حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5844 - 2018 / 4 / 13 - 20:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
" من سؤال " الروافض" إلى أدوات تلهية العقل الجزائري و صرفه عن قضايا وطنه الأساسية..."
سألني سائل ما الذي يجمعنا بالروافض....
فكان جوابي هذا /
صفحتي لغير التكفيريين و ليست للذين لم يتجاوزوا سؤال " هل الروافض أو الشيعة مسلمون أم لا ? "...
من يؤرقه هذا السؤال و هو ينسحب على كل الطوائف التي تشهد أن لا اله الا الله و أن النبي محمدا رسول الله...
فلا مكان لهم على صفحتي و لا حاجة لي بجدالاتهم التافهة و وجودهم و أسئلتهم لأنني أرى فيها مضيعة للوقت و هدرا للجهد و ملهاة متعمدة و صرف نظر عن فساد رهيب في الواقع و نظام الحكم الذي يستعبدنا بمنح الولاء للأوليغارشية الدولية و الإستكبار العالمي و في كل بلاد العرب و المسلمين ..
فمن تمام نقاء التوحيد و اكتمال الإيمان و ما لم يخطر على بال السلفية المصطنعة على المقاس كثر من التيارات التراثية هو وجوب أن تتحررالشعوب من عبودية هذه الأنظمة و إلا فإن إيماننا مشوب و منقوص و فيه بعض الشرك.. .
صفحتي تجمع من امنوا أن جميع من يشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله و يؤمن بالقران فهو مسلم مؤمن...
لا دخل لصفحتي في تفاصيل التعبد و الإنزلاقات و الشطط في التصورات و من يتعبدون لله بالمذاهب أو يحفرون في التاريخ من هو صاحب الحق و من الظالم في امة خلت و مضى عليها نحو خمسة عشر قرن
و لا أقبل بنشرها على صفحتي و من ثمة فالأشاعرة و السلف و السنة و الشيعة و الزيدية و الاباضية و المذاهب السبع جميعهم مسلمون و أمرنا جميعا إلى الله يرجع...
تهمني وحدة المسلمين و تعاونهم و تقاربهم و الإشتغال بتعاونهم و نهضتهم من كبوة التخلف الرهبة قبل الغرق فيي وحل هذه هذه الملهيات التي تغذيها جهات متعمدة....
و لا أريد باسم تنقية التوحيد و محاربة الشرك و البدع أن اشتغل حاشاكم " قوادا " و عبدا " للأنظمة الدولية الغاشمة الناهبة لثرواتنا المفتتة لوحدتنا عن طريق الولاء لمن يحكموننا...
يرخون حبلا و يشدون اخر كأننا دمى و لعب أطفال بين أيديهم...
يسيرون فرقتنا و نزاعاتنا و فتننا و انقسامنا و طائفيتنا ...
لا أريد أن اشتغل عبدا ل "وال ستريت " و " عائلات أصحاب البنوك في أمريكا " و " البنك الدولي" و " الشركات العابرة للقارات و المتعددة الجنسيات " و " لوبيات المال " الناهبة لأموالنا و ثرواتنا و المؤسسات المالية و أصحاب المال الوسخ و النظام المالي الدولي الفاسد...
لا أريد أن أكون عبدا للأنظمة العربية الفاسدة و المستبدة و المتعفنة لأمدد و أطيل من عمرها كلما اختنقت وأمنحها نفسا جديدا من غير حياء بالتورط معها و اقتسام ريوعها و كوطاتها الإنتخابية بزعم الوقوف أمام مخططات التقسيم العالمية المغرضة...
لأكون مؤمنا و وطنيا و عاقلا ناضجا حكيما سياسيا محنكا يفوت الفرصة على الأعداء الذين نجهلهم و لأكون غير مرتبط بدوائر خارجية مشبوهة
إن الإيمان بالوطن على هذا النحو الفرجوي المزيف هو خيانة لله و رسوله و للأمانة التي عرضها الله على السموات و الأرض فأبين أن يحملنها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا...
إنها خيانة كبرى للشهداء الذين ماتوا من أجل هذا الوطن ....
