أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمزة بلحاج صالح - التراثيون و الخوف من الفلسفة و تجاهل جدواها















المزيد.....

التراثيون و الخوف من الفلسفة و تجاهل جدواها


حمزة بلحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5691 - 2017 / 11 / 7 - 01:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتوجس كثير من التراثيين من " الفلسفة " و منهم من يعتبرها كفرا و اغترابا بل يخافونها و يخشون على أنفسهم و على كل مسلم منها و لا يرون نفعها

و يخافون" التنظير " و يسمونه " الإسراف في التجريد " و الإنفصال عن الواقع

فتراهم يتسائلون ما جدوى الحديث عن " نيتشه " مثلا لا حصرا و غيره من الفلاسفة و منتجي الخطابات النظرية

و في هذا السياق نتسائل هل نكتفي ب "مالك بن نبي" مثلا و نعتبره نصا عمليا و واقعيا و براجماتيا و هو أمر أيضا يحتاج إلى نقاش

لكن ترى لماذا لم تكن ل" مالك بن نبي" حساسية من " نيتشه " و غيره بل كان عائدا إليه و إلى هيجل و غيرهما في محطات تفكيره المختلفة..."

قد يتسرب اليأس إلى الجامعي طالبا و باحثا و مثقفا و رجل تربية و غيرهم و هم يقعون في حالات من الإلتباس و الإستقطاب و تأثير فهوم الديني السطية و الفاسدة عليهم مستخفين و منتقصين من مكانة و دور الفلسفي في صناعة العقل و تحريره ...

عجز العقل عن إدراك قيمة بعض ما يتوهمه و يصنفه عن قلة إدراك تجريدا و حديثا منفصلا عن مشكلات التخلف هو من يدفع ببعض من ذكرت من شرائح المتعلمين العرب إلى عدم رؤية تناسق و تعاضد و جدوى قضايا فلسفية مختلفة و كم هائل من المعارف التي تقع في قلب مشكلة التخلف أهمية

الحديث عن التخلف يلامس مشكلة التعليم و التربية و التكوين و البحث العلمي الجامعي و برامج التكوين الجامعي...

يلامسها من حيث طبيعة و ملامح المخرجات االنهائية التي نريد ....

ما موقع و مكانة مواد ايقاظ العقل و صناعته و بناءه من استراتيجيات التربية و التعليم و الجامعة و البحث العلمي و المواطنة و الحوكمة في عالمنا العربي و الإسلامي...

ما مكانة الفلسفة و العلوم الإنسانية و العلوم العقلية و العلوم التجريبية في استراتيجية صناعة العقل و إيقاظه من سباته...

عندما نكتب عن قضايا أساسية في الخطاب الفلسفي الغربي و العربي و نتناول مثلا " نيتشه " و كيفية قراءته و مقولاته المركزية ..الخ إنما نتناول مشكلة أساسية تتعلق بالقول الفلسفي تهم طالب الفلسفة و المثقف و رجل التربية أيضا و تحررهم من ارتهانات و استلابات القول الفلسفي الغربي و اختراقاته للوعي الجمعي العربي..

أن لا يقف العقل العربي لعجز بنيوي و تكويني فيه على أهمية و قيمة الفلسفة و قضاياها عربيا و إسلاميا عند من ذكرت من بعض الشرائح فلا يعني أن من قدروا ذلك هم على صواب و أن العيب في كون ما طرح عليهم كان حقا مفصولا عن الواقع و مجرد تجريد و تهويمات و هرطقات فارغة و عنتريات جوفاء كلا

بل العيب في العقل الذي عجز عن تلمس مخاطر كبيرة و رهيبة في القول الفلسفي و الإناسي و في العلوم الإنسانية الغربية و أثرها علينا و ظن أنها مجرد تجريد و هو ما لا يفهم منه عدم جدواها و التوجس منها بل تحديد موقف علمي منها على تنوعها و أهمية قضاياها ...

و لا عذر لمن اشتغل بخطاب ما بعد الحداثة و مخرجاته الأدبية و الفنية و الثقافية و التربوية و تداعياته على تشظي المعنى و القيمة و الحقيقة أن يجهل و يتجاهل هذا و لا يرى انعكاس و أثر ذلك في برامج التربية و التعليم و الإصلاحات التربوية التي تشهدها الأوطان العربية و الإسلامية و على مستوى الخطاب الناقد للمقدس و للدين ...

عجز العقل مرده الى محدودية أفق النظر و الكسب و تنوعه و حالة اليأس و الإخفاق التي تعترض طريق العقل و تتسرب الى النفس العربية و ليس في لا واقعية الخطاب أو تجريده أو إغراقه في النظري...

