حسام تيمور
الحوار المتمدن-العدد: 5805 - 2018 / 3 / 4 - 18:17
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الأفكارُ, حسب فرويد, مجرّدُ أوهام مُسخّرةِِ من قِبل "ميكانيزمات الرّغبة", و هدفُها, الوصول بتلك "الرغبة", الى غايتها المُحدّدة.
يتخذ منطق "الرغبة" حسب فرويد, لبوس "تراكيب ذهنية" معقّدة التشكّل, من حيث الأنماط و الأنساق.. لكنّ هذه التّراكيب, تُفصحُ عن نفسها دائما, لحظة فوران "المكبوت".. , تماما كما لا يُفصح الخطاب "الايديولوجيّ" عن نفسه تماما, إلا لحظة تنزيله, على أرض الواقع.
إسقاطات..
داخل العشيرة "القردية", لا مكان للانعزال.. هي علاقة مُركّبة, بين النسق, كموجود داخل الطبيعة, و بينَهُ, كمُكوّن لتلك "الطبيعة", أو كجزء من مشهدها العامّ المألوف..
كبير العشيرة, لا يكفّ عن التحديق في الجميع..بعينيه الجامحتين, كتعويض ربّما, عن ارتخاء أطرافه, و تثاقل حركاته. ربّما كان أوّل من استلهم عبارة "الآخر هو الجحيم", مع استلهامه طبعا, لكلّ غروب.
و ربّما لا يجد العزاء, إلا في كون بعض إناث "العشيرة", لا يكترثن لشغب الأبناء -القرود اليافعة.., و يسعد فور تأكّده من مُشاهَدَتِه لإحداهنّ, و هي تردّ بسلوك عدائيّ, على المتطفّلين عليها..
هو في ذلك, و كما في جميع الأحوال, يستبق أي تطفل عليه.. و فقطّ.., فأيّ تطاولِِ على الأنثى السابقة, أو غيرها, يعني بشبهِ الضّرورة التطاول عليهِ, و يعني أيضا, الوصول الى غُصنه المُرتفع, و المُختارِ بعناية.., فهو لا يُبالي أصلا بالأنثى, أو فقطّ, وضعُه لا يسمح لهُ بذلك.
كما يلتقي في ذلك كثير من عُلماء النفس و الاجتماع, ف"العاطفة", ليست غايةََ في حدّ ذاتها, بقدر ما هي مفهوم "علائقيّ".., حيث في بعض الأحيان, يصيرُ الاحتكاك بالأمّ و التقرّب منها, تعويضا فعليّا عن "سلوكات" البحث عن الطّعام .., و العكس أيضا صحيح.. خصوصا في وسط, أو مُناخ, مُشجّعيْنِ على الاستهلاك..
يقول "نيتشه".., بأن الإنسان, في حاجة الى "الأطبّاء", أكثر من حاجته الى "الفلاسفة".., و هو ربّما, ما أسّس عليه فرويد, مُقاربته لمنطق "الرغبة".
أخيرا ..
هُناك شبهُُ كبير, بين االخداع-التنويم القمريّ .., و الآخر الايديولوجي.. و دون فصل جراحي بين "التقليد - البنية" و "التقليد - الايديولوجيا" .., سيظلّ في الشرق الأوسط, دائما, ذلك "البابون" العجوز, الذي يُعاني من أعراض الجُموح الواهن, و الوَهَنِ الجامح.. طبعا, بتماهي باقي الأفراد معه.
"الشرق الأوسط, بين ظُفر القمر, و قرن الشّمس -3- "
#حسام_تيمور (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