أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - يوسف حمك - لا أحد جنى من الشوك عنباً قط .














المزيد.....

لا أحد جنى من الشوك عنباً قط .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 21:16
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


و كأن حسد العين أصاب سوريا و السوريين . الناس فيها تباغضوا و تفرقوا ، فطارت ريحهم .
منهم من راق لهم الجلوس على كرسيِّ العرش ، فتباهوا ... و استبدوا .... و بغوا .....
و منهم من أخذ بهم الطمع بعيداً ، فسالت لعابهم ، و طالبوهم بالتنحي ، لكسر شوكة شهوة السلطة بأعماقهم .
و غيرهم من أراد جر البلاد إلى زمن الكهوف الغابر ، و عيش العباد في عصور الظلام ، بعد غسل الأدمغة ، و قطع الأعناق .
فطريق الجنة محفوفٌ بالوعورة ، لكنه بدحرجة الرؤوس سالكٌ ، يسوده الأمان ، و الدخول إليها مضمونٌ .

لذا فقص الرقبة بات أسهل من قص الورق ، و أهم من قص الشعر و أولى .
ثقافة الموت صنعتهم ، ثقافةٌ معبأةٌ بأفكارٍ معدةٍ للقتل ، مهيأةٌ لغسل العقول و تفجير الأجساد .
عقيدةٌ لا تثمر إلا قتلاً . و هل من الصواب الرهان على عقلٍ لا يدعو إلا للموت ، و صاحبه لا يفرح إلا للقتل ، و لا يهلل إلا بقص الرقبة و باسم الله ؟!
هو عقلٌ نعم ، لكنه نموذجٌ مشوهٌ سوداويٌّ مضللٌ يعشق الظلام ، و يكره النور و الأمل و الجمال .
و آخرون غُرروا بوعود الغزاة الكاذبة المضللة فتورطوا ، و انغمسوا في وحل حربٍ مجنونةٍ لا أحد يعرف خاتمتها سوى من أشعل فتيلها .
و غيرهم يقتلون كي يعيش الجبابرة ، و يتفاخر الطغاة بسلطتهم و غطرستهم .
الكل يقتل بعضهم . الغرائز نشطةٌ ، و شهوة القتل يقظةٌ لا يمكن ردع ضجيج جعجعتها . فالعقل معطوبٌ ، و من أداء دوره محظورٌ .
سبعة أعوامٍ من الموت قليلٌ عليهم .
آلاف القتلى داخل الوطن عددٌ ضئيلٌ لا يسد رمقهم .
أنهارٌ من الدماء تسيل في الشوارع لا تُطفئ عطشهم ، ليحولوا بلاد الغرباء إلى ساحات احترابهم ، و فضاءًواسعاً تفوح منه رائحة الموت و الدم .

مهما كانت الأسباب قويةً ، و الخلاف عميقاً ما كان يجب أن يصل إلى حد القتل الجماعيِّ .
فالحلول تتعثر حينما تُلطخ بالدماء ، و يزداد الأمر تعقيداً .
النتيجة واحدةٌ سواء أكانت الدوافع دينيةً ، أو البواعث عرقيةً ، أم المسوغات انتقاماً ؟!
مؤلمٌ جداً أن تهرب من الموت إلى الموت ..... مقهورون مستضعفون ضاق بهم الوطن ، و الموت حاصرهم من كل الجهات ...... لم يكن لهم سبيلٌ للنجاة ... أو العيش غير الهروب إلى بلدٍ آخر .
حزموا حقائبهم ، لكنهم لم ينسوا أن يملؤوها بالأحقاد و الضغائن ، ليزرعوها في مكان تجمعهم الجديد .
فكان النمو سريعاً ، و الثمار أينعت بعجالةٍ ، ليكون الموت أسرع و أشد وقعاً على النفس .

للغربة معاناةٌ أقسى من الصخر ، و آلامٌ أثقل من حمل الجبال .
إلا أن ارتكاب المجازر الجماعية فيها أشد وطأةً ، و اغتيال الآرواح أكثر وجعاً .
يا لهول السوريين ، و يا لحظهم العاثر .
الظروف أعمت بصيرتهم ، فبأنفسهم و بأيديهم - قبل الغزاة و المستعمرين - يصنعون تعاستهم .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطنٌ بالهزائم مثخنٌ .
- هوس عشقٍ عاصفٍ
- كشف المستور من وحي صناديق الاقنراع .
- شتاءٌ يغرد خارج وقته .
- لو كان حضن الوطن دافئاً ، لما هجرتَه .
- بعض المنظمات الإنسانية و الخيرية ، تخلو من الشفافية و النزاه ...
- صمت الليالي .
- لازالت ذاكرتنا بقضايا الكادحين تكتظ .
- متى تثقب أعينهم الأكمة ، ليروا ما وراءها ؟!
- بين الطموح و الطمع نرجسيةٌ عمياء ، و غرورٌ ساقطٌ .
- نحن من طوانا الدهر ، و التاريخ من صفحاته حذفنا .
- لن يستطيعوا محو ذاكرتنا .
- الحرب في سوريا لازالت في بداية شوطها الأول .
- الجهل كبرياءٌ هزيلٌ ، بلا تخومٍ .
- مجنماتنا لا تتوارث سوى التصفيق و الزغاريد .
- الخبيث المراوغ .
- في سوريا كل شيءٍ مستباحٌ .
- عفيفٌ يغلي غيظاً .
- الرؤوس الكبيرة تتناطح
- اليقظة المتأخرة خيرٌ من السبات الأبديِّ .


المزيد.....




- مصر: البرلمان يقر قانونا لهيكلة وبيع الشركات الحكومية.. ونائ ...
- نجل شاه إيران يدعو الإيرانيين إلى القيام بـ-انتفاضة شاملة-
- الاتحاد الأوروبي يحذر من تصاعد الحرب
- ترامب في منشور على تروث سوشال: خامنئي هدف سهل ونعرف أين يختب ...
- تحركات عسكرية لافتة في الشرق الأوسط وتهديد علني بالاغتيال.. ...
- حركة نزوح من طهران وسط التصعيد المستمر مع إسرائيل وتهديد بدخ ...
- -مهر-: إسقاط طائرة إسرائيلية جنوب غرب البلاد والبحث جار عن ا ...
- نووي إيران.. هاجس الغرب سلما وحربا
- مصر.. لجنة أزمات لمتابعة تداعيات التصعيد
- تركيا.. رفع مخزون الصواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - يوسف حمك - لا أحد جنى من الشوك عنباً قط .