في وجوه الخلاف الثلاثة بين القحطانيين و العدنانيين حسب أحمد أمين ..

حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5845 - 2018 / 4 / 14 - 00:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يرى أحمد أمين أن وجوه الخلاف بين قحطانيي العرب و عدنانييهم ثلاثة /

الوجه الاول /

مختصرا و نلخصه في قرار اهل الجنوب و كونهم اصحاب حضارة " لقد كان في مسكنهم اية .." و اهل الشمال اهل بداوة ...( هذا مثير فغالبا ما يكون اهل الشمال هم اهل الحضارة و الجنوب البداوة ..هذا من تعليقي و ليس تعليق احمد امين و يستحق ايضا تعميق النظر..)..

الوجه الثاني /

هام جدا انهم مختلفون في اللغة فلغة اليمن غير لغة الحجاز أوضاعا و تصاريفا ...فاللغة اليمنية أكثر اتصالا بلغة الحبشة و الاكادية ..و لغة الحجاز اكثر اتصالا باللغة العبرية و النبطية ..و نشير هنا الى اهمية هذه الاشارة في مبحث اللغة العربية و اصل اللغة و علاقة اللغة بالدين و بالتاريخ و بالفهم و بمنظومة القواعد و احسب ان مبحث اصل اللغة و جذورها و اصل قواعدها خاصة صرفها مهمة جدا...هذه ملاحظاتي و ليست لاحمد امين ) ..

الوجه الثالث /

الاختلاف في درجة الثقافة العقلية ( بدو و حضر) و ( اختلافهم في اللغة ) و ( الامم التي تخالطهم يعني التاثيرات المتبادلة )

لا يعني هذا ان الفصل كان تاما حسب احمد امين بل كان الترحال و الانتقال من جهة لاخرى قائما...

بل ان كثيرا من اهل اليمن رحلوا الى الحجاز و قليل من اهل الحجاز رحلوا الى اليمن و قد عللوا هذا الامر الغريب بانهيار سد تأرب في اليمن ما دفع اليمنيين للرحيل الى الحجاز و يعزو بعض المؤرخين الامر الى سقوط و ضعف التجارة باليمن بين القرن الثالث و الرابع قبل الميلاد على إثر النشاط التجاري الذي قام به الرومانيون في البحر الأحمر في ذلك العهد فكان ضربة مؤلمة لتجار اليمن و أما هجرة اهل الشمال الى اليمن حسب احمد امين تعود الى كثرة نسل القبيلة و ضيق موطنها ...

و في كل الاحوال يذكر احمد امين أن النسابة ذكروا كثرة التنقل بين القبائل سلوك قديم قبل الاسلام و قد كان العلاقة بين القحطانيين و العدنانيين متشنجة قائمة على العداوة من قديم جدا الى حد كان يلبس المضريون عمائم حمر و رايات حمر و اهل اليمن عمائم صفر و رايات صفراء ...

قال أبو تمام الشاعر /

محمرة مصفرة فكأنها ...عصب تيمنفي الوغى و تضمر

اصل العداوة كما يرى احمد امين طبيعي هو ما بين البداوة و الحضارة ...

ملاحظاتي التي أقدمها للقارىء الباحث الرصين /

اختلاف اللغة و اختلاف مستوى التمدن و التحضر و اختلاف البنى العقلية التي ذكرها أحمد أمين أعتبرها مداخل لمباحث ألسنية و لغوية و تاريخية بل لها ارتاباط مباشر و غير مباشر بلغة القران و خصائصها الصرفية و مبحث التأويل و الفهم و و دواعي الحرب العميقة بين الجهتين و هل كان الاستعداء من البدو على الحضر ام العكس و هل كان استعداء القوي على الضعيف بدوافع اقتصادية و لرأس المال فيها دور كبير و هل كانت الدوافع هي الغنيمة ام دوافع ثقافية و ماهي ...

اصل اللغة العربية كدراسة عميقة لا تنفصل عن دراسة المجالين التداوليين اللسانيين و خصائصهما و اصل كل منها و خصائص البنيتين الصرفيتين و منظومة الدلالة و من ثمة كيف نفهم القران و باي النسب تشكل البنية اللغوية العربية و البنية الصرفية من هذه او تلك او هل لتاثر كل لغة بجهة معينة الاحباش مثلا أو بالعبرية و النبطية و ...هل له تأثير و يفسر وجود الفاظ غير عربية فيه استوعبتها العربية من العبرية و الاسرائيلية و لم ليس من بقية المؤثرات كالاكادية و الحبشية ...

موضوع حساس و مثير و مزعج لكنه بشجاعة في التحكم في العلوم الحديثة سيجعلنا نتخطى صعبا كثيرة و نحدث ربما منعطفا هاما لطالما تجاهلناه ...

لن يعفينا ذلك الى توسيع دراستنا لامتداد الابراهيمية و الحنيفية في الاسلام و ما المشترك و المختلف مع تعميق الحفر على نحو قد نتجاوز فيه عمل الانثروبولوجي السوري فرج السواح و محاولات الربيعي في قضايا اخرى بل سيساعدنا على ما يلي /

أولا /

بناء ادوات حجاج و نقاش و حوار علمية و انثروبولوجية مع الملاحدة و اللادينيين و الاجابة على تساؤلاتهم...

ثانيا /

بناء علة أنثروبولوجيا و سيمياء عربي و إسلامي ...

ثالثا /

اقتحام موضوع جغرافية انتشار الأنبياء و الإجابة على سؤال هل كان الانتشار النبوي مقتصرا على منطقة الحجاز و جزيرة العرب و المناطق المحددة تاريخيا و لماذا فهو موضوع مطروح بحدة في كتابات حديثة من جهة من يدرسون علم مقارنة الاديان و علم الانثروبولوجيا و الجغرافيا البشرية ...الخ

رابعا /

البحث في موضوع الاسطورة و تاريخ العبادات و الطقوس من صوم و حج و زكاة و رموز المقدس و عناصره الله الملائكة الجن الانس الانبياء المعجزات الشيطان ابليس ...الخ وووو..."

ملحوظة /

سأحتفظ بالقضايا و الأسئلة المركزية و الأساسية المتعلقة بالمباحث التي تترتب على المنشور هذا و الذي سبقه باعتبار حق المؤلف في تحديد التيمات المفصلية للبحث في قضايا لم يسبق تناولها من قبل ....

#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات