أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الغني سهاد - مع جرادة ...














المزيد.....

مع جرادة ...


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5818 - 2018 / 3 / 17 - 03:54
المحور: كتابات ساخرة
    


مع جرادة ...

جرادة..مالحة..في البئرهي سارحة..
جرادة مدينة /قرية منجمية مغربية يموت ويطحن فيها العمال ببطء سواء في دورهم التي تشبه الكهوف...اوفي حجورهم كالجردان..!في زمن الكل يتشدق بما يسمى حقوق (حقوق الانسان..)..
من الصعب تحديد ما يقصده سكان جرادة من مطلب (البديل الاقتصادي).كحد ادنى .فهل يمكن حدوث بديل اقتصادي في ظل نفس النظام السياسي السائد..؟....لكن من السهل الاقرار بلا لف ولا دوران ان نشطاء الحراك لاتتعدى مطالبهم السياسية القصوى الاستمرارية في ظل نفس النظام .وتلك اشكالية كبرى تنضاف الى اختها المتنثلة في غياب التنظيم السياسي الثوري..ليس في
المدينة المنجمية لكن في ربوع الوطن...الشباب والكهول والنساء...في جل الفيديوهات ..واللايفات العفوية..يرددون ملكنا واحد ...محمد السادس ...ويتلحفون بالعلم المغربي الاحمر ذي النجمة الخماسية الخضراء..ويتظاهرون في المدينة المنكوبة بسلمية مرددين شعاراتهم..الاجتماعية والاقتصادية..البديل الاقتصادي..هذا الشعار المرفوع من طرف سكان المدينة/القرية المنجمية..لايتعدي توفير الشغل..والصحة..والسكن والحياة الكريمة ..للشباب ورجالات المدينة المنموبة منذ اغلاق مناجم استخراج الفحم (الشاربون..)..ومن نافلة القول ان كل مدينة منجمية هي مدينة عمالية ...الى اي صنف يمكن وضع عمال المدينة وساكنتها ..افي خانة البروليتلريا الرثة..او العطاشة على حسابهم ..او عديمي الملابس للداخلية les sans cullotes..الذين كتب عنهم اميل زولا في القرن التاسع عشر..الاوصاف تتشابه..بل تتماثل..الا ان جافروش..وطبقته التي تحيا تحت الارض..كالجردان يشفع لها تحاوزا..حيث لاشيء يشفع لاستغالال الانسان واذلال كرامته...اقول يشفع لها ظرفية بداية النظام اللصوصي الراسمالي..اما ان توجد هذه الطبقات الاجتماعية في مطلع القرن الواحد والعشرين..وفي عهد العولمة التي لا تعني سوى افقار الفقير والزيادة في اغناء الغني....فهو امر لايطاق...كانت جرادة تنعم بالرخاء الاقتصادي..والاجتماعي..قبل ان تغلق مناجمها..ويبدا العمال في الاعتماد على طاقتهم الجسدية والفكرية في حفر التقب/الابلر بوسائل بدائية تنتمي الى زمن كافروش..لقضاء الساعات الطوال في باطن الارض..في الحفر..وسط مخاطر انهيار..الساندريات..عليهم..فقط لاجل بيع الفحم لسماسرة..ووكلاء ارباب العمل ..بثمن بخس 70 درهما...وهؤلاء..يبيعونه بدورهم ب 800 درهم ..هذه ابشع صور الاستغلال...لقد اغلق المنجم جرادة في عهد حكومة التناوب..التي كان على راسها..الاتحاد الاشتراكي..وكان يطبل ويزمر بفتح عهد جديد..يقوم على انجاز الاوراش الكبير..وتراقص حينها المناضلون على امل حصول التغيير ...الا انه لاشيء حصل سوى تركيع النقابات والاحزاب _الكثلة لديموقراطية..الديموقراطية..تحويل مؤسسات القطاع العام الى الخواص..(الخوصصة)..وخداع الشعب..بكل فئاته المطحونة وتيسير عملية انتقال دواليب الحكم من ملك الى ملك.والبحث عن مؤيدين جدد من الطبقة الوسطى الى جانب النظام المخزني ..والدعاية لعهد جديد لا جدة فيه..تغيير الوجوه والكراسي والاستمرار في الا الاستغلال..والطحن ..للطبقات الشعبية ..بابشع اشكله..فيما مضى من الزمن ..كانت مادة التربية الوطنية في الاقسام الثانوية في برامجها تركز على تلقين الطالب باوليات التعريف بمؤهلات اقليمه الاقتصادية والاجتماعية..عن طريق الجغرافيا الاقليمية..التي تخلت عنها سياسة التعليمية ..ومن جملة الاقاليم المغربية التي لها مؤهلات قوية للنهوض الاقتصادي..اقليم المغرب الشرقي..الذي يضم مدن وجدة والناضور..وجرادة..ويحتوى الاقليم على مناجم غنية بالفحم والحديد..فحم جرادة ..وحديد الناضور..ولاشك انها مقومات اساسية لقيام صناعة الصلب في الاقليم لو تواجد في بلد راسمالي غير تابع ..غير المغرب..لكن مادام الاقليم في بلد فيه تتواجد كل التشكيلات الاقتصادية..حتى الاقطاع الزراعي والفلاحي..ووكلاء وسماسرة الراسمال العالمي..فمن البديهي ان تستنزف هذه الثروات..وتشل كل المقومات الممكن تشغيلها لاجل النماء الاقتصادي...عودة الى جرادة..جرادة..مثلها مثل سيدي قاسم..والجرف الاصفر _قطارة_ وطاطا..تتراجع فيها فرص الشغل..وتتراجع بها عهود الرخاء النسبي..الى مايشبه حياة المناجم في القرن التاسع عشر...وفي ظروف موت النقابات..والاحزاب التقدمية..يجد النظام المخزني الفاسد الفرص المواتية لطحن المتظاهرين ،،والتفرج على البروليتاريا المغربية الرثة وهي بصدد دفن اجساد شبابها في جحورهم السوداء ..وينتحرون كما تنتحر الجردان..
ومايحز في نفس كل مواطن غيور ..نفسه ابية ان العمال في المدن الاخرى تتعرض لنفس المصير ولا تتحرك ..ولا تتضامن ..!!!

عبد الغني سهاد



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صياد الليل...يلقاها..يلقاها..!
- مذلة ..مابعدها ..مذلة.
- يكون ....خير ...2
- يكون....خير.....!
- لابد ..ان يعود.
- سقوط من السماء.
- اوجاع قريتي ...ف 22
- على الطروطوار....
- خلف النوافذ...9
- ليلة الصعود الى القمر...ظ
- متاهة الكيف
- الرقص مع فاطمة...!
- تردد.(....)
- وعد...!
- لا تحترسوا....!!
- اداعب عواطف البحر
- زارا ...والحمار
- اغنام ..باب الرب
- أحيانا.....
- احيانا....(2)


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الغني سهاد - مع جرادة ...