أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - العلمانية هي الحلّ؟














المزيد.....

العلمانية هي الحلّ؟


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5200 - 2016 / 6 / 21 - 08:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية هي الحلّ؟

لنفترض أننا أنكرنا بعض الدين أو جُلّه، و تعلمنّا أو ألحدنا... فهل سيكون هذا حلا أو خلاصا من مشاكل الفقر و القهر و الاستبداد التي نعاني منها في المغرب خاصّة, و باقي الدول "الاسلامية" عامّة؟ ام انها مُجرّد محاولة لتقليد الغرب بعد الانبهار بأضوائه؟
هذا السؤال طُرح في أحد مواقع التواصل الاجتماعيّ, و هو تمطيط براغماتي للسؤال القديم-الجديد, هل العلمانية هي الحل؟

أستطيع, و بدون تردّد, الإجابة بنعم كبيرة.., ببساطة لأن بنية التّفكير الدّيني تلتقي مع بنية الاستبداد بل و تتكامل معه لتُنتج لنا واقعا رديئا بئيسا سمته العهر الديني و السياسي. بل إنّها تضمن استمراريّته و أبديّته بغطاء إلاهيّ مُقدّس, ظاهرهُ حماية الملّة و الدّين, و باطنه ممارسة القهر على الشّعوب باسم حماية الملّة و الدّين.

إنّ لبنية التفكير الدّيني الإرجائي- التبريري, دورا محوريا في انتاج مُجتمع العبيد و ثقافة العبيد, و حتّى إن كان لدى هؤلاء "العبيد" حدّ أدنى من الوعي السياسي و الاجتماعي (وهم الحريّة), فإنّهم يتشاركون مع النظام الدّيني في الخطوط العريضة لسياساته المُرتكزة على أسس دينية, و رُبّما يكون لديهم بديل مُشابه له أو أسوء منه كنظريّة الخلاص المؤصّل لها في الفقه الإسلامي (وعد الخلافة).. غير أنّ ما يُسمّى بالنّظام المخزني المغربي, و هو حالة شاذّة, يميل إلى شكل "دولة الخلافة" أكثر من الدّولة الدينية التي تكتفي بالاسلام كمصدر للتّشريع. حيث أن الحاكم في هذه الحالة هو أمير المؤمنين حامي الملة و الدين, و خليفة الله على الأرض. يمارس سُلطاته بغطاء إلاهيّ, تحت ما يُسمّى بالشّرعية الدينية و التاريخية؟! و الانتساب المزيّف للنّبي محمد. و قد تم استعمال هذه العبارة (جدّي رسول الله), في خطاب موجّه لنوّاب البرلمان بمناسبة افتتاحه, ضمن نكتة سمجة : (اللهم كثر حُسّادنا), سمّاها كاتب الخطابات الملكيّة حديثا نبويا.
إن افتتاح الحاكم هُنا لأشغال البرلمان كمؤسسة سياسية بصفته الدّينية كأمير للمؤمنين, و ليس كملك أو رئيس للدّولة( الصفة السياسية), هو أحد الخدمات الثّمينة التي يُقدّمها الدّين للاستبداد و الدكتاتورية. و هو السّبب الرّئيس الذي يجعل من "ممثّلي الشعب" عن طريق انتخابات فولكلورية و ديمقراطية ممنوحة, مجرّد عبيد و أقنان في حضرة الإمام الحاكم بأمر الله, حيث يُلزمون بارتداء لباس العبيد, و يقتصر دورهم في التمثيلية على التصفيق بحرارة و ابداء ملامح الخشوع و المسكنة. بينما تُسند مهمّة مناقشة "الخطاب السامي" لمُمتهني مهنة : تفسير أحلام السّياسة المخزنية, حيث يعتبرون كلّ خطاب ثورة على سابقه, و خارطة طريق نحو المستقبل..