ناهيك عن تمترس بعض العقول التي أشرت إليها حول كسبهم المعرفي الزهيد و الأحادي و السطحي و أرائهم و ظنهم أنهم يملكون الحقيقة النهائية

و تعاليهم إلى حد يفضلون التلميح على التصريح و الهروب إلى حصونهم بدل الإفادة من حصون الغير و اعتقاد الأستاذ و الجامعي أن السؤال منه جريمة و انتقاص قيمة من شخصه أمام طلابه...

الطلاب جزء كبير منهم يتفاعلون ظرفيا مع أصحاب النفوذ عليهم من دكاترة و أساتذة فإذا حصلوا الشهادات هجروا و أنكروا أنهم يوما ما كانوا طلابا..

و من أسباب ذلك تدميرنا للمنظومة القيمية الرمزية و العرفية و تراتبية و هرمية تداول العلم و أخلاق التعلم...

العقل الذي مبلغه من العلم مثلا لا حصرا هو " مالك بن نبي" فينتهي عنده و لا يتخطاه و يعتبره فكرا نهضويا عمليا و بديلا خلاصيا بل نهاية البدائل و خلاصتها لأنه في نظره يلامس الواقع هو عقل اختزل مشكلات التخلف و النهضة و انخرط في تمترسه حول ذاته و صنع صنما كما يصنع غيره أصناما ...

و لن يكون باحثا و لا فيلسوفا و لا عالم اجتماع أو إناسي أو مفكرا مرموقا كما هي بعض القامات العالمية التي أنتجها الغرب و ساهمت اليوم و أمس و في إطار سيرورة حضارية في تبديل قيم العالم و محاصرة المقدس...

فلاسفة الغرب – حاشاكم - لا يستمنون فلسفيا و فكريا و معرفيا و لا يهرطقون و يحلقون في سماء التجريد بل يساهمون في التحولات العالمية...

إن جل الحراك العالمي في حقل التربية و التعليم و الإصلاحات التربوية التي ألزمت بها في أنظمتنا التربوية العربية و التي ترتسم في إطار و تحت عنوان " عولمة القيم " هي نتاج العقل الفلسفي الغربي

إن مشكلة المساواة بالنسبة للمرأة و مكافحة ما يسمى بالنمذجة و التنميط أو " الستيريوتيب " و نظرية النوع أو " الجندر" و موضوع الحرية و الحرية الجنسية و تبديل قيم العائلة و الإنقلاب على تعريف نواة المجتمع التي هي الأسرة و تعريف الزواج و مؤسسة الزواج و إباحة الزواج المثلي ..الخ
و عولمة قضية الحق في الإعتقاد و الكفر و حرية سب المقدس و الله باعتبارها من الحريات و حق التدخل الأجنبي بعنوان حماية الحق الإنساني المنتهك

و طرح بديل عن المقدس الديني هو المقدس الأرضي الذي ينبغي أن يعم العالم كدين أرضي إنساني مكان الدين الطائفي أي دين الله الذي عجز عن بسط الأمن و التعايش في نظرهم و تسبب في الحروب و سفك الدماء و العنف و الإرهاب

كذلك قضايا الدين و الفضاء العام و قضايا الهوية و الخصوصية التي تجتاح باسم العولمة و الكونية و قضايا اللغة و اللسان....

و سيل من القضايا التي تطرح اليوم كبدائل للنظام التربوي و الإعلامي و الثقافي و الحضاري و الحقوقي ...الخ هي

إنها من صميم الخطاب الفلسفي و قلبه كما تناولها الفلاسفة الغربيون و من صميم الموضوعات التي تناولها " نيتشه " و " دريدا " و " فوكو " و " دولوز " و " دو سارتو" و " هابرماس" و "سيمون دي بوفوار" و "بورديو" و "ما بعد بورديو" على نحو ما تتبناه " نجاة فالو بلقاسم " و تيارات الحركات النسوية في نقدها لأطروحة " الهيمنة الذكورية " عند بورديو و هي من صميم القضايا التي تناولها بقوة القول الفلسفي الغربي الحداثي و ما بعد الحداثي ...

