أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - إلى أين نسير؟














المزيد.....

إلى أين نسير؟


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5871 - 2018 / 5 / 13 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت التصريحات الأخيرة التي أطلقها الناطق الرسمي باسم الحكومة، عن أجواء التوتر والتشاؤم التي سيطرت على انتظارات المغاربة النشطاء في حقل التغير الاجتماعي في أعقاب مقاطعة بعض الماركات والمواد الاستهلاكية، وإخفاق الفعل السياسي والنقابي في إقناع الشعب بالقبول بالمقاطعة أو برفضها، في ظل غياب تام لحوار مجتمعي تحت غطاء المصلحة العامة وحق الناس في المعلومة والعيش الكريم.
فقد بدا واضحا أننا دخلنا في نفق جديد، شاق وطويل، وأن التقدم الذي كنا ننتظر تطوره أصبحنا نخاف عليه، وأن هذا الإخفاق الجديد سيترتب عليه انعكاسات هامة تطال مجال الأحزاب السياسية والنقابات. بل أبعد من ذلك، فقد بدا للبعض منا أن مسيرتنا قد انتهت إلى الفشل، وأننا أصبحنا نواجه طريقا مسدودا في ضوء اقتراب موعد " الانتفاضة السلمية " من دون قيادات أو زعامات، وهو ما يدفعنا اليوم لأخذ المسافة من لعبة التسوية، ومن المكر والخداع والكذب السياسي.
نعم ليس لدينا ما نخسره سوى وطننا! نعم لا نملك ما نخسره، إلا صحتنا البدنية والنفسية والاجتماعية! نعم كل شيئ يهون من أجل الوطن...
لكن المعلوم أن قطار الحل السلمي لمشكلاتنا ينتظر منا اتفاقات وتعاقدات وليس تصريحات الناطق الرسمي لاجتياز مباراة التسلح بالانحياز للمجهول. إن المشكلة أعقد بكثير من تصريح ناطق رسمي باسم حكومة لا تمثل إلا نفسها.
مشكلة التنمية الاقتصادية ببلادنا، ومن دون لبس، هي مشكلة سياسية بامتياز. وأن حلها رهين بثورة هادئة لتحسين مؤسسات السياسات العمومية وتخليصها من سيطرة النفوذ والامتيازات، وتغيير المؤسسات المنتخبة وتحريرها من فساد الساسة ونخب الريع والتسلط والابتزاز.
وفي هذا السياق، يمكن فهم الحملة الشعواء ضد من يقاطع، واستهداف المغاربة في مقاومتهم المواطنة والسلمية، واستفزازهم وتهديد مكتسباتهم. ومن كل ذلك يتضح اليوم أن حملة الابتزاز باتت متعددة، تستهدفنا في كل فضاءات المجتمع التي ننتمي إليها، وفي دوائر فعلنا السياسي والاجتماعي والحقوقي والثقافي، ويمكن القول أن حملة الاستهتار بالمواطن، باتت متعددة المصادر والأهداف، تفرض علينا الوضوح والمصداقية أكثر من أي وقت مضى.
إن التصريحات التي أدلى بها الناطق الرسمي للحكومة، تدل على قمة الارتباك السياسي للحكومة، وعلى تواطئها مع المجهول، وزواج متعتها مع الرأسمال، تحريضا على العنف الاجتماعي، وتكريس واقع الاحتقان.
ومما زاد الطين بلة، هو صمت نخب المركز، وتهميش نخب الهامش وجعلها مياومة في خدمة الأمل محليا، إقليميا، جهويا ووطنيا، لأن الكرامة والخبز وجدا شكلا لزمان النهوض ونضال القرب الخلاق أمام "واقعية" الهزيمة وفكرها الانتهازي والتسلطي، وممارسات طالما حفرت خندقا بين صلب المواجهة الصلبة لحراس الغد وقيمه النبيلة ضد أعداء الديمقراطية والمناهضين، بفعلهم أو بصمتهم، للهوية الوطنية وكفاحها من أجل الوحدة الترابية والتنمية الاجتماعية الشاملة والعقلانية والعدالة والمساواة.
آن أوان دعم ما تبقى من القوى الوطنية والديمقراطية وتنظيماتها الشبابية والنسائية، مع إطلاق كل الأشكال التضامنية مع الطلبة في الجامعات والمعطلين حاملي الشهادات العليا و"المتعاقدين" ونساء العالم القروي والفلاحين الفقراء وغيرهم من الشرائح المهمشة.
كما آن أوان اعتماد صيغ جديدة لممارسة النضال الديمقراطي ببلادنا، لأن الصيغ القديمة أخفقت إخفاقا شنيعا، وليس باستطاعتها اليوم مقاومة السلطة الاستبدادية المرتبطة بهيمنة الشركات ورأسمالها اللقيط وبورجوازيتها المتعفنة.
فنحن لا نريد حربا طائفية أو شاملة، ولا نريد انقسامات في مجتمعنا، ولا نريد حكومة الدين والمعتقدات، ولا نريد نخبا مركزية ضد الشعب. نريد الاستقرار اليقين، ونريد مغرب المستقبل برؤية واعدة من دون معاناة إنسانية.
إن المؤشرات الحالية، تقول أننا نسير إلى الهاوية، مادامت الديمقراطية المنشودة باتت معلقة، وما دامت لنا حكومة منافية للتسامح مع الاختلاف، وترفض كل أنواع الاحتجاج على غلاء المعيشة وعلى الاستبعاد الاجتماعي وعلى الفقر والهشاشة.
وبناء عليه، المجتمع المغربي لا يستطيع أن يؤدي وظيفته وينعم بالاستقرار إلا إذا كانت الدولة حاضنة لحرية أفراده، بل ومرحبة بها. فمغرب اليوم هو فصل آخر عصي على التنبؤ...



