أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - في الحاجة إلى رؤية المستقبل














المزيد.....

في الحاجة إلى رؤية المستقبل


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5652 - 2017 / 9 / 27 - 05:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أخفقت الصيغ القديمة لممارسة السياسة ببلادنا، وما علينا أمام ما يحدث اليوم في الساحة المغربية من رجات وتراجعات وهدم للقيم والأسس التنظيمية للعديد من الإطارات التي باتت عقبة في وجه التطور ولا حول ولا قوة لها، إلا أن نعيد النظر في شكل ومضمون التنظيمات السياسية الحالية، والتفكير في اعتماد صيغ جديدة في التنظيم والعمل والتواصل، قائمة على مصالحة النخب والمثقفين والنشطاء المدنيين مع الشباب والنساء والأطر الصغيرة والمتوسطة، ووقف كل أشكال الانقسام بين الشعب وهؤلاء جميعا.
فالديمقراطية المغربية تعيش اليوم أزمة حقيقية، خانقة، لأنها لم تستطع التخلص من ثقافة الاستبداد ومن المحسوبية والزبونية، لبناء مجتمع العدالة الاجتماعية. بل أكثر من ذلك، أصبح دستور المملكة في واد، والواقع في واد آخر. وهذا خطير جدا، يشجع على هيمنة السوق المتوحشة، والشركات الكبرى وأصحاب رؤوس الأموال، و تغييب العدالة الضريبية، والمحاسبة والمساءلة والعقاب، في غياب تام لرؤية واعدة لمستقبل أفضل.
فأي عنوان قد نختاره اليوم للمرحلة؟
بداية، لعل ما يجب التذكير به، اليوم، أن العقد الأول من القرن الماضي، ورغم الحالة الاجتماعية والثقافية لعموم الناس آنذاك، كانت قيم الدفاع عن الوطن من المستعمر كافية لتصنع الوطنية والوطنيين المتشبعين بالاستقلال كهدف أسمى ونبيل من أجل التحرير والوحدة والأمن والاستقرار. أما المرحلة الثانية، فعرفت بمرحلة المد الشيوعي والاشتراكي عبر العالم، لكن ورغم سلبيات الأنظمة الشمولية وما خلفته من جرائم وجراح وإبادة للحرية والديمقراطية، إلا أنها صنعت جيلا من المناضلين الممانعين، والانتشاريين، المؤمنين بإديولوجية الثورة والتغيير والكفاح من أجل نظام اقتصادي واجتماعي وثقافي جديد. كما تميز الجزء الثالث من القرن العشرين، بعالم الحرب الباردة وباقتسام الدول لتسهيل استغلال خيراتها، والسيطرة الثقافية والتربوية والإيديولوجية على شعوبها. وكانت مرحلة دخول العالم بكل أجزائه في العولمة، وفي الانصياع لشركات عملاقة، عالمية الرأسمال والانتشار، هي المرحلة التمهيدية لهيمنة الشبكات الاجتماعية وأشكال وطرق التواصل. وهو ما عجل باكتساح السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة، من دون الحاجة للمنتخبين والبرلمانيين والمستشارين، وبتغيير قواعد اللعبة الديمقراطية.
فهل حزب ما أو تنظيم ما هو السبب في ثورة الإنترنيت وما ترتب عنها، والإعلان عن إلغاء الحدود بين الدول، وتحريك عجلة التواصل للانصياع لمصالح ذاتية، أنانية، فوضوية أحيانا، وبدون بعد إنساني مرة أخرى؟
لا طبعا، لكن هذه الأحزاب، وهذه التنظيمات العتيقة والتقليدية والتاريخية، لم تجدد نفسها، ونخبها، ولم تجتهد في طرح برامج جديدة، ولم تستوعب حتى هذه الثورات وهذه التحولات الكبرى، إلى أن أصبحت في الهامش، من دون وعي بالمرحلة، من دون بوصلة، ومن دون روح متشبعة بالقيم النبيلة وليس بالاسترزاق السياسي المهادن للأصولية، ومن دون استعداد لا نفسي ولا معنوي لتقبل واقع جديد، وآليات عالمية عملاقة، تتجاوز القواعد الوطنية، والشرعية الدينية أو التاريخية.
إن الواجب بات يفرضه علينا المواطن المغربي، الذي لم يعد يقبل أن نمثله بتنظيمات مهترئة، وبالسب والشتم والكذب، ولم يعد يقبل أن نرفع له شعارات لا تعبر عن همومه الحقيقية، ولم يعد يقبل السياسة الشمولية، المناقضة والمنافية للتسامح والحرية والإيمان بالاختلاف في إطار احترام الضوابط والمشترك بين الناس، ولم يعد يقبل النفاق السياسي والاجتماعي الذي تغذيه الأصوات العاصفة للكائنات السياسية المتباينة دينيا واجتماعيا.
إن الرؤية الجديدة للمستقبل القريب، في حاجة عاجلة ماسة إلى نظام اجتماعي جديد، قائم على العدل وليس على نظام سائب، وعلى الكذب والشح في المعلومة، وعلى الفوضى والعنف والقمع، و التعقيد واللبس، والخضوع للسلطة والتحكم بها.
إن الاستجابة لهذه الرؤية المختصرة والمركزة، هي ضرورة تاريخية لتأمين الماء والغذاء والتعليم والصحة والشغل والسكن والتنقل لكل المغاربة. وهي، كذلك، ثورة هادئة ضد البورجوازية اللاوطنية، التي تعتبر اليوم المسؤولة الأولى عن الفساد الذي نخر جسم كل الأحزاب السياسية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني بكل أصنافها. وهي مهمة مستعجلة لاسترجاع الثقة لدى نشطاء الحركات الاجتماعية ضد التسيب، والتضليل في العمل السياسي وفي المؤسسات التمثيلية، وفي حكومة عجوزة، فاسدة، تحرض على الفوضى وزرع اللااستقرار في الوطن.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة قادمون وقادرون تحط الرحال بباريس
- بيت الانتماء الجدير بالبناء
- حركة قادمون وقادرون: كل التضامن مع مغاربة العالم بالولايات ا ...
- بيان حركة قادمون وقادرون: لا للعنف ضد التلاميذ
- قادمون وقادرون..نعم جميعا نكون أفضل حالا
- بيان -حركة قادمون وقادرون- بمناسبة الدخول المدرسي الجديد 201 ...
- بيان حركة قادمون وقادرون حول انتحار سيدة من الحاجب
- مشروع ورقة أولية لحركة قادمون وقادرون في موضوع المساواة بين ...
- مشروع ورقة أولية لحركة قادمون وقادرون بمناسبة الدخول الاجتما ...
- مشروع ورقة أولية لحركة قادمون وقادرون في موضوع الهجرة
- بمناسبة الدخول الجامعي الجديد 2017-2018، حركة قادمون وقادرون ...
- المغرب بلد آمن..ولكن؟
- من أجل الإنقاذ والمصالحة
- الى الفنانة سيليا الريفية خلف القضبان
- المقهى الثقافي بمكناس يختم دورته السنوية 2016/2017
- رهانات حركة قادمون وقادرون
- الريف العزة فوق رؤوسنا والذل تحت أقدامنا
- الرف العزة فوق رؤوسنا والذل تحت أقدامنا
- من أزمة الديمقراطية التمثيلية إلى حكومة المقاولة السياسية
- رسالة إلى صديقي اليساري


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - في الحاجة إلى رؤية المستقبل