يعجز العقل الذي هجر التنظير و المفهمة و التأسيس الفلسفي و المعرفي و ترك هذا الواجب العيني و قلل من شأنه و انتقص من قيمته و أهله و همشهم و شكك في ع إنيتهم و أصالتهم و وسمهم بتهمة التغريب و التأثر كثيرا بالغرب و نقص تكوينهم في جانب العلوم الدينية و الشرعية كما يتوهمون و تعميم حكمهم على الجميع

إن مهام الشرائح المتعلمة تنقسم إلى قسمين قسم تنظيري أكاديمي معرفي مركب و قسم وسيط يعمم الخطاب و يبسطه للناس لإيقاظ العقل السبات الذي يقلل من قيمة النظري و المفهومي و التجريدي أو ما يظنه تجريدي

بل إن عدم العمل على الإنفاق المالي في هذا الحقل و مأسسته و تعميمه و تعبئة النخب حوله هو عين التقصير و العجز و السقطة و الإثم

فلا فلسفة بل ولا علم إنساني اليوم معلق بين سماء و هواء من غير معالم بل كل التفلسف الغربي له إحداثياته و معالمه و أسسه و مرتكزاته و قواعده و علائقه الجيوسياسية و الجيو إستراتيجية

كم ظلم مالك بن نبي مثلا من طرف محتكري خطابه و فهمه و كم اختزلوه و صنموه و حنطوه ...

العقل الفلسفي العربي عازف عن المعارف و التنظير و التفلسف و يعتقد أن على كل الناس إنتاج و استهلاك المسطح و الذرري من الفكر و المعرفة و الفلسفة و عدم الوقوف على ثغرات باتت اليوم عارية و الإغراق في ما يعده فعالية و فاعلية

ما لم يوثق الباحثون في حقل النهضة العربية و الإسلامية صلتهم بالعلوم الغربية و يطلعوا عليها بعمق و من غير قبليات و تصنيف و ازدراء إلى جوار تراثهم و معارفهم التي يجب أن يعلموا أنه منجزبشري في فهم الوحي و المطلق

فستبقى مقارباتهم عرجاء و هشة و غير مجدية و سطحية و منقوصة لا تتقدم بهم نحو إعادة بناء علوم و معارف و فلسفة و مناهج و مقاربات و أدوات نظر

و اشتقاق أو " نحت " مفاهيمنا مع تداول الخلاف القائم بين أن تكون عربيتنا لغة اشتقاق لا نحت و أن تمون اللغة الأجنبية و الفلسفة الغربية لغة تشتغل بنحت و صناعة المفهوم عبر النحت طبعا كعملية أساسية في إنتاج المفهوم لتكون العربية لغة الاشتقاق دون النحت باعتبار بنيتها و هو سجال لابد أن يحسم لغويا و نحويا و صرفيا و فلسفيا و إيبستمولوجيا

من عجز عن إدراك قيمة الفلسفة الغربية في منظومتنا المعرفية و لم يدرك كةحجم المخاطر التي تترتب عن هجرها و تكوين و تنمية عقدة نقص نحوها أقول إنه لا يخدم الثقافة العربية و الإسلامية بل يلحق بها أضرارا و بالعقل المسلم و يساهم في تدمير حس لطالما نما و ازدهر عند الاولين من المسلمين في تفاعلهم مع اليونان

إن مركب النقص هذا لا يتوقف عن ممارساته الهوسية و المرضية في مدح الذات مقابل طبعا من يجلدونها فقط قلت يمدحون الذات ليبقونها على هامش ما يحدث في العالم و يكرسون حالة التخلف

فشتان بين الإغتراب و الإنفتاح على الاخر بلا عقدة و بلا موانع حتى لا يضمر الانفتاح و يختزل فلا يكون فرقا بينه و بين الإنغلاق



#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكفاءة متحررة من التصنيفات في عالمنا العربي
- نيتشه و مفهوم العدمية : نحو قراءة منفلتة من النسق
- النص الفلسفي و موانع تقدم النظر و الإبداع : قيود الفهم من ال ...
- كلمة في الجنسانية و المرأة و نظرية الجندر و مكافحة التنميط
- المقاصد الشرعية بين مرتكزين علم الكلام و الفقه ...تشخيص حالة ...
- كلمة في مقاصد الشريعة و علم أصول الفقه
- في الفهم الأوحدي أو المتعدد داخل المنظومة النصية العربية الإ ...
- الابداع زمنا و شرطا و هوية
- يا شيعة و يا سنة ..نسيت في أي قرن نعيش ذكروني أو دثروني.
- في التاريخ العربي الإسلامي و كتابته
- هل الخلاص في المقاصد و تجديدها
- لا قداسة للغة العربية
- في تجديد علم المقاصد الشرعية ..هل من جدوى
- الإستحواذ الثلاثي على نيتشه في نظر كليمان روسيه
- في بعض أسس الأنطولوجيا الإيمانية و تمايزها عن أنطلوجيا النفي ...
- -مشروع الإناسة العربية الإسلامية يدشن في تونس- --من الميسر ا ...


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمزة بلحاج صالح - التراثيون و الخوف من الفلسفة و تجاهل جدواها