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل، بيان فاتح ماي 2018
- من أجل التجمع الوطني للديناميات الاجتماعية RNDS..
- الأحزاب السياسية هي المشكل
- اطلقوا سراحنا..!
- الجامعة الشعبية حلم يتحقق
- دفاعا عن مغرب الهامش
- المغرب يجب أن يتغير
- مغربنا ومغربهم
- ولادة مغرب المستقبل
- جامعة محمد صلاح الدين، جامعة شعبية من أجل حق الجميع في المعر ...
- نهاية المغرب
- ديناميات الهامش والاستقلال الاجتماعي
- بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944
- الجامعة الشعبية صلاح الدين، ترى النور في مكناس بالمغرب
- إلى أين نسير اليوم؟
- المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية ...
- في الحاجة إلى رؤية المستقبل
- حركة قادمون وقادرون تحط الرحال بباريس
- بيت الانتماء الجدير بالبناء
- حركة قادمون وقادرون: كل التضامن مع مغاربة العالم بالولايات ا ...


المزيد.....




- -غطرسة وعنجهية فارغة-.. علاء مبارك يشعل تفاعلا بتعليقه على ت ...
- إيتمار بن غفير -يهدد- الفلسطيني مروان البرغوثي في سجنه
- سحب العلم الإيراني من زائرة في كربلاء يثير جدلا بالعراق
- ريان أزواغ.. الحارس المغربي الشاب يشق طريقه نحو قلاع أوروبا ...
- حزب الله يحذر من شبح -حرب أهلية- يلوح في الأفق، والحكومة الل ...
- الناجون يجتمعون في تل أبيب لتكريم ضحايا هجوم حماس على مهرجان ...
- اليابان تحيي الذكرى الـ80 لاستسلامها في الحرب العالمية الثان ...
- تنديد فلسطيني عقب زيارة بن غفير لمروان البرغوثي في سجنه
- -دموع حوريات البحر-: كيف لحبيبات بلاستيكية صغيرة أن تغزو الب ...
- د.مصطفى البرغوثي: -ما قام بن غفير إزاء الأخ مروان البرغوثي ه ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - إلى أين نسير؟