إن نمط التفكير الدّيني هو الذي يُقنع المؤمن بأن الفقر و القهر و الاستبداد قضاء و قدر من عنده تعالى, و ابتلاء يبتلي به الله عباده الصالحين لكي يختبر صبرهم و يجزيهم مُقابله بالجنان و الحور و الغلمان. و أنّ في جور وليّ الأمر و طيشه و نزواته و حتى شذوذه حكمة لا يعلمها إلا الله!! و أنّ الفقر مسألة حميدة لأن ذكر الفقر اقترن منذ قرون بالجنّة. و قد ترسّخت هذه القناعة مع حمولتها الأخلاقية "أخلاق العبيد", لكي تُعطي للمستضعف المُجهّل المُفقّر احساسا بالتعويض في بعض الأحيان, و احساسا بالنّصر أحيانا أخرى, دون حاجة للمقاومة أو خوض معركة على أي صعيد, لأنه ضمن حياة أبدية رغيدة في مكان آخر و عالم آخر, و كفى الله المؤمنين شرّ النّضال.
إن علمنة الدّولة و المُجتمع ليست غاية في حدّ ذاتها, و الإلحاد ليس دينا جديدا يُصنّف الناس بمعيار الهُدى أو الضلال, فمن تمكّن من تصفية قناعاته الإيمانية و تشذيبها لتتوافق مع قيم الحداثة التي تُمثل "الواقع الأرضي", يمكن اعتباره مواطنا مُكتمل المواطنة, و انسانا مُنسجما مع مُستجدّات الحضارة التي توقّفت عند المسلمين منذ قرون انتاجا و فعلا و تفاعلا. فالغاية في نهاية المطاف هي دولة "المواطنة", و لا شيء غير المواطنة. حيث يتساوى الجميع في الحقوق و الواجبات, و يتحرّر "المؤمن" من التفكير الخرافيّ و الوصاية على شؤونه الدنيويّة و حتّى الدّينية. و هذا ما تضمنه الدّولة العلمانية للمؤمن قبل الكافر, تحت ظلّ القانون الوضعيّ "التّوافقيّ" الذي يصون حرّيات الجميع و حقوق الجميع.
إن السّلاح لإدراك و فرز العدوّ الطبقي المُتدثّر بالدّين أو غيره, و بالتالي الوعي بأسباب التخلّف و مُحاربتها, هو منهج التفكير العلمي و العقلاني, الذي لا و لن يتوافق بالضّرورة مع إرث ثقيل مبدؤه الأوّل التصديق و الإيمان ب "الخرافة". و أي مشروع اقتصادي لا يمكنه الإقلاع إلا بوجود قاعدة مجتمعية صلبة و متينة و منسجمة مع روح العصر و الحداثة, تقطع الطّريق على استمناءات السّلطة السياسية بغطاء ديني, و على دجل الكهنة و شعوذة سماسرة الدين بشقّيه الدعوي و السّياسي, من الذين يستنزفون مقدّرات الدولة مقابل الحرص على استتباب النّوم العام و مأسسة الجهل و التخلّف!!






#حسام_تيمور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي
- مسلم.., و لكن...
- إلى ملك المغرب: سَلْ أسيادكَ .., أأنتَ الوطنيّ أم أنا
- خريف الدّكتاتور, أو بداية نهاية النظام الملكي المغربي
- تُحفة من الغباوة
- التّاريخ لا يرحم!!
- بعد الحماية الفرنسية سنة 1912, المقيم العام العَلَوِيّ بالمغ ...
- هل مات الشعب المغربي؟
- على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!
- قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا
- المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟
- تبرير التسوّل و تسوّل التبرير, غلمان و جواري حزب الأصالة و ا ...
- مهزلة البدويّ و عبيده في أمستردام
- إدارة التوحّش و توحّش الإدارة
- المخابرات المغربية لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- المخابرات المغربية التي لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشا ...
- استعمالات الإرهاب في المغرب
- الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!
- في زمن التهافت النضالي


المزيد.....




- رحيم صفوي: سيتبلور شرق أوسط كبير محوره الثورة الإسلامية وجبه ...
- صحف إسرائيلية: الوكالات الأمنية فقدت السيطرة على المتطرفين ا ...
- آخر 4 بقوا بالمدينة.. جورج قسطنطين يسعى لإعادة الحياة للمجتم ...
- مفتي القاعدة السابق: أميركا حاولت اختطاف بن لادن والتنظيم سع ...
- الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى قاعة احتفالات استعمارية بإقا ...
- سموتريتش: إذا قدمنا تنازلات مقابل الأسرى سيضع ذلك اليهود في ...
- فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولاي ...
- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - العلمانية هي الحلّ؟