أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - تحت شجرة فلوبير...














المزيد.....

تحت شجرة فلوبير...


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6 - 17:41
المحور: الادب والفن
    


- تحت شجرة فلوبير......

_____________
هي سقيفة محفوفة باشجار قصيرة يلتوي عليها اللبلاب..بالوانه الزاهية ..ليست خاصة بي ..السقيفة ليست لي فهي مخصصة لعموم الناس ..في بعض الاوقات اجد مقعدي فيها محتلا من طرف شخص اخر ..تعودت فيها ان اراجع نصوصي المبعثرة التي راكمتها الايام ..بعض المقاطع لي اكررها هنا تحت السقيفة كلما كنت وحيدا ..يصلني صراخ المتجولين من الاجانب والاهالي معا ..علما انها تقترب من المنارا مول ..وكارفور ..ومنها اشق طريقي على الاقدام ..الى الباب الرئيسي الى صهريج المنارة ..
لم تكن السقيفة تستطيع ان تحكي لي ما يقع تحتها في الاماسي ..والليالي الحارة ..الا اني اجد فيها علامات ..واشارات الى ما حدث في الامس ..وجدث فيها هذا الصباح قنينتان من الخمر الاحمر من نوع المغربي ..الاولى فارغة تماما..والثانية لا تزال بها ثلاثة ارباع حمولتها ..قنينتان قائمتان على المقعد الخشبي المخصص للعموم..حارس السيارات يعرفني جيدا ابادله الحديث والتنكيث..وشرطي المرور كذلك...الا ان شباب امن الشارع ..الذين يروحون ويغدون على دراجاتهم النارية لا يعرفونني لا من قريب ولا من بعيد..تركتهما في مكانهما ..وخمنت ما حدث هنا في الليلة الفارطة ..مجرد جلسة بين عاشقين ..احست العشيقة ان العاشق بدا يفقد جدارته وقررت ترك القارورة لاحد من المترددين السقيفة كعربون على المحبة والعشق للمكان..كاد ت نفسي تسير خلف هواها ..واتجرع منها كاسا او اثنين ..لكني استحضرت مراجعة قصصي كما تعودت وانا في كامل قوايا العشقية للكلمة والحرف والحكاية..تركتهما ..ووقفت قربهما ..الواحدة تنظر الى الاخرى ..وانا ارفع صوتي قارئا نهاية قصة ما من قصصي القديمة ..كنت امشي ...واقرا... واعود امشي واقرا تحت السقيفة ..كالعبقري غوستاف فلوبير ..لم تكن نهاية قصصي تروق لي ..لذلك اعيد قراءتها علي ..مرة ..مرتين ..فلا تروقني ..ظهرت في نظر المارة ..كرجل تائه فقد لبه ..ويتظاهر بقراءة خربشاته على الناس وعلى نفسه في مكان ليس له ولكنه للعموم ..تركت السقيفة حائرا مكسور القلب من خيبتي ..على طول الطريق اتامل في الاشجار الخضراء .. باحثا عن شجرة فلوبير ..من حين لاخر اقرفص الارض كي استريح تحت ظل نخله..فتركع امامي قنان الخمر الفارغة من انواع محلية واجنبية ..بلاستيكية زجاجية..كلها كانت فارغة ..لا تشير الا لشيء وقع هنا قبل ان تشرق شمس هذا الصباح..
من وراء النخلة بخطى حفيفة رايت شابا قرويا ملامحه شاحبة. يجر جملا تسبقه روائح الصحراء وروث الابل الى خاشيمي ..فوقه تتمايل جميلة شقراء تغني ..سرت وراء الموكب ..كنت افكر ككاتب فاشل بل كالمجنون في الطريقة الطريفة الذكية التي يراجع بها فلوبير قصصه الواقعية التي تمتلك المشاعر والالباب ..
_______
عبد الغني سهاد





#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوميديا والطراغوديا العربية ..
- محاورة قملة ...(شاربوراس )
- يوم مات علال ولد عيشة...
- حمام ....(السعادة ..)
- مع جرادة ...
- صياد الليل...يلقاها..يلقاها..!
- مذلة ..مابعدها ..مذلة.
- يكون ....خير ...2
- يكون....خير.....!
- لابد ..ان يعود.
- سقوط من السماء.
- اوجاع قريتي ...ف 22
- على الطروطوار....
- خلف النوافذ...9
- ليلة الصعود الى القمر...ظ
- متاهة الكيف
- الرقص مع فاطمة...!
- تردد.(....)
- وعد...!
- لا تحترسوا....!!


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - تحت شجرة فلوبير...