أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - مغربنا ومغربهم














المزيد.....

مغربنا ومغربهم


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 03:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عثرت هذا الصباح في مكتبتي على وثيقة تاريخية ناذرة، تحت عنوان: "بيان من مناضلين بجيش التحرير والمقاومة المغربية". الوثيقة/البيان، موقعة من طرف 37 مقاوم بتاريخ فاتح ماي 1976.
ومن بين الموقعين، أذكر على سبي المثال وليس الحصر: محمد البصري، أومدة محمد، محمد بن الحسين (أزلماط)، المنتصر حسن العتابي، سعيد نايت الديح، النهاري محمد الحداد، محمد بن سعيد، الحسين الخضار، صابر عبد الحميد، المعلم بوشعيب، الميداوي أحمد، مرزوق حسن، عبد الفتاح سباطة، العربي الفيكيكي، بن عمر محمد الجعواني (...).
ما أثارني في هذه الوثيقة هو لغة العنف الثوري التي كتبت به، والمواقف التي سطرتها من النظام المغربي آنذاك، ومن قضية الصحراء، والديمقراطية والاشتراكية، والتذكير بمحطات المقاومة وجيش التحرير.
وبعد 42 سنة، يحق لنا اليوم أن نتساءل عن معنى تلك المواقف في زمنها، و ما تبقى منها في زمننا؟
فإذا كان الأمر لا يحتاج إلى التذكير بأهم الخصائص السياسية و الاقتصادية الدولية و القطرية التي كانت تميز المرحلة، و تصنع مثل تلك المواقف، فالوضع الحالي بات متعلقا بالمستقبل، و بضرورة تيسير الولادة الطبيعية لمغرب المستقبل، بنظام الدولة الاجتماعية التي تحدد للناس ما يمكنهم وما لا يمكنهم، و ما ينبغي وما لا ينبغي أن يفعلوه.
فعند رؤيتنا لواقعنا الحالي، يمكن القول أن هناك أحكاما من قبل السياسات العمومية الحكومية، تقف حاجزا أمام العدالة الاجتماعية، نظرا لكون العلاقات السائدة بين الناس في ظل هذه الأوضاع، لا زالت لم تصل بعد إلى وضع مدني، وهو ما يمكن أن يولد نفس شروط البيان الموقع من طرف أعضاء المقاومة وجيش التحرير.
لكن وباستحضارنا للبواكير الأولى التي التزمها الملك محمد السادس حيال ملف الحريات العامة وحقوق الإنسان والتنمية، منذ توليه العرش، يحق لنا اليوم أن نحلم من جديد، وأن نعمل بكل جد و إخلاص على الاستمرار في فتح المغالق بإمكانياتنا البسيطة، ومن دون رد فعل أو تشنج، من أجل المساهمة في بناء علاقة أكثر توازنا بين السلطة والمجتمع، تتميز بالاعتراف بالطاقات المناضلة والمواطنة التواقة لمغرب الكرامة، والتي تشتغل بعرق جبينها.
لن ننسى الأمل الذي زرعه فينا العهد الجديد، حين تم تعيين الراحل إدريس بنزكري على رأس "هيئة الإنصاف والمصالحة"، وبعدها رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.
وبعد رحيل الرجل الطيب ودخوله تاريخ الأبطال الكبار، عين الملك المناضل أحمد حرزني على رأس ذات المجلس، ليستمر نهج المصالحة والنضال على درب الديمقراطية.
ويمكن اليوم أن نقارب بين الحلم وبين قساوة الواقع، بين مغرب أسودت وجوه ضحاياه بنار الجمر، وبين شعلة الأمل ضد انفجار أي بارود في وجه المغاربة على مرآي من الكل. إنه عمل متقن ذلك الذي خلفه أبن قرية ايت واحي المنتمية إلى قبائل زمور الأمازيغية.
وبعيدا عن الأحقاد والضغينة والفتنة، مغربنا على ضوء مسار المجلس الاستشاري، وفي ظل المجلس الوطني لحقوق الإنسان الحالي، ومؤسسات أخرى، لازال ينتظر العدالة الاجتماعية والتي لن تتحقق من دون المساواة في الاستحقاق، ومن دون مغرب الجشع، والذي لولاه لكانت ثروة الوطن كافية لضمان العيش الكريم لأبنائه.
