يحيى غازي الأميري
الحوار المتمدن-العدد: 5850 - 2018 / 4 / 19 - 22:47
المحور:
الادب والفن
1
وَلَهَّاناً أَرنُو بِشَغَفٍ وَحيرةٍ وَحَذر
جُلَّنارُ الشَفَتَينِ لِباسِمَةِ الثَّغرِ*
وَهِيَ تَتَحَدَّثُ بِرِقةٍ وَسرُور
عَنْ بُركَانِ الشُّعُورِ
لِلوِصَالِ بَيْنَ الثُّغُورِ
وَالتَّوَاصلُ بَيْنَ طَرَفَي المَعَابِرِ وَالجسُور
اِنه كَمَا شَوقُ اللِّقَاءِ بَعدَ الفِرَاقِ
وَشتّان الهيَامُ وَالهِجرَانُ فِي الغَرَامِ
فَارتَسَمَتْ عَلَى مُحَيَّاهَا حُمرَةُ الخَجَلِ
وَتَكَوَّرَتْ غمازتان فِي وَسطِ الوَجنَتَينِ
تَتَرَاقَصان وَ لي تَبتَسِمُ
امتَزَجَ فِيهِمَا لَهِيبُ الشَّوقِ وَلَهفَةُ الوَجدِ
فجُنَّ الفُؤادُ بِهَا وَهُوَ يَتَلَقَّى بالحشى
نِبَالَ هَمَسَاتِ الجفون؛
بِسُرعَةٍ وَمِن البَرقِ أسرعُ
رَفَعَتُ مِرسَاتِي وَطَويتُ اشرعتي
وَهَمَّتُ مَجنوناً
أغوصُ فِي يَمِّ العيونِ
أسبرُ بتوقٍ أَغوارَ وديانِ الأَحداقِ
كشوقِ العاشقِ للقُبلةِ و العناقِ
حَتَّى غابَ مِني السَّمعُ وَالبَصَرُ
2
وَأفاقَ خَافِقَي مِنْ رِحلَتِهِ مَبهُوراً مَسحُوراً
مِنْ رَوضِ الجَنانِ وَعِطرِ المَطر
وَمِنْ تَدَفقِ نَمير النَّبع فِي المنحدر **
وَسَرَّحَ يُنصِتُ بِفَرحٍ وَاضطِرابٍ
لِلكَلِمَاتِ وَهِيَ تَتَنغَمُ تَتَزاحَمُ تئنُّ وتتوجعُ في المَبسمِ
وَسَكَنَ يُصغِي لَهَا مُستَسلِماً، بلا كَلمِ
وَهِيَ تَتَرَدَدُ وَتَنسَابُ وَتَتَلَعثَمُ
مِنْ مَبسمِهَا الوَلْهَانِ المُتَبَسِّمِ
فَسَمِعتُ صَوتِ الهيامِ بِعَينَيهَا يَرتَسِمُ
وَعَنْ بعدٍ لَمَستُ عِطرَهُ
وَبِنَشوَةٍ خَفَقَ القَلبُ لَهُ
وَطَارَ يَرقُصُ فَرحاً وَيَهتِفُ مَرحاً
مَرحى بِنَسِيمِ الرُّوحِ وَرِياحِ الهَوَى
وَهِيَ تَسرِي برفقٍ وَ ودٍ فِي الشَّرايِينِ
ستوكهولم في نيسان 2018
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاني بعض المفردات التي جاءت بالنص:
*جُلَّنار: زهر الرُّمان
** نَمير: ماءٌ نَميرٌ : ماءٌ نافعٌ عذبٌ ،طيبٌ، حلو المَذاق؛ وَ يقال لهُ حَسبٌ نَميرٌ: زاكٍ
#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