لا أريد أن أكون تيارا إسلامويا سواء ينتسب زورا للسلف الصالح " سلفي" أو للتراث " تراثي " او " للإخوان" إخواني أو للجزأرة أو " لليسار" أو لطابور فرنسا أو للشرق أو للغرب يجمع الريوع و يبارك السلطان و يعرف من اين تؤكل الكتفو يتورط من حيث لا يدري أو يدري...
و منهم من يفتي للناس بعدم وجوب بل بحرمة الخروج عن الحاكم المسلم و لو سلميا فله - حاشاكم - أي الحاكم أن يبول علينا و على نسلنا و مدرستنا و جامعاتنا و ينهبنا و يسبي بناتنا و يقتلنا في السجون
و يزج بنا من أجل اراءنا إلى السجون و يقطع رواتبنا و لقمة عيشنا و يحاصرنا في بلدنا ليجعل منه سجنا لنا لعلنا نفقد وعينا و عقلنا و يتخذ نساءنا رهائن و أمات (جمع أمة) و رجالنا عبيدا و شبابنا غلمانا و ثرواتنا مستباحة
و نحن كهنوت فتوى يخدم بقاءه و يدعو له بدوام الحكم و يبرر أفاعيله النكراء و خروقاته لحقوق الإنسان و ينتظم في سياسة جوع كلبك يتبعك ....
لا أريد أن أكون عبدا للنظام و كلابه باسم الدين و تنقية التوحيد و الحكمة و التعقل و عدم تدمير البلاد و لغات الخشب " الكذابة " و المنافقة التي تريد تخدير الشعوب لبقاء الأنظمة تعربد و تحتقر و تظلم
تزعم تفويت الفرصة على الأعداء كما يزعمون (و هم اصدقاء الاعداء ) و تخويفنا بنماذج ( الربيع العربي ) كأن العقل لا يعرف إلا هذه و عاجز عن ابتكار أحسن منها و لتقول لنا الطاعون او الكوليرا ...
فلا يوجد أعداء أكبر من نظام حاكم متسلط ناهب مفسد فاسد يمكن الأعداء من الخارج من التلاعب للتلاعب و نهب ثرواتنا ...
و لا أريد أن أكون عبدا لأحزاب إسلامية تبيع و تشتري باسم الدين و الكوطات معزولة عن عمق المجتمع و لا خير فيها إلا النكوص و تبرير النظام ...
لا أريد أن أكون عبدا لمستقلين صنعوا على عين النظام و لا يختلفون عنه ترعرعوا في حضنه
و لا عبدا لأحزاب صنعت و ولدت من رحمه تزعم المعارضة و لا شخصيات مستقلة و قوائم مفبركة كلها تدور حول نظام لا يقبل ببصيص من التجديد الجاد...
من أراد لقاء الله نظيفا فليبتعد عن هذه المساومات و الصفقات المشبوهة مهما تزينت بلغة الدين و الوطنية و التاريخ و العلمانية و الحداثة و التنوير و المصلحة الوطنية.....
على المجتمع ان يسترجع الثقة في نفسه و يخرج للوجود حركة و حراكا و نخبة و عملا تثقيفيا و تحسيسيا عبر وسطاء بين النخبة و العامة و في الأوساط الطلابية و النقابية ...
لا يهمها اليوم الحكم و السلطة و الإنتخابات ...
لا بأس أن ينتدب بعض من هذه النخبة لتشكل لوبي يتسلل إلى مواقع النفوذ لترميم الدمار و إصلاحه و استدراك ما فات بشروط مدروسة نظيفة و عفيفة...
بل يهمها أن تشتغل لإحداث ثورة معرفية و عقلية في قلب معوقات تركها النظام الفاسد و تكافح اثار التدمير للعقل و حالة الضرر التي لحقت به من أعطاب خطيرة نالت منه و عطلته و جعلته تابعا و سجينا و مزيفا ...
