أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - الإفطار العلنيّ في رمضان, بين ارهاب الدّولة و ارهاب المُجتمع..














المزيد.....

الإفطار العلنيّ في رمضان, بين ارهاب الدّولة و ارهاب المُجتمع..


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5202 - 2016 / 6 / 23 - 05:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمكن اعتبار شهر رمضان منجما خصبا للمبحث السوسيولوجي, حيث تطفو خلال هذا الشهر كلّ عاهات المجتمع الاسلامي المستترة طوال الشهور العادية, في طقس دينيّ سمته الرّئيسية التلذذ بتعذيب الذات و بتعذيب الآخر, بإرغامه على "التظاهر" !! و التظاهر هنا ليس بمعنى "الاحتجاج" ضد "مُجوّعي" الشّعوب طوال السّنة, أو على تردي الخدمات و نقص المستشفيات و هشاشة البنى التحتية, و لا ضد ناهبي الأموال و الثروات, و مدبّري الشأن العام المحلي و الوطني.., بل التظاهر بالصّيام و الإيمان !! و الانصياع لسلطة "السّائد" بالذوبان في طقس النفاق الاجتماعي و الموسم السّنوي لكسب الأجر و الثّواب.

في شهر رمضان يجد غير المسلم نفسه مُجبرا على ركن كل الأسطوانات المشروخة عن تسامح المسلمين الذين يُسمّون أنفسهم "مُعتدلين" أو معتلّين" بتعبير أدق. و يرمي بكلّ الدّساتير التي تُقرّ بتبنّيها للمنظومة الكونية لحقوق الانسان (بما لا يتعارض مع الخصوصية المحلية) فقط تحت الضّغط, و تسوّلا لرضا الغرب و ما تيسّر معه من مساعدات تنموية تذهب حصرا لجيوب الحاكم و عصاباته, و أيضا لكلّ خطابات المؤسّسات الدينية "الارهابية" كالأزهر و أخواتها, و وزارات الشّؤون الإسلامية, التي تقدّم للعالم "الآخر" نصف الإسلام فقط, و تحتفظ بالنّصف الثاني للقطيع المُضبّع المغسول الدّماغ و المُغيّب الوعي, لتهييجه وقت الحاجة ضدّ كل من يُعكّر صفو تجارتهم تحت يافطة الاعتداء على قدسية الاسلام و زعزعة عقيدة المسلمين.

رمضان شهر الحقيقة, فطوال السّنة و المسلمون يتبرّؤون من داعش, و يلعنون ممارساتها الارهابية, و يتهرّبون من مرجعيّاتها الفقهية و سنداتها الدينية, و نظرية المؤامرة الصهيونية الامبريالية دائما في الخدمة. لكن بمجرّد حلول الشهر الفضيل, يخرج الوحش من القفص, و يُستدعى اللاّوعي, و تستحيل المدن و الشوارع و الأحياء -الشعبية بالخصوص- لإمارات اسلامية, للمسلم فيها الحق في تنفيذ الحدود الشرعية على كلّ من سوّلت له نفسه ارتشاف قليل من الماء في يوم صيفيّ قائظ, أو تدخين سيجارة. مدعوما طبعا بغطاء السّلطة التي دائما ما تصطفّ بجانبه في هكذا حالات, بحكم أنّه لم يفعل غير ما كان على "وليّ الأمر" أو هيئاته و مؤسساته فعله.

إن الحديث عن احترام مشاعر المسلمين بعدم الإفطار أمامهم, هو خطاب أجوف مثقوب لا يصدّقه عاقل. فهل يُستفزّ المسلمون الصّائمون في الغرب, و هم يرون كلّ مظاهر ما يعتبره المرضى النفسيون فسقا و فجورا و انحلالا؟ و إذا كانت تلك ديار الكفر, و هذه ديار الإيمان, فلماذا لا يُستفزّ من يصوم مُنفردا خارج إطار شهر رمضان في مناسبات متعدّدة؟

إذا كان لرمضان حرمة و قدسية تُبرر الدّفاع عنهما بالعنف المادي و المعنوي, و الارهاب المجتمعيّ و السلطويّ بحكم أنّه ركن من أركان الاسلام.., فالصّلاة كذلك ركن أهمّ, و الإسلام ككلّ يستوجب بنفس المنطق فرضه بالقوّة, و بالحدود الشّرعية المتخفية وراء ما يُريد حرّاس المعبد إقناعنا بأنها مجرّد انفعالات غوغائية على مستوى المجتمع, و مجرّد قوانين "جنائية" على مستوى السّلطة, أو فتاوي تبرر الحجر على أبسط الحقوق الإنسانية الطبيعية, بذريعة درء الفتن و الفوضى على حدّ تعبير الأزهر. إنّ الفرق الوحيد في هذه الحالة, هو انعدام شرطيّ "الكمّ" و "الكيف" لفرض الإسلام "الحقيقيّ" كما هو بالقوّة, و ليس فهما مُتنوّرا للإسلام كما يُريدون إيهام الجميع!!

من هُنا يمكن إيجاد معلم ارتكاز لفهم الظاهرة الدّاعشية خصوصا, و الظاهرة "الاسلامية" عموما. أفليست داعش هُنا, إلا انتقالا من مرحلة الكمون أو التقيّة, الى مرحلة الجهر بالقول و الفعل, بعد توفّر الشّرط الموضوعيّ؟ و على غرار الانتقال النّبوي, من الاسلام المكّي إلى الاسلام المدني؟



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية هي الحلّ؟
- كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي
- مسلم.., و لكن...
- إلى ملك المغرب: سَلْ أسيادكَ .., أأنتَ الوطنيّ أم أنا
- خريف الدّكتاتور, أو بداية نهاية النظام الملكي المغربي
- تُحفة من الغباوة
- التّاريخ لا يرحم!!
- بعد الحماية الفرنسية سنة 1912, المقيم العام العَلَوِيّ بالمغ ...
- هل مات الشعب المغربي؟
- على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!
- قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا
- المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟
- تبرير التسوّل و تسوّل التبرير, غلمان و جواري حزب الأصالة و ا ...
- مهزلة البدويّ و عبيده في أمستردام
- إدارة التوحّش و توحّش الإدارة
- المخابرات المغربية لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- المخابرات المغربية التي لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشا ...
- استعمالات الإرهاب في المغرب
- الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!


المزيد.....




- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...
- دور ليبي ومسجد -مغربي-.. كيف أسلم بونغو وانتشر الإسلام بالغا ...
- السّر الكبير: ماذا يأكل الكرادلة المرشحون لمنصب بابا الفاتيك ...
- صحيفة سويسرية:لهذه الأسباب تم حظر جماعة الإخوان المسلمين في ...
- أعمال عنف بحق الطائفة الدرزية في سوريا.. اتفاق داخلي ودولي ن ...
- العراق يحظر نشاطات الأحزاب المناوئة للجمهورية الاسلامية على ...
- وجهاء الطائفة الدرزية يؤكدون رفضهم الانفصال من سوريا
- الجهاد الاسلامي: استهداف سفينة المساعدات اهانة للقيم الانسان ...
- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام تيمور - الإفطار العلنيّ في رمضان, بين ارهاب الدّولة و ارهاب المُجتمع..