حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 22:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
" النص النيتشوي نص مفتوح و من أراد غلقه فقد هدم نزعة قلب القيم عند نيتشه .."
حمزة بلحاج صالح
يستعمل نيتشه مصطلح " العدمية " Nihilisme في سياق معين و يريد بها معنى قريبا مما أراده تورغنيف و أطلقه على " الأنارشيست " الإرهابيين في روسيا في القرن التاسع عشر و هم ينكرون الأخلاق و الميتافيزيقا...
و قد تبنى نيتشه مبدأهم و نزعتهم عبر محمولات مفهوم " العدمية " عندهم..
قام نيتشه بإسقاط المفهوم على من ينتصرون و يتبنون و يدافعون عن القيم الدينية و الأخلاق أو أي رؤية فلسفية تقلل من قيمة الحياة أو تزدريها أو ترضى بحالة التخلف و التقهقر...
و يعتبر نيتشه " النيهيلية " نزعة تعكس حقارة العيش و الحياة و تخلفها و تعكس ضجر الإنسان تجاه مقتضيات العيش و الوجود و الحياة ...
عندما كتبت يوما عن نيتشه بأنه عدمي علق أحدهم يظن أنني أتحدث عن العدمية كما يتبناها " نيتشه" و ليس العدمية كما هو محمولها الفلسفي متعلقة بموقف من الوجود و اللاهوت و المطلق..
إنني لا زلت أكرر بأن نيتشه تخلص من أو عارض " النيهيلية " كما هي في أصلها الذي ذكرت لكنه كرس العدمية بنظرية قلب القيم و هي نظرية " عدمية " في أساسها تنكر كل لاهوت سماوي و مطلق و غيب و ليس فقط لاهوت المسيحية ..
موقف " نيتشه" ليس موقفا سياقيا و لا ردة فعل على ممارسات رجال الدين و لا الكنيسة ...
إنه موقف يتعلق بالمسألة اللاهوتية و بالوجود و الأنطولوجيا و كل الأديان و الإسلام ...
إنني أتعمد قراءة نيتشه خارج النسق المألوف و السائد...
لا يهمني ضعاف الكسب و الخوافين الوجلين من ممارسة حق التفلسف عن جدارة فلسفية و استحقاق ...
و ليس هذا نتاج رؤية مغلوطة و فهم سيء للنص و المنجز النيتشوي ...
لكنها قراءة متحررة من هيمنة و سلطة النسق و متجاوزة له..
بل قراءة تعتبر المترجم من منجز نيتشه ضحية معضلات الترجمة أيضا...
و كذلك مشكلات الفهم و اللعبة كلعبة على حد تعبير جاك لاكان ..
و هذا بعض ما يبرر تجاوز النسق ليس تأويلا لكن لغة و فهما سياقيا و راهنا و مفهوما و بنية و تمثلات...
مقاومة الإجتهاد نزعة " شوفينية " تسكن قلب التراثيين من الفئتين ...
بل تسكن قلب تراثنا و تراث الاخر مهربا و منقولا و منتحلا و " مفهوما " و كذلك قلب فهوم دعاة التنوير و الحداثة...
حمزة بلحاج صالح
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