إن مغربنا في حاجة لمعالجة مشكلة التفاوت، بالطريقة التي تمكن الناس من حصول على مكاسب متناسبة مع المساهمات التي يقدمونها للمجتمع، وأن يخضع الناتج الاجتماعي لعملية توزيع تقوم بها الدولة ومؤسساتها من دون انحياز.
ولهذا علينا بمطالبة الدولة بأداء مسؤوليتها الكاملة في توجيه مؤسساتها لخدمة الوطن والمواطنين، وتوجيه الجهود للارتقاء بإنتاجية الشعب في كل مجالاته.
لا نريد مغرب الامتيازات حتى نستحضر البيان أعلاه، بل نريد تعزيز البناء الديمقراطي، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات ونصرة قضايا حقوق الإنسان. كما نريد الوفاء بالتزامات العهد الجديد والعمل على ترسيخها في مجال النهوض بالدولة الاجتماعية، في احترام تام للدستور الذي ينص صراحة عل الاحترام الكامل لحقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها دوليا.
إن مطالب مغربنا اليوم نلخصها في الحق في الثروة الوطنية والسلط، والعدالة المجالية والبنيات الأساسية الأربع (التعليم، الصحة، الشغل والسكن)، وهذا لن يتحقق مع من يعتبرون المغرب مغربهم. لكن بصمود وإصرار قيادات نظيفة، مثقفة، وفاعلين اقتصاديين غير متطفلين، ومؤسسات غير منحازة للأغنياء وصناع الريع، وأعداء المصلحة العامة، مغرب المستقبل الحامل لحلول فعالة وملموسة، مغرب ممكن بنسائه وبرجالاته وشبابه.
لقد مضى زمن الأعيان، وما على الدولة إن أرادت أن تتفادى زمن الوثيقة التاريخية المذكورة، إلا أن تربط تحقيق العدالة الاجتماعية بالحق في الثروة بما يتوافق مع مبدأ الاستحقاق. لأن تحقيق العدالة الاجتماعية رهين برؤيتنا لمغرب المستقبل، رؤية قائمة على القطع مع المؤسسات القديمة، ومع أصحاب المصالح والامتيازات، ومع نظام "السخرة" في السياسة، ومع أشباه السياسيين الذين بتصرفاتهم وإقصائهم لشرائح مجتمعية كثيرة، يحرضون على الفتن ضد الحرية والعقل، وضد أمن البلاد ووحدته الترابية، وسلامته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة مغرب المستقبل
- جامعة محمد صلاح الدين، جامعة شعبية من أجل حق الجميع في المعر ...
- نهاية المغرب
- ديناميات الهامش والاستقلال الاجتماعي
- بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال 11 يناير 1944
- الجامعة الشعبية صلاح الدين، ترى النور في مكناس بالمغرب
- إلى أين نسير اليوم؟
- المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية ...
- في الحاجة إلى رؤية المستقبل
- حركة قادمون وقادرون تحط الرحال بباريس
- بيت الانتماء الجدير بالبناء
- حركة قادمون وقادرون: كل التضامن مع مغاربة العالم بالولايات ا ...
- بيان حركة قادمون وقادرون: لا للعنف ضد التلاميذ
- قادمون وقادرون..نعم جميعا نكون أفضل حالا
- بيان -حركة قادمون وقادرون- بمناسبة الدخول المدرسي الجديد 201 ...
- بيان حركة قادمون وقادرون حول انتحار سيدة من الحاجب
- مشروع ورقة أولية لحركة قادمون وقادرون في موضوع المساواة بين ...
- مشروع ورقة أولية لحركة قادمون وقادرون بمناسبة الدخول الاجتما ...
- مشروع ورقة أولية لحركة قادمون وقادرون في موضوع الهجرة
- بمناسبة الدخول الجامعي الجديد 2017-2018، حركة قادمون وقادرون ...


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - مغربنا ومغربهم