و تعمل على ممارسة المعارضة الإيجابية لا تقطع مع القوى الإنسانية في شفافية خاصة منها الحقوقية و تحضر لمشروع نهضوي و تؤسس المدارس الخاصة و الجامعات و مراكز البحث و الدراسات و الإعلام و الفن و الدراما و المستشفيات و مشاتل إقتصادية توازي عمل النظام الذي أفلس و تعاونيات و مصانع و مدن علمية و مناخات ابتكار في داخل الوطن و خارجه و تحمي ممتلكاتها من مؤامرات و كيد النظام الحاكم ...
يساهم هذا الحراك في صناعة العقول و بناءها على النقد الإيجابي و الإستقلال و التيقظ لدور الإعلام في تزييف الوعي و نشر الملهيات و خطابات الديماغوجية و التبعية و الوهم و التجهيل و القولبة عبر المدرسة و الجامعة و الثقافة و الفن و الإعلام ..
بعث الهوائيات العربية و حتى باللغة الأجنبية و مضاعفتها مع نقد مخاطر الإعلام الدولي و عولمة القيم في جانبها الإغترابي و العدمي و التدميري اللاإنساني و كل الرسائل التي ترسل بها الأوليغارشية الدولية عبر تنظيمات الإرهاب و تقاريرها و تقارير المنظمات الدولية الصامتة على كثير من الخروقات ....
هل يعقل أن يتحول كل من يشتكي بعد يأس و حقرة من أضرار تمس حريات الأفراد و الجماعات إلى المنظمات الحقوقية قينعت و يتهم بأنه يدعو إلى تدويل القضية الجزائرية فأي مكر و خبل و خرق علني للحقوق و المواثيق الدولية .....
بل كيف لا تستقبل عرائض الناس و خروقات الحقوق و المظالم في حق المعارضين الضحايا فيظلمون و يسجنون و يجرجرون و تقطع رواتبهم و يحاصرون و تدمر مساراتهم المهنية و تذهب أعمارهم سدى من أجل نقد سياسي و رأي أبدوه و فكرة خالفوا فيها النظام في أوطانهم و يهانون و يذلون و يحتقرون...
تزور إرادة الشعوب في أوطانهم و تشترى الهمم و الأصوات و الذمم و الكرامات ..
و إذا اشتكوا إلى المنظمات الدولية وجهت لهم تهما غريبة على مرأى من النظام الدولي و هيئاته الحقوقية و الإنسانية الصامتة و المتورطة
و أمام صمت و تورط من المنظمات الرسمية خاصة و هي ترى الشاكين المتضررين يرمون في السجون و يتهمون بتدويل القضية و تصبح تهمة أن تراسل منظمة دولية مثل ONUاو UNESCO UNICEF أو منظمة حرة مثل TRIAL و غيرها كثير
في عهد يتم التدخل في برامجنا و مناهجنا الدراسية من طرف أجانب و فرنسيين خاصة و بتورط من أنظمتنا....
و لا يمكن إنقاذ إنسان و مواطن صاحب رأي من خروقات صارخة لحقوق الإنسان منها السجن و قطع الراتب و التجويع و الحصار و التهميش و المساس بقيمنا و هويتنا و برامجنا حيث يهان الانسان و يجوع و تداس كرامته بالمؤامرات الكيدية ...
هكذا تتحول بعض مؤسسات الدولية الى أدوات لتصفية الحسابات ضد الإنسان و حرية الرأي و التحالف مع أنظمة غير شرعية تسخر من نخبها لا تكترث بحالهم تدس كرامتهم تتامر علهم كيدا و ظلما و " حقرة "....
على العقل أن يتيقظ و ينتج توثيقا و توصيفا و تقريرا لحالة الدمار و الخروقات و يسمع بها الكون كله رسميا كان أو انسانيا أو عربيا أو إسلاميا ..
على العالم كله أن يسمع و بقوة ماذا يحدث في بلادنا الجزائر من حقرة و في بلاد العرب و المسلمين ...
و ليس هذا من التدويل في شيء..بل هو فضح و تعرية لأنظمة شمولية تتظاهر بالديمقراطية و هي تدمر شعوبها و تهينها و هو صرخة من النخب المظلومة....
فأين نحن مما يحدث و بعضنا مشغول بتكفير الشيعة أو نشر الإستبصار
عقل هزيل و مشكلات الأمة تتنامى
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