشعبي، وكثقافة للعمل الميداني السلمي، ضدا على مخططات ومشاريع فاشلة أعلنت عنها الحكومات السابقة والحالية، مثل أكذوبة "المخطط الأخضر"، والجميع يعرف من استفاد من هذا المخطط المخزي.
والغريب في الأمر، هو بعض الساسة المعروفين في أسواق الريع الوطني والدولي، وفي البورصة السياسية والدينية والنقابية، هم كذلك يتحدثون عن الوضع الاجتماعي للمواطن البسيط، ويتغنون بشعارات كاذبة، ويتبجحون بمواقف ليست لهم، وكل هذا من احتراف الكذب والتضليل.
إن حملة المقاطعة، هي وجه من وجوه مكتسبات الراحل إدريس بن زكري الذي أرسى النضال السلمي على أرض الواقع المغربي الملغوم بسياسة الأعيان كقوة سياسية، وهي وجه جديد من التمرد الاجتماعي ضد غلاء العيش، وتردي الأوضاع الاجتماعية وفقدان الأمل. وهو ما يدعونا جميعا لخدمة الشعب الآن وغدا..
نعم، كبرنا وكبرت معنا الآهات والأحلام، وانتظرنا الفرج طويلا، وودعنا الراحل بن زكري وأحلام جيل كامل من رفاقه وأصدقائه الذين ساهموا معه إسهاما محترما في وضع الحجر الأساس للمصالحة الحقوقية، و دعائم أوراش العهد الجديد. لكن يبدو أن هناك شيء ما اعترض سبيل المصالحة الكاملة والشاملة، والانتقال الديمقراطي، والعدالة الانتقالية، وحول المسار إلى وضعية الخوف والغموض من الواقع والمستقبل.
أو ربما لم يستطع الراحل بن زكري، إبرام التزامات وتعاقدات واضحة مع الدولة، تقر بضرورة المصالحة السياسية والاجتماعية لعموم الشعب، وليس فقط لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و للمعنيين بجبر الضرر الفردي والعائلي.
ومهما يكن، تبين في ما بعد، أن للدولة أولوياتها، وأن زمن المصالحة سقط جزءه منه في الماء، والجزء الثاني لم يستطع أن يحصن ذاته، رغم المؤسسات التي أنشئت لهذا الغرض.
وربما يتبين اليوم للجميع، ومن دون مبالغة، أن جيل بن زكري/ جيل الإنصاف والمصالحة، وجيل أوراش العهد الجديد، وكل القوى الوطنية والديمقراطية والتقدمية، في حاجة إلى حوار جاد وتاريخي، من أجل ثورة هادئة تكون فيها المصلحة العليا للوطن في خدمة الشعب المغربي الذي بات مهددا بفقدان الصواب بعد أن نفذ صبره.
ومن هنا ستبدأ المسيرة الثانية إلى كل ربوع الوطن هذه المرة، وفي المقدمة كل مناطق مغرب الهامش/ المغرب القروي، من أجل الحق في الثروة الوطنية والعدالة المجالية و البنيات الأساسية ( التعليم، الصحة، السكن والشغل). هذه المسيرة يجب أن يقودها جيل العدل والمساواة والحرية، من الشباب وكفاءات وأطر ونساء، " جيل الصفحة البيضاء".
إن تنزيل هذا المعنى السياسي والاجتماعي، في لبوسه الإنساني ليس بالأمر الهين. إنه يحتاج لإرادة سياسية من قبل الدولة، ولوسائط مجتمعية جديدة، قادرة على طرح البدائل ومشاريع الإنقاذ، وليس إلى تكريس واقع الأزمة بالتنابز والتراشق الحزبي المخزي.
إن الكثير من الفاعلين السياسيين لم يدركوا بعد أن الأسباب التي جعلت الجبهة الديمقراطية التقدمية ببلادنا تفشل، هو غياب الإيمان بمشروع المساواة في الأوضاع كشر أول، والحرية السياسية كشر ثان. وهذا ما نريد فيه مواقف واضحة ورهانات حقيقية والتزامات مسطرة.
ولهذا وجب الاعتراف بالجهد الذي بذله كل شرفاء هذا الوطن، والوفاء لمن ضحوا بحياتهم من أجل المشروع المواطن، أولئك الذين ساهموا في إخراج البعض من الغبن واليأس والإحباط والفقر، ليصبحوا بين عشية وضحاها زعماء بفضل آخرون كانوا حطبا للتدفئة، وقنطرة عبور لمن لم يستطع أن يعبر الوديان والأنهار خوفا من الغرق.
نعم لمواجهة اليأس ومواكبة أورش إصلاحات العهد الجديد، لكن من موقع النضال الشريف والنبيل، وليس من موقع تكريس الاستبداد والسلطة والسيطرة.
إن سلطان المال، لابد له من الزوال مع انهيار قيمة صرف العملة، بعد موجة المضاربات المحمومة، وهو ما يدفع وسيدفع جماهير الشعب المغربي للغضب والاحتجاج على انهيار مستوى المعيشة، إذا لم تتحمل الأحزاب السياسية والنقابات مسؤوليتها.
كما أن ما ينتظرنا كمناضلين، هو التعبير بوضوح عن ما يقع اليوم في المغرب، إنه المفصل بيننا من أجل إعادة الثقة، ومن أجل الاستمرار في الانتماء، والسير قدما نحو المصالحة، والتخلص من احتكار الثروة والمناصب والسلطة والجاه، وإصلاح الأنظمة الحزبية ببلادنا وجعلها في ثلاث أقطاب على الأكثر، بدل تكريس التعددية المخجلة والفاسدة، على حساب روح الوطن وشعبه.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل: بيان استنكاري
- بيان الهيأة التأسيسية لحركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل
- إلى أين نسير؟
- حركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل، بيان فاتح ماي 2018
- من أجل التجمع الوطني للديناميات الاجتماعية RNDS..
- الأحزاب السياسية هي المشكل
- اطلقوا سراحنا..!
- الجامعة الشعبية حلم يتحقق
- دفاعا عن مغرب الهامش
- المغرب يجب أن يتغير
- مغربنا ومغربهم
- ولادة مغرب المستقبل
- جامعة محمد صلاح الدين، جامعة شعبية من أجل حق الجميع في المعر ...
- نهاية المغرب
- ديناميات الهامش والاستقلال الاجتماعي
- بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944
- الجامعة الشعبية صلاح الدين، ترى النور في مكناس بالمغرب
- إلى أين نسير اليوم؟
- المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية ...
- في الحاجة إلى رؤية المستقبل


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - لنخدم الشعب