أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - هل سيعود للشمس وهجها الاول..!














المزيد.....

هل سيعود للشمس وهجها الاول..!


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5851 - 2018 / 4 / 20 - 05:30
المحور: الادب والفن
    


سيعود اليها يوما .. وهجها الاول .....!
***********
تنتصب صورة عملاقة للشمس ..يكسوها الاصفرار الشاحب ليست بساطعة..وليس لا في الغروب ولا في لحظة المغيب..تخفت حرارتها باستمرار ..اسفلها نفر من الناس..كل واحد منهم بحوزته سلاحه الخاص..الاول يحمل منشارا اليا يجاهد في حنله على كتفه ويلتفت يمينا ويسارا باحثا عن خيط كهرباء قريبا منه ولا يجده ..والثاني يحمل قنينة خمر خضراء فارغة يرطمها مع الارض وتمانع ان تكسر ..ويظل يرطمها بلا جدوى ..ولا تنكسر..والثالث كان يحمل منجلا قديما يكسوه الصدأ ..حتى قبضته..ينظر مرة الى المنجل ومرات الى وجه الشمس...ومع مرور الوقت ..وكان الوقت طويلا كان يزداد عدد المسلحين ..وكلهم يرفعون راسهم ينظرون الى الشمس وهي ذابلة ...ويمكنني ان اضيف اليهم اذا ما سمحتم تلك الفئات من الناس الفاشلة في تدبير شؤون حياتها.
ومع مرور الوقت اخدت تذبل اكثر فاكثر ..وليس مرد هذا الذبول الى خوفها او ارتعاشها من رؤيتهم .. ولا الى نذرة الغمام من حولها ..ولا الى تزايد تشرمد تلك الاقمار الصناعية السادجة المبثوثة لتدور حول مدارها..لا ابدا ليس كذلك....هي كذلك ذابلة من رؤيتها لهؤلاء الناس الاشرار..النتحلقين تحتها ..ومع طول رؤيتها للشر على الارض..وهروب السلام عليها ..اخدت تذرف الدموع ..وهاهي يبكي ...الشمس الباكية ..فيسود الظلام الدامس زويا الخشبة ...ويتصاعد الصياح والهياج لجوقة من ضعفاء البشر ..تعرفهم من اسمالهم وتجاعيد وجوههم وثنايا اياديهم المرفوعة الى السماء..يحملون الشموع بايديهم ..وانظارهم تتحه نحو الشمس..وتتمايل نيران الشموع وتتجه بدورها الى الاعلى ...الى الشمس...وهي تشاركها البكاء..
من جملة ما كانوا يصيحون به ..التالي ..:
الاول يردد ...الفساد عم البلاد
الثاني..الدولة فاسدة
الثالث..الظلم زاد في البلاد
الرابع..اذا الشعب يوما اراد الحياة..
الخامس..قال الملكية هي السرقة ...
الحلقة تدورحول الثلاثة المسلحون والذين يستعدون لذبح الشمس وتقاسمها..وفي برهة توقفت الحوقة عن الصياح والدوران ..ففي جهة من الصورة يظهر عجوزسطور وجهه كالاخاديد وعلى اذنهاليمنى يحمل قلما اسود ينتهي بممحاة قذرة... لايزال يحافظ على قوته الجسمانية ..يدحرج صخرة امامه..صخرة عظيمة ملساء مكورة..تزن اطنان كثيرة ..وكانت كانها تسعفه في الحركة..يحركها كما شاء ..رجل تبدو على ملامحه..التحربة الغريقة ..ولانغراق في تلابيب الحكمة ...!
_ لابد لي من الصعود عليك الى الاعلى ... الشمس..
_ لماذا وانت دائم الجلوس بجنبي او فوقي ..لماذا..تصعد...اليها..؟
_ اصعد اليها......لامسح دموعها..او اخفيها....
_ وهل انت الله ..؟
_ لست الله ..لكني انسان على صورته ..انسان متجرد من انانيته...اطلب الخير للناس على هذه الارض ...!..والشمس..والارض..وكل ما في الطييعة ليس ملك لاحد..!
_ انت مخادع...انت من الناس ..ولا بد انك تخفي مصلحة ما ..تخفي حقيقتك !انت تريد الشمس لك وحدك....!
_ لابد ان اصعد لفعل شيء ما ..لاستعادة السلام على الارض..وارجوك..ان تتخركي الى هناك ..تحت الشمس..!
_ لا...لا...لا..لن افعل ..لان ذلك لن يغير من الاحداث...شيئا...!
_ لنحاول فقط..فعل شيء..ما لاجل الشمس...
انفجرت الحجرة بالضحك منه هو العجوز..العاجر عن اي فعل يرجع الامور اى طبيعتها الاولى ..وازداد ثقلها على الارض..ورفضت التدحرج..وهو يعرق ويعرق محاولا زعزعتها من مكانها ..بدون فائدة..تحسب له..فجلس اخيرا عليه وهو يراقب الثلاثة المسلحون ..والجوقة التي تحف وتدور بهم ..والشمس في الافق تبكي..وتدمع...وكان يصيح ببعض الكلام ..
_ اذا الشعب يوما اراد الحياة ..سيحي..
رد عليه صاحب المنشار الالي ..:( لا دخل لك فيما يريد الشعب..)
_ صدق الشعب..الملكية مجرد سرقة ...والخبز للجميع...
رد عليه صاحب القنينة الفارغة :( الا ما سكتي ..نجي ندبح امك ...).
_ لا سلام على سلام على ارض..تطؤونها..ايها الاوغاد ...!
رد عليه صاحب المنجل ..(سير اديها في حالتك ...!)...
لاد الرجل صاحب الصخرة بالصمت ..خوفا من سوء عاقبته..مع الرهط الغاشم..المتربص تحت الشمس..ثم اختلف الرهط حول من يبدأ اولا في نزع النور من الشمس..بعد دبحها ونشرها ..وارتفعت اصوات وراء الشمس كالرعد والبرق..وهبوب الرياح الهوجاء ..واندلعت موسيقى صاخبة تدمي الاذان...صاحبتها ابتسامة للشمس وسعت كل الكون بهبوط امرأة من نور تحمل فانوسا..انزلقت من شق برق ورعد ..عظيمين ..اعادت العافية والقوة الى الشمس و تحولت شموع الفقراء الى ذهب وماس..واسمالهم الى زمرد وحرير بينما..اعمت بصائر.الرهط.الشرير وفتتت اسلحتهم الفاشلة ..وذابت اجسادهم فوق الارض...!
وساد الصمت المكان .حين تدحرجت الصخرة بيسر وراء العجوز..الذي خرج عن صمته وقهره...وهو يقول (.سيعود يوما ..للشمس وهجها..الاول..)

ع.س2009.



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجنون...من يثق بها..!
- بويكوطاج الى ان تزول...
- ربطة عنق سوداء...
- اليهودية وتهمة معاداة السامية...
- تحت شجرة فلوبير...
- القوميديا والطراغوديا العربية ..
- محاورة قملة ...(شاربوراس )
- يوم مات علال ولد عيشة...
- حمام ....(السعادة ..)
- مع جرادة ...
- صياد الليل...يلقاها..يلقاها..!
- مذلة ..مابعدها ..مذلة.
- يكون ....خير ...2
- يكون....خير.....!
- لابد ..ان يعود.
- سقوط من السماء.
- اوجاع قريتي ...ف 22
- على الطروطوار....
- خلف النوافذ...9
- ليلة الصعود الى القمر...ظ


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - هل سيعود للشمس وهجها الاول..!