أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام تيمور - خواطر صباحيّة .. -10-














المزيد.....

خواطر صباحيّة .. -10-


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 29 - 11:40
المحور: الادب والفن
    



"البابون العجوز" اللّيلة .. غائب عن مشهد السّكارى, و الكائنات اللّيليّة .., و صلوات الثلث الأخير..

هي ارهاصات سنّ اليأس .. و ما يُرافقُه من عياء و زُهدِِ.. في كلّ شيء ..

هو لحنُُ أشبهُ بخيوطِِ معدنيّة, تعبثُ بها أيادِِ من قعر الجحيم .. تصهَرُ الحديدَ و لا تذوب.. تُداعب النّار .. و لا تفوز, إلاّ بانعكاس لونها, على أطياف مرآة البركان ..
من سبق لهُ أن سمعَ, ما يسمعُه ميّت, قبل موته, أو أثناء موته ؟ من سبق لهُ الحديث مع "ميّت" .. أو عائدِِ من الموت ؟؟؟
لهذا .. ربّما, يُصرّ, من لا يعرفُ للحياة طعما, على "العودة" لسيرة الموت, كلّما .. رمقتهُ نظرات نابية .. غير مقصودة, أو مقصودة .. ,
لا يهمّ طبعا .. فسنّ اليأس يفرضُ على الأعصاب المُتعبة ترجمة النظرات, مُباشرة, الى كلامِِ قبيح .. و الكلامَ القبيح الى ضرب مُبرحِِ .. و الضّرب المُبرح .. الى دعوة كريمة.. لزيارة مقابر المجانين .. حيثُ لا معنى لأيّ شيء .. بمعايير سنّ اليأس طبعااا ..

أحسّ البابون العجوز فجأة بالحنين .. بالتعب .. بالعياء .. لم يجد مُرادفا لكلمة "العياء" .. هل كان زاهدا بما يكفي .. لكيّ يتعفّف عن استعمال مُصطلح "مُتعب" .. حتّى لا تنفُر منهُ, اناثُُ هدّتها شروخُ الايديولوجيا و الفوبيا .. من الاغتصاب .. البدويّ .. ؟ أم أنّه لا يملك من وصف "متعب", لقب أمير, إلاّ كرشا منفوخا ببيرة "المساء" الرّخيصة .., و خُبزٍ يُمرّر دناستَهُ, بالحديث اليوميّ مع عُمّال النظافة و المناجم .., بحثا عن سبق "نضاليّ" ؟


فكما هُناك تبييض الأموال .. هُناك أيضا تسويدُها .. تماما, كما أن هُناك دائما, في مكانِِ مّا.. حاجة ل "مُحلّل", يُعيد الزوجة, بعدد تطليقها بالثّلاث .

اكتشف, أخيرا, أنّهُ لم يكُن ذكيّا كفاية .. و أنّ التعلّق بأكثر من حبل, و أكثر من قضيّة... .. أكثرُ بُؤسا و سذاجة, من مُعانقة .. حبل واحد .

تحت كلّ هذه الظّروف, يوهم نفسهُ, بأنّ طلاقهُ كان بالسّبع .. و الثّماني .. و ربّما أكثر .. يُريد بذلك موتا مُقدّسا .. كما نظمهُ البيّاتي .. و ان باسم بائعات الهوى.. اللّواتي يتحلّقن حول موائد "الرّفاق".. في أوقات مُعيّنة.

ربّما كان فقط .. يخلط مداد الدّواوين.. ب"بيرتهِ".. حتّى لا يُقال .. "بيضاءُ تسرّ الشّاربين" .. و لا تعلقُ رغوتُها بالشّاربيْن .. و لا تُزعج .. الشاربين .. لألوان أخرى .., يستحي منها التزامُه.. كما يستحي .. المُنهك .. من خيالهِ الرّاجف.. العازف .. على جميع أوتار "البؤس" .. و أيضا .. كما تستحي, عاهرة منتصف اللّيل .. من تلك الوجبة "المجّانيّة" .. بعد أن تطمئنّ لكونها .. بدون مُقابل ..

لم تعُد ورطتُه أنّه يرتشفُ عرق الاسفنج ولا يسكر .. و لا كون معدته, عاجزة عن استقبال تضامُن الرّفاق الغزير .. هو الآن, يُعاني من "كوابيس" تقتحم غفواته .. دون أن يُسعفهُ, نومُهُ اليقظ, في امساك أحد تلك الأطياف, التي لا يراها أصلا .. في غمرة الكابوس المُزعج الذي يأتي, بخلاف تأصيلات الفُقهاء و تقسيمات الأطبّاء و خبراء الرّاحة و النوم, باكرا جدّا ..
حتّى بعد استيقاظهِ .. يجد صعوبة في التبوّل .. على كوابيس النّوم المُتأخّر .. و الأسوء .. أنّه يجد صعوبة في ترجمة كوابيسه .. الى لُغة يفهمُها .. طفل, أخ, زميل, صديق, رفيق .. أنثى, طبيب, شيخ, .. قرد, .. لا أحد ..!!


حسام تيمور .. "29/04/2018"



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إيران فوق صفيح ساخن- .. (خواطر صباحيّة)
- خواطر صباحيّة -9- .. إيران فوق صفيح ساخن -4-
- خواطر صباحيّة -8- .. إيران فوق صفيح ساخن -3-
- خواطر صباحيّة.. -7-
- خواطر -صباحيّة- .. -6-
- الشرق الأوسط, بين ظُفر القمر, و قرن الشّمس .. -خواطر صباحيّة ...
- - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها-
- خواطر -صباحية- .. 5
- خواطر -صباحية- .. 4
- خواطر -صباحية- .. 3
- خواطر -صباحيّة- .. 2
- خواطر -صباحيّة- ..
- تاريخانيّة العروي.. و النّاصرية كنموذج متجدّد ل -الفشل - اله ...
- سفر بطعم الغرابة..
- هنا و هناك ..
- الموت و لا المذلة.., عزّ النّار, و لا ذلّ الجنّة !!!
- الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و الت ...
- عن الرّداءة.. و العبوديّة.., و أشياء أخرى
- 20 فبراير..مشاهدات عدميّة
- تقدّميّون رجعيّون أكثر من المخزن... بحث في اشكالية السّلطة


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام تيمور - خواطر صباحيّة .. -10-